عقب وفاة فلاديمير لينين (Vladimir Lenin) يوم 21 يناير 1924، نجح جوزيف ستالين، أثناء السنوات التالية، في إزاحة العديد من خصومه السياسيين، وعلى رأسهم ليون تروتسكي (Leon Trotsky)، ليبلغ سدة الحكم ويحكم قبضته على الاتحاد السوفيتي لفترة قاربت ربع قرن وانتهت بوفاته يوم 5 مارس 1953.
وفي خضم هذه الفترة، أسفرت السياسات الستالينية عن مقتل ما لا يقل عن 20 مليون شخص إما بسبب عمليات الإعدام المباشرة أو المجاعة أو إرهاقاً داخل مراكز العمل القسري. ومن ضمن هؤلاء الذين عانوا من الملاحقات الستالينية، يذكر التاريخ الأعضاء الذين حضروا المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي السوفيتي.
ما بين يومي 26 يناير و10 فبراير 1934، احتضن الاتحاد السوفيتي المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي. ومن ضمن الحاضرين، تواجد 1225 عضواً ممن تمتعوا بحق التصويت على القرارات، بينما تمتع 736 بحق "التصويت الاستشاري".
وأثناء كلمته بالمؤتمر، عدد جوزيف ستالين نجاحاته وقدّم أرقاماً وإحصائيات مفبركة لا تمت للواقع بصلة حول نجاحات سياسته مؤكداً على تضاعف الإنتاج الصناعي والزراعي بالاتحاد السوفيتي مقارنةً بعام 1933. إلى ذلك، لم تلق تصريحات ستالين تأييد عدد هام من قدامى الحزب الشيوعي الذين كانوا على دراية بتفشي المجاعة بالبلاد ووفاة الملايين بأوكرانيا وحدها ضمن مجاعة الهولودومور (Holodomor).
أثناء عملية التصويت، تلقى جوزيف ستالين ما يزيد عن 100 صوت سلبي رافض لسياسته. ولتغطية أرقام معارضيه بالمؤتمر، أمر القائد السوفيتي بتزوير النتائج مؤكداً حصوله على 3 أصوات فقط معارضة لسياسته.
وفي خضم المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي، اقترب عدد من قدامى الحزب من سيرغي كيروف (Sergei Kirov)، المصنّف كقائد الحزب في لينينغراد، وعرضوا عليه تنصيبه زعيماً للحزب الشيوعي السوفيتي وعزل ستالين. رفض سيرغي كيروف، الذي اغتيل مطلع ديسمبر من نفس العام، الأمر ونقل مجريات هذه المحادثة لجوزيف ستالين.
أثارت هذه التصريحات التي قدّمها سيرغي كيروف غضب جوزيف ستالين الذي تخوّف من عملية انقلابية قد تطيح به من هرم السلطة. وعلى إثر حادثة اغتيال كيروف بعد نحو 10 أشهر، باشر ستالين بملاحقة معارضيه السياسيين بالحزب وجميع الرافضين لسياساته ضمن ما عرف بـ"التطهير الكبير" الذي أسفر ما بين عامي 1936 و1938 عن مقتل ما يزيد عن 700 ألف شخص.
خلال كلمته بالمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي عام 1956، نقد نيكيتا خروتشوف (Nikita Khrushchev) سياسات ستالين، الذي كان قد توفي عام 1953، بالسنوات الماضية وتحدّث عن ضحايا المؤتمر السابع عشر للحزب.
وعلى حسب ما قدّمه خروتشوف، قُتل 98 فرداً من الأعضاء والمرشحين للجنة المركزية، المقدر عددهم بحوالي 138 فرداً، الذين حضروا المؤتمر عام 1934. فضلاً عن ذلك، أكّد خروتشوف أن 1108 أعضاء، من إجمالي 1966 عضواً حضروا بالمؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي، اختفوا من السجلات الرسمية إما بسبب إعدامهم بشكل مباشر أو على إثر نقلهم نحو معسكرات العمل القسري بالمناطق النائية.