لم تتردد اليابان خلال فترة الحرب العالمية الثانية، في الاعتماد على الهجمات الانتحارية لمواجهة السفن الأميركية بعرض المحيط الهادئ.
وقد مثلت هجمات الكاميكازي حلا بائسا لجأ له اليابانيون أواخر الحرب أملا في تكبيد الأميركيين خسائر جسيمة تجبرهم على الاستسلام.
وباليابان، دخل الكاميكازي يوكيو سيكي (Yukio Seki) التاريخ كواحد من أبرز الانتحاريين الذين تمكنوا من إصابة هدفهم بدقة أثناء الحرب حيث نجح الأخير في استهداف حاملة الطائرات يو أس أس سانت لو (USS St. Lo) متسببا في غرقها قبالة جزيرة سامار (Samar) قرب خليج ليت (Leyte).
خاصيات سانت لو
إلى ذلك، دخلت حاملة الطائرات سانت لو الخدمة خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1943.
وعلى حسب خاصياتها التقنية، بلغ طول الأخيرة نحو 156 مترا وقدّر وزنها بحوالي 8188 طنا كما تجاوزت سرعتها 19 عقدة. وإضافة لقدرتها على حمل 27 طائرة حربية.
كما، زودت يو أس أس سانت لو بمدفع عيار 127 ملم وثمانية مدافع مضادة للطائرات عيار 40 ملم إضافة لنحو 12 مدفعا آخر مضاد للطائرات عيار 20 ملم. وقد سميت حاملة الطائرات هذه حينها بهذا الاسم نسبة لمدينة سانت لو بإقليم نورماندي الفرنسي الذي شهد بحلول العام 1944 إنزال الحلفاء الشهير.
خلال معركة خليج ليت أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر 1944، تعرضت حاملة الطائرات سانت لو لقصف مباشر من قبل البارجة الحربية اليابانية ناغاتو (Nagato). وعلى الرغم من نجاتها من هذا القصف، استهدفت سانت بهجوم انتحاري قاده الكاميكازي يوكيو سيكي (Yukio Seki).
غرق سانت لو
في الأثناء، يصنّف يوكيو سيكي أول طيار كاميكازي يبلغ هدفه أثناء هجوم انتحاري. فبخليج ليت، فشل الانتحاري يوشيياسو كونو (Yoshiyasu Kuno) في بلوغ هدفه لتصاب بذلك طائرته وتسقط بعرض البحر.
وخلال الهجوم الثاني الذي شنته ثلاثة فرق من الطائرات الانتحارية يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر عام 1944، تمكن اليابانيون من إصابة عدد من السفن وأغرقوا حاملة الطائرات سانت لو.
ففي حدود الساعة العاشرة وخمسين دقيقة صباحا، أقدم الكاميكازي يوكيو سيكي، البالغ من العمر 23 عاما، على الاصطدام بطائرته عمدا بحاملة الطائرات سانت لو. وبناء على مصادر تلك الفترة، تحطمت طائرة يوكيو سيكي على منصة انطلاق الطائرات التابعة لسانت لو واخترقت الدروع لتنفجر بالقرب من خزانات الوقود ومخازن الذخيرة. وعلى عين المكان، تتالت الانفجارات على متن سانت لو التي غاصت في غضون 30 دقيقة فقط نحو قاع المحيط.
إلى ذلك، وجه هذا الهجوم ضربة موجعة للأميركيين. فإضافة لغرق العديد من معداتهم العسكرية، تسبب الكاميكازي يوكيو سيكي في مقتل 113 جنديا أميركيا وفقدان المئات.