يوم 7 تموز/يوليو 1937، استغلت اليابان حادثة جسر ماركو بولو (Marco Polo) لتطلق العنان لعملية غزو الصين معلنة بذلك بداية الحرب الصينية اليابانية الثانية التي استمرت لنحو 8 سنوات وانتهت بنهاية الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان. وفي خضم هذه الحرب، قتل ما لا يقل عن 20 مليون شخص وارتكبت العديد من الفظائع على يد القوات اليابانية كانت أبرزها بمدن نانجنغ وشانغهاي.
وأثناء الحرب الصينية اليابانية الثانية التي اندلعت قبل نحو عامين من الحرب العالمية الثانية، اتجه الاتحاد السوفيتي للتدخل لصالح الصينيين. ففي خضم تلك الفترة، تخوّف جوزيف ستالين من السياسة العدائية والتوسعية اليابانية بالشرق. وأملا في التصدي للتوسع الياباني قرب حدود بلاده بالشرق، أمر الرجل الحديدي، أي ستالين، بإرسال كميات هامة من العتاد العسكري للمقاتلين الصينيين.
الدعم السوفيتي للصين
وتزامنا مع نجاحه في إحلال السلام، بشكل مؤقت، بين الشيوعيين والقوميين الصينيين الذين تقاتلوا على مدار سنوات ضمن حرب أهلية طاحنة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا من كلا الطرفين، قدم ستالين لنظيره القومي الصيني شيانغ كاي شيك (Chiang Kai-shek) قروضا ومنحا لشراء كميات هامة من الأسلحة السوفيتية بأسعار رمزية.
وما بين عامي 1937 و1941، وفّر الاتحاد السوفيتي للصينيين 1235 طائرة حربية و82 دبابة و16 ألف قطعة مدفعية و14 ألف رشاش و50 ألف بندقية إضافة لكميات هامة من العربات العسكرية والجرارات وأقنعة الغاز والذخائر مساهما بذلك في إنقاذ الصين من السقوط في قبضة اليابانيين.
40 فرقة مشاة صينية
وإلى جانب دعمها بالعتاد العسكري، أرسلت موسكو لبكين العديد من الخبراء والمدربين العسكريين لدعم قدرات ما يزيد عن 40 فرقة مشاة صينية. ولتجنب إمكانية اندلاع حرب مع طوكيو بسبب هذا الدعم، وصف الاتحاد السوفيتي الخبراء العسكريين السوفيت الذين حلوا بالصين بالمتطوعين الذين عبروا الحدود من تلقاء أنفسهم.
خلال الأشهر الأولى من الحرب، لم يجد اليابانيون صعوبة كبيرة في التقدم على حساب القوات الصينية التي تكبدت خسائر فادحة. لكن مع قدوم السوفيت، نجح الصينيون في الحفاظ على العديد من مواقعهم وتمكنوا من وقف الزحف السريع للجيش الياباني.
معارك جوية وإنقاذ ووهان
من ناحية أخرى، واجه اليابانيون، تزامنا مع قدوم السوفيت، مصاعب عديدة بالمعارك الجوية. فعقب سيطرتهم المطلقة على الأجواء الصينية لأشهر، اصطدم اليابانيون خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1937 بمقاومة شديدة أثناء محاولتهم قصف شانغهاي. ففي خضم هذه العملية، اعترضت طائرات من نوع بوليكاربوف آي 16 (Polikarpov I-16)، سوفيتية الصنع، طريقهم وأسقطت مقاتلتين وقاذفة قنابل يابانية.
ويوم 23 شباط/فبراير 1938، ذهل اليابانيون عقب تعرض إحدى قواعدهم الجوية بفورموزا (Formosa) لقصف جوي حيث قطعت قاذفات قنابل من نوع توبوليف أس بي (Tupolev SB)، سوفيتية الصنع، مسافة ألف كلم لتلقي بقنابلها على اليابانيين وتتسبب في تدمير العشرات من طائراتهم الرابضة بأرضية القاعدة الجوية.
يوم 29 نيسان/أبريل عام 1938، اتجه اليابانيون للاحتفال بعيد ميلاد الإمبراطور هيروهيتو (Hirohito) عن طريق توجيه ضربة جوية كبيرة لمدينة ووهان التي أصبحت مقر الحكومة الصينية. وأثناء توجهها لووهان، تعرضت نحو 50 طائرة يابانية كان من ضمنها 18 قاذفة قنابل لهجوم مباغت حيث اعترضت طائرات من نوع بوليكاربوف آي 16، سوفيتية الصنع، سرب الطائرات الياباني وأجبرته على الانسحاب.
حسب المصادر السوفيتية، أرسل الاتحاد السوفيتي نحو 700 طيار للقتال إلى جانب الصينيين ضد اليابانيين. ومن ضمن هؤلاء الطيارين الذين قدموا على شكل متطوعين، فارق 214 طيارا منهم الحياة في خضم المعارك الجوية ضد اليابانيين.