هكذا تجمّد 60 ألف عسكري سوفيتي في حرب الشتاء

مع بداية التدخل العسكري السوفيتي ضد فنلندا، ضمن حرب الشتاء، أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1939، واجه الجيش الأحمر مشاكل عدة في تحقيق تقدم ملموس على أرض المعركة. فبسبب قيام ستالين بإعدام كبار العسكريين أثناء فترة التطهير الكبير، افتقر الجيش السوفيتي للفاعلية والخبرة وتكبد خسائر جسيمة ضد الجيش الفنلندي ذي الإمكانيات المتواضعة.

ومع تقدم المعارك، واجه الجنود السوفيت عدوا جديدا تمثّل في الشتاء الفنلندي شديد البرودة. فبالمناطق التي جاؤوا منها بالاتحاد السوفيتي، لم يكن أغلب جنود الجيش الأحمر، الذين شاركوا بحرب الشتاء، معتادين على درجات حرارة الشتاء الفنلندي المنخفضة وافتقروا للإمكانيات الكافية لمواجهة البرد.

الشتاء الفنلندي

خلال شتاء 1939 – 1940، انخفضت درجات الحرارة بالبرزخ الكاريلي (Karelian Isthmus) بشكل لافت للانتباه مقارنة بتلك المسجلة بالسنوات الماضية. فيوم 16 يناير 1940، شهدت المنطقة درجة حرارة قدرت بحوالي 43 درجة تحت الصفر.

في الأثناء، وفرت السلطات الفنلندية ملابس شتاء ملائمة لجنودها الذين كانوا في الخدمة منذ فترة. وفي المقابل، اضطر الفنلنديون المتطوعون للاكتفاء بثيابهم العادية، التي ارتدوها بهذه الفترات من السنة وساعدتهم على تحمل البرد، التي أضافوا إليها رموز وشعارات الجيش الفنلندي.

من ناحية أخرى، اعتاد الكثير من الفنلنديين على ممارسة رياضة التزلج الريفي أثناء الشتاء. ومع بداية الحرب، اتجه الفنلنديون لاستغلال عوامل عديدة اعتادوا عليها، كتساقط كميات كبيرة من الثلوج وإتقانهم للتزلج الريفي وساعات الليل الطويلة التي تنعدم بها الرؤية، لصالحهم خلال مواجهتهم للقوات السوفيتية. وأثناء، تقدمهم فوق الثلوج، ارتدى جنود فرق التزلق الفنلندية ثيابا بيضاء للتخفي ومغافلة الفيالق السوفيتية أثناء تقدمها مكبدة إياها خسائر جسيمة.

60 ألف عسكري سوفيتي قتلوا أو أصيبوا بسبب البرد

بالجهة المقابلة، امتلك الجنود السوفيت ثياب شتاء لم تكن مؤهلة لمقارعة الشتاء الفنلندي. وقد انتظر السوفيت أواخر يناير 1940 للحصول على لباس ملائم يقيهم من درجات حرارة قد تنزل ما دون 40 درجة تحت الصفر.

وبينما تعطبت بنادق السوفيت عند إطلاق النار بسبب الطقس البارد، امتلك الفنلنديون خليطا كان عبارة عن مزيج من الزيوت ساعدهم في تنظيف أسلحتهم والحفاظ عليها. أيضا، واجه الجيش الأحمر خلال الأسابيع الأولى من الحرب مشاكل عديدة فيما يخص التموين والغذاء. فبسبب درجات الحرارة المنخفضة، تجمدت الأغذية والأدوية وأصبحت في الغالب غير قابلة للاستهلاك وهو ما أدى بالتالي لتراجع الحصص الغذائية المقدمة للجنود السوفيت.

خلال معركة سوموسالمي (Suomussalmi) التي جرت وقائعها ما بين شهري تشرين الثاني/نوفمبر 1939 ويناير 1940، هزم السوفيت على يد الفنلنديين وخسروا أكثر من 10 آلاف جندي بين قتيل وجريح سقط أكثر من ربعهم بسبب البرد.

وأثناء حرب الشتاء التي استمرت لنحو 3 أشهر، خسر السوفيت ما يزيد عن 60 ألف عسكري إما تجمدا أو بسبب أمراض ذات علاقة بالطقس البارد.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: