مع بداية عملية الاجتياح الألماني للأراضي السوفيتية يوم 22 حزيران/يونيو 1941 ضمن عملية بربروسا (Barbarossa)، وجد عدد كبير من القوات السوفيتية، المنتمين إما لسلاح البحرية أو لفيلق المشاة العاشر أو لقوات مفوضية الشعب للشؤون الداخلية، أنفسهم عالقين بالعاصمة الإستونية تالين (Tallinn)، التي وقعت في وقت سابق من عام 1940 بقبضة ستالين عقب اجتياح الجيش الأحمر لدول البلطيق، ومواقع أخرى من البلطيق.
بشكل غير منظم، اتجه السوفيت للانسحاب بحرا نحو لينينغراد معتمدين على مئات السفن. ومن ضمن هذه السفن، تواجدت سفينتان مخصصتان للنقل المدني من نوع جوزيف ستالين. وبينما حملت الأولى اسم وزير الخارجية فياتشيسلاف مولوتوف، حملت الثانية اسم القائد السوفيتي جوزيف ستالين وعرفت مصيرا تراجيديا أثناء إجلائها عقب استهدافها من قبل المدفعية الفنلندية على إثر تدخل الفنلنديين ضد الاتحاد السوفيتي يوم 25 حزيران/يونيو 1941.
الإجلاء من تالين
إلى ذلك، صممت السفينتان جوزيف ستالين وفياتشيسلاف مولوتوف وبنيتا من قبل إحدى المؤسسات الهولندية بأمستردام خلال العام 1939. وقبل أسبوع واحد من تدخل القوات الألمانية بهولندا، كانت السفينتان جاهزتين فغادرتا أمستردام يوم 1 أيار/مايو 1940 وسلمتا للجانب السوفيتي.
وقبل عملية بربروسا، استخدمت هاتان السفينتان بمجال النقل المدني. لكن مع دخول الاتحاد السوفيتي الحرب رسميا يوم 22 حزيران/يونيو 1941، استولت البحرية السوفيتية عليهما ليتم تخصيصهما للنقل العسكري. وأواخر آب/أغسطس 1941، شاركت السفينتان جوزيف ستالين وفياتشيسلاف مولوتوف بعمليات الإجلاء من تالين وتعرضتا لأضرار جسيمة بسبب الألغام البحرية والطائرات الألمانية. ومع بلوغهما للينينغراد، نقلت السفينتان نحو أحد الأحواض البحرية لإصلاحهما.
3849 قتيلا
مطلع كانون الأول/ديسمبر 1941، شاركت السفينة جوزيف ستالين بعمليات إجلاء الجنود السوفيت من شبه جزيرة هانكو (Hanko) التي كانت مسرحا لمعارك ضارية بين الجيش الأحمر والقوات الفنلندية منذ حزيران/يونيو من نفس العام.
يوم 3 كانون الأول/ديسمبر 1941، غادرت السفينة جوزيف ستالين منطقة هانكو حاملة على متنها 5589 جنديا سوفيتيا. وعلى الرغم من مرافقاتها من قبل كاسحات ألغام بحرية، تعرضت هذه السفينة لثلاثة انفجارات بسبب الألغام. ومع تعرضها لأضرار جسيمة بسبب خراب محركها، توقفت جوزيف ستالين، التي لقبت أيضا بالسفينة في تي 521، بعرض البحر لإجراء بعض التصليحات.
ومع توقفها، تحولت السفينة جوزيف ستالين لفريسة سهلة للمدفعية الساحلية الفنلندية التي استهدفتها بقذيفة من مدفع عيار 305 ملم أصابت بشكل مباشر مستودع الذخيرة بها وتسببت في انفجار هائل أدى لغرقها بشكل سريع. وفي خضم هذه الأحداث، حلّت بعض السفن السوفيتية، من كاسحات ألغام وسفن نقل جنود أخرى، على عين المكان لتتمكن من إنقاذ 1740 عسكري كانوا عالقين بالمياه. وفي المقابل، أسفرت حادثة استهداف السفينة جوزيف ستالين من قبل المدفعية الفنلندية عن مقتل 3849 جندي سوفيتي دفعة واحدة ضمن حصيلة صنفت كثاني أسوأ كارثة بحرية سوفيتية بالحرب العالمية الثانية بعد كارثة السفينة أرمينيا.