في ظل التفشي الخطير لفيروس كورونا المستجد في المملكة ومن أجل تقليل مخاطر الإصابة، أصدت خبيرة بريطانية عدداً من النصائح التي تستند إلى دراسات علمية ومحاكاة على الكمبيوتر لمستخدمي سيارات الأجرة.
ووفقاً لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، فإنه لا يفضل مشاركة سيارات الركوب أو الأجرة مع غير أفراد الأسرة ما لم تكن هناك ضرورة تحتم ذلك، وفي هذه الحالة يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
ونصحت البروفيسورة كاثرين نواكس، وهي مهندسة ميكانيكية لها خلفية في ديناميكيات السوائل في جامعة ليدز، بفتح جميع النوافذ للتهوية والجلوس بشكل قطري في المقعد الخلفي أي لا يمكن الجلوس إلى جوار أو خلف السائق مباشرة مع تنظيف مقابض الأبواب وغيرها من المواضع التي يمكن لمسها.
الكمامات الواقية
وأضافت أن ارتداء الكمامات الواقية هي أمر إلزامي في كافة وسائل النقل العام وسيارات الأجرة وخدمات السيارات المستأجرة الخاصة، مثل أوبر، لأنها بمثابة درع واقية أساسية لحماية جميع الأشخاص داخل السيارة، سواء السائق أو الركاب.
وتابعت لصحيفة "الغارديان"، أن استخدام سيارات الأجرة تحديداً هو في حد ذاته تحدٍّ، لأن مساحاتها صغيرة للغاية، ولأنها إحدى أصغر المساحات التي يمكن أن يشغلها الشخص بالمشاركة مع آخرين.
كما توصي الحكومة البريطانية مثلا سائقي السيارات المستأجرة الخاصة، مثل أوبر، بعدم تقديم خدماتهم عبر الإنترنت أو في صفوف سيارات الأجرة أثناء الجائحة على الرغم من أنهم ما زالوا متاحين.
وتتفق آراء الخبراء على أن البقاء بالمنزل وتجنب مشاركة رحلة بالسيارة سواء الخاصة أو الأجرة، إذا كان ذلك ممكناً مع شخص خارج الأسرة لا يزال يمثل أفضل وسيلة حماية ضد الفيروس.
أما في حالة الضرورة القصوى، فإنهم ينصحون بما يلي:
فتح جميع النوافذ
يتطاير سارس-كوف-2، وهو الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، في قطرات مجهرية تنبعث أثناء الأنشطة الطبيعية، مثل التنفس والحديث.
وكشفت عمليات المحاكاة الحديثة أن هذه الجسيمات المصابة المحمولة جواً في السيارة يمكن أن تتراكم إلى مستويات خطيرة في غضون 15 دقيقة فقط إذا لم يتم فتح النوافذ.
كما يعد فتح جميع النوافذ الأربع في السيارة الطريقة الأكثر فعالية لضمان التهوية المناسبة وتقليل مخاطر انتقال العدوى في حالة إصابة الراكب أو السائق.
ولكن إذا لم يكن ذلك ممكناً في أشهر الشتاء قارسة البرودة، فإن فتح نافذتين فقط يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة، مع مراعاة أن تكون إحداهما هي النافذة الأمامية إلى يمين السائق والخلفية إلى يسار الراكب مع الالتزام بالجلوس بشكل قطري.
حاجز هوائي ولكن
من جانبه، قال الدكتور فارغيز ماثاي، عالم فيزياء من جامعة ماساتشوستس أمهيرست: "أظهرت المحاكاة تياراً هوائياً يعمل كحاجز بين السائق والراكب".
في حين أن هذه الإجراءات ليست بديلاً عن ارتداء كمامات واقية أثناء التواجد داخل السيارة، إلا أنها يمكن أن تساعد في تقليل حمل العوامل الممرضة داخل المساحة الضيقة للغاية في مقصورة السيارة.
ووفقاً لبروفيسور نواكس، فإن تكييف الهواء في السيارة لا يكون بنفس فعالية النوافذ المفتوحة، وإذا تم استخدامه، فيجب وضعه في الإعداد الصحيح والذي يسمح بدخول الهواء من خارج مقصورة السيارة.
نقاط يجب تطهيرها
تحتوي سيارات الأجرة على العديد من المناطق ذات النقاط العالية التي يمكن أن يستقر عليها فيروس كورونا المُستجد، ومن ثم تنتقل العدوى إلى الراكب إذا قام بلمسها ثم وضع يده بالخطأ والسهو على الفم أو الأنف أو العينين.
ولهذا السبب، يُنصح أنه عند ارتياد الشخص لسيارة أجرة، أن يحرص على أن يحمل معه منتجات مضادة للفيروسات، وألا يشعر بالحرج من استخدامها.
وتشمل النقاط الرئيسية المقصود مقبض الباب الخارجي والمقبض الداخلي وإبزيم حزام الأمان وجميعها يمكن تنظيفه باستخدام المناديل المبللة المضادة للفيروسات قبل بدء الرحلة.
واستشهدت الباحثة بإرشادات الحكومة البريطانية للمواطنين التي تقول: "إذا كنت تستخدم خدمات سيارات الأجرة والتأجير الخاص، فيرجى استخدام كمامة للوجه وحمل معقم لليدين وغسل اليدين قبل السفر وبعده".
الإرشادات أيضًا بأن يتم استخدام خدمات الدفع مقابل التوصيل إلكترونيا أو الدفع بواسطة البطاقات الائتمانية أو في حالة عدم توافر الإمكانية فيجب أن يتم تسليم النقود بدون تلامس في السيارة، مع مراعاة تنظيف البطاقة الائتمانية بمنديل مبلل وغسل الأصابع واليدين بالماء والصابون جيدًا بعد استعادة البطاقة أو باقي النقود. ويناشد الخبراء السائقين بأن يحرصوا على تذكير الركاب بغسل أو تطهير أيديهم بعد الرحلة.