هكذا حاول هذا السفير منع هجوم قتل نحو 2300 أميركي

صباح يوم السابع من شهر ديسمبر 1941، لم تتردد البحرية اليابانية في شن هجوم مباغت على قاعدة بيرل هاربر بجزر هاواي الأميركية.

وخلال هذا الهجوم الذي اعتمد في خضمه اليابانيون على نحو 350 طائرة حربية، تمكنت البحرية اليابانية من تخريب حوالي 20 سفينة حربية ودمرت 188 طائرة عسكرية أميركية. وقد أسفرت عمليات القصف الجوي حينها عن مقتل ما يزيد عن 2300 عسكري أميركي وإصابة 1143 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

في الأثناء، كرّس هجوم بيرل هاربر دخول كل من اليابان والولايات المتحدة الأميركية الحرب العالمية الثانية بشكل رسمي. فخلال اليوم التالي، لم يتردد الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت في إعلان الحرب على اليابان. وبعدها بثلاثة أيام فقط، اتجه أدولف هتلر لمؤازرة حليفته اليابان فأعلن يوم 11 من نفس الشهر الحرب على الأميركيين.

وكانت الأشهر التي سبقت هجوم بيرل هاربر قد شهدت تكاثف الجهود من قبل العديد من الدبلوماسيين الأميركيين واليابانيين لتخفيف حدة التوتر بين البلدين. ومن ضمن الشخصيات البارزة التي حاولت وضع حد للخلاف الأميركي الياباني، يذكر التاريخ اسم السفير الياباني بواشنطن كيشيسابورو نوروما (Kichisaburō Nomura).

فبعد أن شغل لفترة وجيزة منصب وزير الخارجية بحكومة رئيس الوزراء نوبويوكي آبي (Nobuyuki Abe)، عيّن كيشيسابورو نوروما يوم 27 نوفمبر 1940 سفيراً لبلاده بواشنطن خلفاً لكينسوكي هورينوشي (Kensuke Horinouchi) الذي شغل هذا المنصب منذ شهر مارس 1939.
ومع سماعه خبر تعيين نوروما سفيراً لليابان بواشنطن، عبّر الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الأميركية اليابانية ووصف السفير الجديد بـ"الشخص الطيب والأمين".

وخلال الأشهر السابقة لتعين نوروما، كانت العلاقات الأميركية اليابانية قد شهدت تدهوراً خطيراً. فعلى إثر بداية التدخل العسكري الياباني بالصين عام 1937 وقيام اليابانيين باحتلال أجزاء من "مستعمرة الهند الصينية" الفرنسية عقب النصر الألماني ضد الفرنسيين، لم تتردد الولايات المتحدة الأميركية في فرض عقوبات اقتصادية على اليابان، تضمنت أساساً حظراً على تصدير المحروقات وتجميد جانب من الأصول اليابانية بالبنوك الأميركية.

وفي خضم جهوده لخفض حدة التوتر بين الطرفين، أكد نوروما للأميركيين ضرورة عودة العلاقات الأميركية اليابانية، واتجه لطمأنة الأميركيين وتقديم ضمانات، بعدم وجود تهديد ياباني لمصالحهم بالمنطقة.

وأثناء حواره مع المسؤولين الأميركيين، طالب السفير الياباني الولايات المتحدة الأميركية بوقف دعمها للقوميين بقيادة شيانغ كاي شيك (Chiang Kai-shek) بالصين وبالاعتراف بالنفوذ الياباني بالمنطقة وبرفع الحصار عن بلاده، مؤكداً على حاجة بلاده للمعادن الموجودة بالصين والمستعمرة الفرنسية بـ"الهند الصينية" لضمان توازن اقتصادها وصناعتها. أيضاً، تحدّث السفير الياباني عن علاقات سياسية وشراكة اقتصادية مزدهرة ومثمرة مع الجانب الأميركي خلال السنوات القادمة.

لكن الرد الأميركي جاء سريعاً. فيوم 26 نوفمبر 1941، طالبت الخارجية الأميركية اليابان بالانسحاب من الصين والخروج من التحالف الثلاثي الذي جمعها بكل من ألمانيا وإيطاليا كشرط أساسي لتحسين العلاقات وتجنب خيار الحرب بالفترة القادمة.

إلى ذلك، فشلت جهود السفير الياباني في تخفيف حدة التوتر، ووصِفت بالمتأخرة. فخلال أواخر شهر نوفمبر 1941، باشرت السفن اليابانية تحركها بالمحيط الهادئ للاقتراب من قاعدة بيرل هاربر استعداداً لقصفها.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: