خلال شهر نوفمبر عام 2000، أقبل الأميركيون على صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد من بين مرشحين رئيسيين تمثلا في الجمهوري جورج دبليو بوش (George W. Bush) والديمقراطي ألبرت أرنولد غور الابن (Albert Arnold Gore Jr) المعروف لدى كثيرين باسم آل غور (Al Gore).
وعلى مدار فترة قاربت الثماني سنوات، شغل آل غور منصب نائب الرئيس السابق بيل كلينتون (Bill Clinton) الذي اهتزت إدارته على وقع فضيحة مونيكا لوينسكي (Monica Lewinsky) خلال فترته الرئاسية الثانية، حيث واجه الأخير تهماً بالكذب تحت اليمين بهذه القضية قبل أن ينجو من إجراءات العزل عقب محاكمة أقامها مجلس الشيوخ واستمرت لنحو 21 يوماً.
إلى ذلك، رشّح الجمهوريون جورج دبليو بوش لخوض غمار انتخابات عام 2000 بعد منافسة جمعت بينه وبين السيناتور عن ولاية أريزونا جون ماكين (John Mccain) للفوز ببطاقة ترشيح الحزب الجمهوري. وفي المقابل، وقع اختيار الديمقراطيين على آل غور الذي نافس السيناتور السابق عن ولاية نيوجيرسي بيل برادلي (Bill Bradley) على بطاقة الحزب الديمقراطي.
عقب ثلاث مناظرات تلفزية قيل إنها لم تغيّر شيئاً في توجهات الناخبين، أفرزت انتخابات العام 2000 نتائج متقاربة بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي. فبالتصويت المباشر، تفوق آل غور بنحو نصف مليون صوت فحصد حوالي 51 مليونا من أصوات الناخبين بينما نال منافسه جورج دبليو بوش ما يقارب 50.5 مليون صوت. لكن ولأول مرة منذ العام 1888 لم يتمكن الفائز بالتصويت المباشر من بلوغ البيت الأبيض حيث جاءت النتائج التي أفرزها المجمع الانتخابي لتسفر عن نصر تاريخي مثير للجدل لبوش.
فمع اقتراب صدور النتائج، اتجهت الأنظار نحو ولاية فلوريدا، حيث كانت أرقام المرشحين متقاربة لدرجة كبيرة واضطر الجميع لانتظار فلوريدا لحسم السباق الرئاسي.
وخلال الساعات التالية، أعلنت فلوريدا رسمياً انتصار جورج دبليو بوش وفوزه بأصوات الولاية بالمجمع الانتخابي ليراسل على إثر ذلك آل غور نظيره الجمهوري ويهنئه بالفوز. لكن مع ظهور نتائج فلوريدا للعلن، تفاجأ الجميع بوجود فارق ضئيل جداً لا يكاد يتعدى 600 صوت فقط بين المرشحين بالولاية، وأمام هذا الوضع تراجع آل غور عن تهنئته لبوش مطالباً بعملية إعادة فرز بعدد من مناطق فلوريدا مؤكداً على وجود أخطاء بعملية احتساب الأصوات ومنبهاً لحتمية فوزه بالرئاسة في حال احتسابها بشكل صحيح.
وحسب القوانين الانتخابية بالولاية، جرت عملية إعادة الفرز الآلي للأصوات بفلوريدا لتسفر يوم 10 نوفمبر 2000 عن تراجع الفارق بين المرشحين. وأواخر الشهر، أعلنت فلوريدا عن نتائج جديدة تحدّث من خلالها عن فارق جديد استقر عند حاجز 537 صوتاً فقط بين كل من بوش وآل غور. من جهة أخرى، لجأ الديمقراطيون للمحكمة العليا بفلوريدا وطالبوا بإعادة فرز يدوي للعديد من الأصوات بالولاية مؤكدين على فوز مرشحهم آل غور في حال التدقيق في الأصوات واحتساب عدد من الأصوات غير الواضحة.
إلى ذلك، وافقت المحكمة العليا بفلوريدا (بأغلبية 4 مقابل 3) على عملية إعادة الفرز اليدوي لعشرات آلاف الأصوات وهو ما دفع بالجمهوريين للجوء للمحكمة العليا للولايات المتحدة الأميركية للمطالبة بإنهاء عمليات إعادة الفرز اليدوي.
وبأغلبية 5 مقابل 4، اعتبرت المحكمة العليا الأميركية قرار إعادة الفرز اليدوي بفلوريدا غير دستوري لتعرف بذلك هذه الأزمة القانونية التي استمرت حوالي شهر نهايتها ويحصل جورج دبليو بوش على أصوات ناخبي فلوريدا، المقدر عددهم حينها بخمسة وعشرين صوتاً، بالمجمع الانتخابي ويفوز برئاسة الولايات المتحدة الأميركية عقب جمعه 271 صوتاً بالمجمع الانتخابي مقابل 266 لمنافسه آل غور.
من جهة ثانية، اعترض كثيرون على قرار المحكمة العليا المتعلق بإعادة الفرز بفلوريدا بسبب الانتماءات الحزبية فتحدثوا عن تصويت 5 من أعضائها المنتمين للحزب الجمهوري لصالح قرار وقف إعادة الفرز ومعارضة 4 أعضاء محسوبين على الديمقراطيين لذلك.