هكذا قتل ابن امبراطور فرنسا بإفريقيا

تماما كعمّه نابليون بونابرت عام 1804، أعلن لويس نابليون بونابرت نفسه عام 1852 امبراطورا على فرنسا واتخذ لنفسه لقب نابليون الثالث ليحكم بذلك البلاد لمدة تجاوزت 17 سنة. إلى ذلك، عرفت فترة نابليون الثالث نهايتها في خضم الحرب الفرنسية البروسية التي أسفرت عن إعلان الوحدة الألمانية. فيوم 2 أيلول/سبتمبر 1870، وقع نابليون الثالث أسيرا في قبضة البروسيين أثناء معركة سيدان (Sedan) لتنتهي بذلك فترة الإمبراطورية الثانية.

لاحقا، نفي لويس نابليون الثالث، رفقة بقية أفراد عائلته، نحو بريطانيا. وبسبب ذلك، أجبر ابنه يوجين لويس نابليون (Eugène Louis Napoléon)، المولود يوم 16 آب/أغسطس 1856، على مواصلة دراسته ببريطانيا قبل أن يلتحق فيما بعد بجيشها.

ملازم بالجيش البريطاني

فبعد أن تحوّل لأحد رموز فرنسا خلال فترة اعتلاء والده للعرش، أجبر يوجين على الرحيل نحو بريطانيا عام 1871 ليستقر رفقة أفراد عائلته بمنطقة تشيزلهيرست (Chislehurst) بلندن. وهنالك، برع هذا الفتى بدراسته والتحق فيما بعد بمدرسة وولويش (Woolwich) العسكرية التي حقق بها نتائج جيدة قبل أن يصبح في النهاية ملازما بالجيش البريطاني.

مع وفاة والده يوم 8 يناير 1873، أصبح يوجين لويس نابليون رمزا مهما لدى البونابرتيين الذين أيّدوا عودة أقارب نابليون بونابرت للسلطة.

مع سماعه لخبر مقتل مئات الجنود البريطانيين على يد شعب الزولو بجنوب إفريقيا في خضم معركة إيساندهلوانا يوم 22 يناير 1879، طالب الأمير الفرنسي يوجين لويس نابليون المسؤولين البريطانيين بالسماح له بمرافقة القوات البريطانية نحو جنوب إفريقيا للقتال ضد شعب الزولو. ومن خلال هذا الطلب، صرح يوجين عن رغبته في رد الجميل للشعب البريطاني والملكة فيكتوريا لاستقباله، رفقة بقية أفراد عائلته، لسنوات ومنحه فرصة الدراسة بمدرسة بريطانية.

أول بونابرت يقتل خلال معركة

يوم 24 شباط/فبراير 1879، حصل يوجين على رخصة لمرافقة القوات البريطانية نحو جنوب إفريقيا. وهنالك، نال الأخير منصبا مرموقا وتميّز بين زملائه باعتباره أميرا فرنسيا من عائلة بونابرت.

مطلع شهر حزيران/يونيو 1879، انطلق يوجين لويس نابليون رفقة عشرات الجنود البريطانيين لإجراء مهمة استكشافية قرب مواقع ملك شعب الزولو سيتشوايو كامباندي (Cetshwayo kaMpande). ومع توقفهم قرب أحد الحصون، وجد الجنود البريطانيون أنفسهم عرضة لوابل من الرصاص.

وعلى إثر مقتل اثنين من رفاقهم، فضّل بقية أفراد القوة البريطانية الانسحاب والعودة لمركز القيادة. وبينما نجح بقية الجنود في امتطاء أحصنتهم والفرار، فشل الأمير الفرنسي في القيام بذلك، حيث وقع الأخير من فوق حصانه لتنكسر يده اليمنى ويجد نفسه وجها لوجه أمام أفراد من شعب الزولو.

على الفور، أخرج يوجين لويس نابليون مسدسه وحاول التصدي بمفرده لعشرات من مقاتلي الزولو الذين وجّهوا له 17 ضربة من رماحهم أردته قتيلا على عين المكان.

خلال اليوم التالي، تمكن الجنود البريطانيون من العثور على جثة يوجين الذي قتل وهو في الثالثة والعشرين من العمر. لاحقا، عادت جثة هذا الأمير الفرنسي لبريطانيا لتدفن بمنطقة فارنبورغ (Farnborough) لجوار قبر الإمبراطور السابق نابليون الثالث. وعلى إثر مقتله بجنوب إفريقيا، تحوّل يوجين لويس نابليون لأول بونابرت، من عائلة بونابرت، يقتل خلال حرب.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: