هكذا قتل زلزال 10% من سكان هذه البلاد

خلال الحقبة الستالينية التي استمرت لأكثر من ربع قرن، شهد الاتحاد السوفيتي العديد من الأزمات والكوارث التي أسفرت عن سقوط ملايين الضحايا. فإضافة لضحايا المجاعات، كمجاعة أوكرانيا بالثلاثينيات التي أودت بحياة ملايين الأشخاص، وعمليات التهجير والترحيل، عاش الاتحاد السوفيتي على وقع العديد من الكوارث الطبيعية التي فاقمت معاناة مواطنيه وأسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى.

إلى ذلك، لم يتردد الإعلام السوفيتي، بأوامر من جوزيف ستالين، في التكتم عن هذه الكوارث أملا في الحفاظ على صورة الاتحاد السوفيتي بالعالم. ومن ضمن هذه الكوارث، يذكر التاريخ زلزال عشق أباد (Ashgabat)، بجمهورية تركمانستان السوفيتية التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي، عام 1948 والذي أسفر عن سقوط عشرات آلاف الضحايا.

كومة من الحجارة

في حدود الساعة الواحدة صباحا يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر 1948، اهتزت جمهورية تركمانستان السوفيتية على وقع زلزال مدمر بلغت شدّته 7.3 درجة على مقياس رختر. وعلى حسب الخبراء، كانت قرية غارا غودان (Gara-Gaudan)، الواقعة على بعد 25 كلم جنوب غرب العاصمة عشق أباد، مركزا لهذا الزلزال الذي امتدّ تأثيره نحو المناطق المجاورة.

كما ألحقت هذه الكارثة الطبيعية أضرارا جسيمة بالعاصمة التركمانية عشق أباد حيث انهارت أغلب مبانيها بسبب شدة الزلزال وانتشار البنايات القديمة. وقد تحدّثت بعض المصادر حينها عن انهيار 98 بالمائة من بنايات عشق أباد التي تحوّلت لكومة حجارة.

من ناحية ثانية، انحرفت القطارات عن سككها بالعاصمة واتجهت لتصطدم بالسيارات والمارة كما انهارت المصانع التي وفّرت سابقا نسبة هامة من الوظائف لسكان عشق أباد. وأمام هذا الوضع الذي تزامن مع غياب الأمن، لم يتردد الناجون في نهب ما تبقى من المؤن بالمدينة لمواجهة البرد والجوع.

176 ألف ضحية

في الأثناء، اختلف المؤرخون حول عدد الضحايا. فبينما تراوحت التقديرات بين 10 و100 ألف، تحدّث الرئيس والقائد التركماني صفر مراد نيازوف (Saparmurat Niyazov)، الذي فقد والدته بسبب الزلزال، عن وفاة حوالي 176 ألف شخص بسبب هذه الكارثة وهو الرقم الذي يعادل حوالي 10 بالمائة من إجمالي سكان تركمانستان حينها.

بعد مضي نحو 3 أيام عن الكارثة، كتبت صحيفة البرافدا (Pravda) السوفيتية مقالا تحدّثت من خلاله عن زلزال ودمار لحق ببعض المصانع دون أن تشير لهذا العدد الهائل من القتلى. وفي الأثناء، حلّ ما يزيد عن 30 ألف عسكري سوفيتي بعشق أباد للمشاركة بجهود الإنقاذ. وقد ضلت التقارير حول هذه الكارثة مخفية لسنوات طويلة قبل أن تبدأ بالظهور خلال الثمانينيات.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: