هكذا كاد هذا الرئيس الأميركي أن يقتل على الجبهة بالحرب

خلال العام 1860، حقق المرشح الجمهوري أبراهام لنكولن فوزا سهلا بالانتخابات الرئاسية الأميركية على نظيره الديمقراطي جون بريكنريدج (John C. Breckinridge) ليصبح بذلك الرئيس السادس عشر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. إلى ذلك، عاشت الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة الرئاسية الأولى لأبراهام لنكولن على وقع أحداث الحرب الأهلية التي أسفرت في غضون 4 سنوات عن مقتل أكثر من 600 ألف أميركي لتصنف لاحقا كأكثر نزاع دامي بتاريخ الأميركيين.

وعقب فوزه بالانتخابات الرئاسية لعام 1864، تعرض أبراهام لنكولن لمحاولة اغتيال ناجحة يوم 14 نيسان/أبريل 1865 انتهت بوفاته عن عمر يناهز 56 عاما. لكن قبل هذه المحاولة الناجحة، كاد الرئيس الأميركي السادس عشر أن يقتل بالجبهة في خضم الحرب الأهلية على يد القوات الجنوبية التي تمركزت قرب العاصمة واشنطن.

الهجوم على واشنطن

يوم 11 تموز/يوليو 1864، عاش سكان العاصمة الأميركية واشنطن على وقع حالة من الذعر تزامنا مع سماعهم بخبر اقتراب فيالق من الجنود الكونفدراليين منهم. وللوهلة الأولى، أعادت هذه الحادثة للأذهان ذكرى حادثة دخول البريطانيين لواشنطن وإحراقهم للبيت الأبيض قبل نحو 50 عاما.

وبشكل مريب، عمل الجنرال الاتحادي يوليسيس غرانت (Ulysses S. Grant) في وقت سابق لسحب ما يزيد عن 23 ألف عنصر تواجدوا قرب واشنطن للدفاع عنها ليقوم بنقلهم للجبهة لمحاصرة عاصمة الكونفدراليين ريتشموند (Richmond) بولاية فرجينيا القريبة. وبسبب ذلك، ترك الأخير أقل من 9 آلاف عنصر، من فاقدي الخبرة العسكرية الذين انتدبوا للقتال لفترة لا تتجاوز 100 يوم، للدفاع عن العاصمة واشنطن.

وفي الأثناء، استغل الجنرال الكونفدرالي روبرت لي (Robert E. Lee) هذا الأمر ليوجه ما يزيد على 15 ألفا من القوات الكونفدرالية بقيادة الملازم جوبال إيرلي (Jubal Early) نحو واشنطن عبر وادي شيناندواه (Shenandoah) بفرجينيا.

رصاصة على بعد 3 أقدام

ومع سماعه لدوي طلقات المدفعية وخبر اقتراب القوات الكونفدرالية، حافظ الرئيس الأميركي أبراهام لنكولن على هدوئه وانطلق نحو الرصيف على مقربة من نهر بوتوماك (Potomac) حيث حيّا الفرق التي أرسلها الجنرال غرانت على عجل للدفاع عن واشنطن.

وفي خضم معركة فورت ستيفنز (Fort Stevens) ما بين يومي 11 و12 تموز/يوليو 1864، تفاجأ الجنود الكونفدراليون بظهور شخص يرتدي معطفا أسود وقبعة سوداء طويلة من بعيد عند الجانب المقابل. فبينما تواجدت زوجته ماري تود لنكولن (Mary Todd Lincoln) داخل العربة، اقترب الرئيس الأميركي أبراهام لنكولن من جنوده لحثهم على الدفاع عن العاصمة قبل أن يتوجه لمواساة المصابين.

إلى ذلك، امتلك الكونفدراليون جنودا قادرين على إصابة أهدافهم بدقة من على بعد 800 متر. وفي حين غفلة كاد أحدهم أن يصيب الرئيس الأميركي ابراهام لنكولن بشكل مباشر ليجعل منه أول رئيس أميركي يقتل أو يصاب على أرض المعركة أثناء حرب.

على حسب ما نقله الجنرال هوراشيو ورايت (Horatio G. Wright)، هوت رصاصة على بعد ثلاثة أقدام فقط من الرئيس أبراهام لنكولن وأصابت جرّاحا في رجله. وأمام إصرار الرئيس على عدم مغادرة المكان، هدده الجنود بإجباره على الرحيل ونقله بالقوة نحو عربته. لاحقا، رضخ لنكولن لهذه الضغوط وغادر المكان.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: