بمناسبة الشهر الوردي للتوعية بسرطان الثدي، لا يزال مؤشر الأرقام المخيفة يرتفع عاماً بعد آخر، فقد صُنف سرطان الثدي بالمرض الأشد فتكاً. ففي عام 2020 تم تشخيص نحو 2.3 مليون امرأة أصيبت به، حصد منها نحو نصف مليون حالة وفاة على مستوى العالم، وفي نهاية العام نفسه كان هناك 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس الماضية.
ووفق منظمة الصحة العالمية فإن معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان الثدي يتجاوز 5 سنوات، 90% في البلدان المرتفعة الدخل، في حين لا تتعدى نسبته 66% في الهند و40% في جنوب إفريقيا. وتقل في الدول النامية التي ترزح تحت وطأة أنظمة صحية هشة.
حملات توعية لتحويل الأرقام المخيفة لمعدل وفيات صفر
قطعت الإمارات شوطا مهماً للحد من سرطان الثدي بين أوساط السيدات، بالنظر إلى الأرقام التي حققتها حيث نجحت في الوصول إلى أكبر شريحة من السيدات من خلال حملات التوعية التي تحث على الفحص المبكر.
وقال أطباء وخبراء الصحة لـ"العربية.نت" إن جهود القضاء على هذا المرض تتطلب مضاعفة الدعم وتبني مبادرات مجتمعية تصطف فيها الجهات الخاصة والحكومية لمواجهة هذا المرض، مشيرين إلى أن هناك فئات كثيرة في مناطق الإمارات الشمالية بحاجة إلى مجهود صحي كبير، وتقديم الرعاية والدعم وتكثيف الحملات والمبادرات لتحقيق معدل وفيات صفر.
ثالث أنواع السرطان الأشد فتكا بأرواح السيدات
وأكد الأطباء في إفاداتهم أن سرطان الثدي هو ثالث أكثر أنواع الوفيات المرتبطة بالسرطان شيوعاً لكلا الجنسين، حيث يمثل 11.1% من جميع وفيات السرطان.
وفي الإمارات العربية المتحدة، يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات التي يتم تشخيصها، حيث زاد عدد حالات سرطان الثدي بنحو 20% منذ عام 2009، وفقًا لهيئة الصحة بدبي.
نواعم ناجيات هزمن شراسة المرض بمعنويات حديدية
إلى ذلك، تسابقت جهات طبية في الإمارات إلى إطلاق حملات توعية كجزء من مسؤولياتها الاجتماعية تجاه هذا المرض الذي يمثل تحدياً عالمياً، حيث أطلقت IMH المختصة بتقديم العلاجات المختلفة والرعاية الملطفة لمرضى السرطان، حملة مجتمعية حملت شعار "الاكتشاف المبكر والمبكر"، تم خلالها نشر قصص 5 سيدات من جنسيات مختلفة انتصرن في معركة البقاء ضد سرطان الثدي، وساهمت البطلات الخمس في تقديم رسائل ملهمة ومؤثرة للسيدات، أظهرن فيها لحظات مأساوية وهن يصارعن ويقاومن بمعنويات حديدية هذا المرض الشرس، واستطعن أن يقدمن جرعة توعية تركت تأثيرها الواضح في عيون السيدات.
الموجات فوق الصوتية تكشف سرطان الثدي لمدة تصل لعامين
من جهته، أوضح الدكتور مدحت فارس، استشاري طب الأورام، أن حملة التوعية بسرطان الثدي تلتزم برفع مستوى الوعي الجماهيري حول الكشف المبكر والمبكر عن سرطان الثدي، حيث تتضمن تقديم فحوصات سريرية للثدي وتصوير الثدي بالأشعة السينية واستشارة متخصصة طوال شهر أكتوبر. وأشار إلى أن تصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية يكشف سرطان الثدي لمدة تصل إلى عامين، أي قبل أن تشعر أنت أو طبيبك بالورم، حيث إنه عند اكتشافه مبكراً، يكون معدل البقاء على قيد الحياة مرتفعاً جداً.
ويؤكد فارس أن الهدف الجوهري لأي حملة يكمن في رفع مستوى الوعي لدى السيدات بأهمية الفحص الذاتي، مشيراً إلى أن الهدف من حملة "الاكتشاف المبكر والمبكر" هو رفع مستوى الوعي العام حول أعراض سرطان الثدي، ومعرفة ما يجب البحث عنه، وكيفية اكتشافه، وعلاجه والحاجة إلى علاج موثوق ودائم في المستقبل.
وأضاف بالقول: "نحن ممتنون إلى الأبد لأبطالنا الخمسة، السيدة أميليا ألفاريز فريانيزا، والسيدة ميشيل، والسيدة فيزاسيون رافولس فتيلونا، والسيدة بيفرلي ألوميسيم أمانتي والسيدة جينلين، لدعم الحملة والتشديد على أهمية الذهاب للكشف المبكر والمبكر عن سرطان الثدي".
قوة ناعمة في معركة طاحنة للمعنويات
وبالحديث عن أحدث علاجات سرطان الثدي، يرى الدكتور هاني جاد الله، مدير العمليات بالمستشفى الدولي الحديث، أن علاج سرطان الثدي يكون فعالاً للغاية عند الكشف عن المرض في وقت مبكر. وغالباً ما ينطوي علاج سرطان الثدي على مزيج من العلاجات التي تتفاوت نسبة نجاحها بحسب الحالات ومستوى الأورام إلى جانب القوة النفسية والمعنوية التي تتمتع به المرأة.
وقال الدكتور عثمان البكري، رئيس المكتب الطبي في IMH، إن قصص السيدات الخمس اللواتي شاركن في إنجاح رسالة الحملة، ستستمر في تحفيز الملايين الذين يكافحون حالياً ضد السرطان وستمنحهم قوة الإلهام الذي يحتاجونه بشدة للوصول إلى بر النجاة، فقد نجحن بإظهار قوتهن الناعمة في معركة طاحنة للمعنويات، وسطرن بطولة ملحمية في حب الحياة، وأكدن أنهن لا يملكن سلاحا فتاكاً ولا حلولاً سحرية للشفاء إلا أنهن لم يخفين ما يتمتعن به من شجاعة وتحدٍ للتغلب على سرطان الثدي.