أصابت الحيرة والخوف الأطباء الكنديين مع تزايد حالات إصابة الشباب بمرض غامض في المخ تشمل أعراضه مشكلات في الذاكرة وتشنجات عضلية، بالإضافة إلى مشكلات في التوازن وصعوبة في المشي أو السقوط وهلوسة ونقص غير مبرر لوزن الجسم وألم في الأطراف.
وكشف مصدر طبي أن أعراض المرض المتفاقم تنتقل بشكل تدريجي إلى الأشخاص الذين يعتنون بالمرضى بشكل غريب، بحسب صحيفة "ذا صن" الأميركية.
من جانبه، قال موظف يعمل في شبكة Vitalité Health Network، إحدى الهيئتين الصحيتين في مقاطعة برونزويك، إن الحالات المشتبه فيها تتزايد بين شباب، مشيراً إلى أنه لم يسبق أن تعرضوا لخطر الإصابة بأمراض عصبية، ولم يسبق تعرضهم للمرض من قبل.
وشملت الحالات طالبة تمريض في العشرينات من عمرها، كانت تتولى تقديم الرعاية الصحية، وبدأ ظهور أعراض المرض عليها مؤخرا.
حالات محيرة
وفي حالة أخرى محيرة، بدأت زوجة مريض، مشتبه بإصابته بنفس المرض حيث يعاني من أعراض صعوبات في التوازن والتحدث، فجأة في فقد كتلة عضلاتها وتعاني من الخرف والهلوسة.
بدورها، أكدت هيئة نيو برونزويك للصحة العامة NBPH رسميًا إصابة حوالي 48 حالة بالمرض الغامض، وهو رقم لم يتغير منذ عامين، لكن المصدر الطبي صرح لصحيفة "الغارديان" بأنه يشتبه في وجود العشرات وربما 150 آخرين.
كذلك، أبلغ عن ثماني حالات وفاة، لكن المسؤولين في برونزويك يقولون إنهم لا يستطيعون تأكيد أن مرض المخ الغامض هو المسؤول عن الوفيات.
تشخيص خاطئ
من جانبها، صرحت مصادر مطلعة أنه من المتوقع، هذا الشهر، أن تشير نتائج تحقيقات لجنة نيو برونزويك، المكلفة بكشف غموض المرض، إلى أن الحالات الـ 48 كانت نتيجة تشخيص خاطئ من قبل أطباء الدماغ.
ويترأس لجنة المراجعة السريرية مديرا الهيئتين الصحيتين في نيو برونزويك – Vitalité Health Network وHorizon Health Network.
عوامل بيئية سامة
وتابع المصدر الطبي، الذي أبلغ عن الواقعة، والذي يعمل في Vitalité، قائلًا إن المرض الغامض لا يرتبط بمقاطعة نيو برونزويك فقط، "ولكن من المحتمل أنها الأكثر تضررًا لكونها منطقة ريفية ويتعرض سكانها بشكل أكبر للعوامل البيئية ".
وقال الخبراء إن المرض الغامض يمكن أن يكون مرتبطا بمحفزات بيئية، يأتي على رأسها مادة بيتا ميثايل أمينو إل ألانين BMAA بشكل خاص، وهي مادة سامة تتركز في البيئات البحرية والمياه العذبة وقد تم ربطها بأمراض مثل مرض الزهايمر وباركنسون.
منذ عام 2013
وذكر تقرير نُشر في أكتوبر 2021 أن مسحاً شمل 34 شخصاً مصابين بالمرض لم يجد "أي سلوكيات محددة أو التعرض [لنوع من] الغذاء أو [عوامل] البيئة" التي تسببه.
ويصيب المرض الغامض الأشخاص من كلا الجنسين ومن جميع الأعمار، حيث يبلغ متوسط عمر المرضى 59 عامًا، ولكن لا تتجاوز أعمارهم 18 عامًا، فيما سبق أن صرح أليير ماريرو، طبيب الأعصاب في نيو برونزويك، والذي تولى علاج معظم الحالات المرضية، أنه اكتشف "مرضى صغار السن بشكل غير عادي" ظهرت عليهم الأعراض في وقت مبكر من عام 2013.