لا شك في أن قصص الرعب التي تعالجها الأفلام قد تأتي من الواقع أحياناً، ولعل حكاية "منزل الرعب" في ولاية كاليفورنيا الأميركية الذي أثار ضجة واسعة قبل سنوات، ليست إلا واحدة منها.
فقد أعادت مقابلة جديدة مع المراهقة جوردان توربين، التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً فقط، حين حررت 12 من أشقائها عام 2018، من منزل في الولاية بعدما حبسهم والداهم هناك، إلى الأذهان القصة كاملة.
وشرحت توربين أنها اضطررت للهروب وكان في ذهنها أنها قد تموت أثناء المحاولة، كما كشف الأطفال في المقابلة الأولى لهم منذ ذلك الوقت كيف ظلوا مقيدين بالسلاسل ومنفصلين عن العالم الخارجي، وأوضحوا حجم الإساءة من قبل الوالدين ديفيد ولويز توربين، اللذين حُكم عليهما بالسجن 25 عاما على الأقل.
وأوضحت المراهقة جوردان أنها تمكنت من الفرار مما أصبح يُعرف باسم "بيت الرعب" عبر نافذة للاتصال برقم 911 في يناير 2018، وذلك وفقاً لحديثها مع شبكة ABC News.
كما تابعت الشابة التي تبلغ من العمر اليوم 21 عاماً، أنها سارت على الطريق لإجراء مكالمة للشرطة لأنها لم تكن تعلم أن عليها استخدام الرصيف، فهي لم تشاهده من قبل.
وأضافت أنها تمكنت من الهروب والاتصال بالطوارئ من هاتف نقال عثر عليه في البيت.
وفي مكالمة مع الشرطة أخبرتهم أنها هربت للتو من المنزل، وأنها وإخوتها تحت حكم أبوين يسيئون معاملة الأطفال.
أما عن الإساءة فقد أجابت أن الأبوين كانا يضربان أطفالهما، ويحبسانهم، ويعنفانهم عبر الخنق وشد الشعر والتقييد بالسلاسل.
"الجحيم"
بدورها، وصفت الشقيقة الكبرى جينيفر، أن "الكلمة الوحيدة" التي يمكن أن تستخدمها للتعبير عن سنوات الانتهاكات التي عانوا منها هي "الجحيم".
وفي المقابلة التي بثت الجمعة، أوضحت الشرطة أن طعام الأطفال كان لسنوات، نظاما غذائيا يتكون من شطائر زبدة الفول السوداني.
كما أشارت إلى أن المنزل كان قذراً وكريه الرائحة، حيث كان يسمح للأطفال بالاستحمام مرة واحدة فقط، ويتعلمون في المنزل ولا يعرفون سوى القليل جدا عن العالم الخارجي.
كذلك لفتت التحقيقات إلى أن سوء التغذية التي تعرض لها بعض الأطفال أعاق نموهم، وأدى إلى هزال العضلات وترك اثنتين من البنات غير قادرتين على الإنجاب.
تمويه كامل
في حين أظهرت صورة عام 2016 الوالدين وهما يتظاهران في حفل زفاف وسط مدينة لاس فيغاس، حيث وقف أبناؤهما البالغ عددهم 13 حولهما مرتدين ملابس متناسقة.
كما أفادت المعلومات إلى أنه لا يوجد في شارع موير، حيث البيت رقم 160، ما يشير إلى وجود تلك المأساة البشعة، فهو بيت أنيق أمامه ثلاث سيارات، كما أن الحي نظيف والبيوت واسعة، ولا أحد يعرف منذ متى يربط الزوجان أبناءهما ويحبسانهما في البيت، ولا أحد طبعا يعرف لماذا فعلا ذلك.
أما الجيران، فقد أفاد أحدهم بعد الحادثة أن الزوجين توربين من الأشخاص الذين لا تعرف عنهما شيئا، فهما لا يزوران أحدا، ولا تراهما في الخارج، وكل ما تراه عنهما عندما يخرجان لاقتناء أغراض.
فيما لفتت جارة أخرى بأنها كانت تجدهما غريبا الأطباع، وكانت تسأل نفسها لماذا لا يخرج أطفالهما للعب.
لأول مرة
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها بعض من 13 طفلاً من أطفال توربين قصتهم منذ ما يقرب من 4 سنوات منذ أن تم إنقاذهم من منزلهم في بيريس، في كاليفورنيا.
وحينها، تم نقل جميع الأطفال الثلاثة عشر، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و 29 عاما، إلى المستشفى عندما اكتشفتهم الشرطة في يناير 2018، وهم في حالة مأساوية.
ونقلت وكالة رويترز عن مدير أحد المستشفيات، واسمه مارك هوفر، قوله: "الحالات تفطر القلب، إنه أمر لا يصدق".