فيما لا يزال "عدو البشرية" يشن هجومه على العالم أجمع، حيث أصاب حتى الآن أكثر من 254 مليون شخص، وأدى إلى وفاة أكثر من 5 ملايين شخص، كشف علماء مفاجأة عن مضادات الاكتئاب وخطر الموت بسبب كورونا.
فقد وجد الباحثون في دورية "JAMA Network Open" المزيد من الأدلة على أن الأشخاص الذين يتناولون بالفعل بعض مضادات الاكتئاب الرخيصة والمتاحة على نطاق واسع كانوا أقل عرضة للوفاة من كورونا، وهو أمر يمكن أن يساعد من ليس لديهم إمكانية الوصول إلى اللقاحات بعد، وفق CNN.
يشار إلى أن هذه الأدوية هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، وتشمل فلوكستين، الذي يباع على نطاق واسع تحت الاسم التجاري Prozac، وعقارا ذا صلة يعرف باسم فلوفوكسامين أو لوفوكس.
أقل عرضة للوفاة
كما ذكروا أن الذين تناولوا فلوكستين كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 28% بسبب كورونا، فيما كان المرضى الذين يتناولون فلوفوكسامين، الموصوف في أغلب الأحيان لعلاج اضطراب الوسواس القهري، أقل عرضة للوفاة بنسبة 26%.
أما أولئك الذين تناولوا أي نوع من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية شهدوا انخفاضاً في خطر الوفاة بنسبة 8%، وهو ما يعتبر ذا دلالة إحصائية.
ارتباط كبير
هذه الدراسة استخدمت أكثر من 83500 سجل إلكتروني للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بكوفيد-19 من 87 مركزاً طبياً في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تغطي الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض بين يناير وسبتمبر من العام الماضي.
من جهتها أوضحت مارينا سيروتا، الأستاذة المشاركة في طب الأطفال وعضو معهد باكار لعلوم الصحة الحاسوبية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، التي عملت على الدراسة، أنه "لا يمكننا معرفة ما إذا كانت الأدوية تسبب هذه التأثيرات، لكن التحليل الإحصائي يظهر ارتباطاً كبيراً".
كما أردفت في بيان: "لقد كانت دراسة بأثر رجعي، لذلك ستكون هناك حاجة لمزيد من البحث لتحديد سبب هذا الانخفاض المحتمل في الوفيات. ولكن حقيقة أن أي ارتباط مخفف مع الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 هو أمر مثير للاهتمام".
ليست الأولى
وبحسب إحدى النظريات، قد تقلل الأدوية من إنتاج المركبات الالتهابية المسماة السيتوكينات التي ينتجها الجسم، وفي بعض الأحيان يزيد إنتاجها، استجابة لعدوى كوفيد-19 الشديدة.
الجدير بالذكر أن هذه ليست الدراسة الأولى التي تشير إلى أن مضادات الاكتئاب هذه قد تساعد في منع الناس من الإصابة بكورونا. فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في باريس أيضاً وجود صلة بين فلوكستين وتقليل خطر الوفاة. وشهدت دراسات صغيرة أخرى نتائج مماثلة.