يبدو أن زوبعة جديدة ظهرت على هامش قمة المناخ العالمية، فبعد جدل الطائرات الخاصة، أتى دور أطباق السمك.
فقد شن العديد من الناشطين موجة انتقادات لاذعة ضد منظمي cop26، لتقديمهم أطباق سمك السلمون غير الصديق للبيئة، عبر تعاقدهم مع مزرعة أميركية.
إلا أن المفارقة كمنت في أن تلك المزرعة " Loch Duart Ltd" هي الوحيدة في اسكتلندا التي تلقت في وقت سابق هذا العام إنذارين من قبل السلطات المعنية في اسكتلندا، إثر فشلها في السيطرة على تفشي قمل البحر الضار.
خطأ فادح
ما دفع منظمة Salmon and Trout Conservation Trust الخيرية إلى توجيه عدة انتقادات لمنظمي القمة، قائلة في بيان إنه لخطأ فادح أن تقدم القمة سمك السلمون "المستزرع".
كما اعتبرت أنه من غير المبرر على الإطلاق الحصول عليه من Loch Duart. وقالت في بيان نشر على موقعها على الإنترنت، إن القمة خالفت المبادئ التوجيهية الخاصة بها حول مصادر الغذاء، عبر تعاقدها مع Loch Duart لتزويد السلمون المستزرع للمشاركين في هذا الحدث".
تتصدر قائمة الأسوأ أداءً
إلى ذلك، شددت على أن تلك الشركة "تتصدر قائمة الأسوأ أداءً في مكافحة طفيليات قمل البحر خلال عام 2021"، مضيفة أن مزرعة السلمون الخاصة بها في خليج كلاشنيسي شمال غربي ساذرلاند هي الوحيدة التي تلقت إنذارا من الحكومة الاسكتلندية لفشلها في السيطرة على قمل البحر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.
كما أوضحت الجمعية، بحسب ما نقلت صحيفة التليغراف" البريطانية، أن انتشار قمل البحر له "آثار مدمرة" على أسماك السلمون والترويت البري.
كذلك، لفتت إلى أنه "يتغذى عن طريق الرعي على جلد الأسماك فيأكل الأغشية المخاطية وجلدها. وسرعان ما يؤدي إلى موت آلاف الأسماك".
بدوره، اعتبر أندرو غراهان، مدير Salmon and Trout Conservation في اسكتلندا أن تقديم سمك السلمون المستزرع أمر إشكالي بحد ذاته، إلا أن التعاقد مع شركة سيئة أيضا في المجال البيئي، أمر لا يمكن فهمه أو تبريره.
كذلك، انتقد المغني Feargal Sharkey ، الذي تحول إلى ناشط في مجال حماية الأنهار، بتغريدة وجهها إلى الآلاف من متابعيه تعاقد القمة مع الشركة المذكورة، كاتبا :" يا أعزائي ، يا أعزائي، لقد وجه لتلك الشركة التي تعاقدت معها قمة المناخ إنذاران وليس واحدا فقط!".
"نحن فخورون!"
في المقابل، أعربت Loch Duart عن فخرها باعتمادها من قبل القمة لتقديم الطعام لقادة دول العالم. وقال متحدث باسمها: "تفخر Loch Duart لاختيارها ضمن قائمة مقدمي الطعام في قمة Cop26 ، التي تواجه تحديًا يوميًا فيما يتعلق بالتغير المناخي وارتفاع درجات حرارة البحار".
كما أضاف أن الشركة "تستزرع السلمون في بعض المناطق النائية في اسكتلندا، مدركة تماما ضرورة الإبقاء على نقاوتها والحفظ عليها".
كذلك أكدت أنها "تستخدم استراتيجية صارمة" تجاه مشكلة قمل البحر المدمرة التي تساهم تربية السلمون في تغذيتها.
أمام تلك الانتقادات فلربما يشعر المشاركون في قمة المناخ في غلاسكو باسكتلندا، بغصة ما أثناء تناولهم أطباق السلمون الشهية المقدمة بعد ساعات طويل من الخطابات، وربما لا!