بالتزامن مع مرور 9 أعوام على خروج مظاهرات الثلاثين من يونيو 2013، أنتجت قناة "العربية" الفيلم الوثائقي "الصدام الأخير"، الذي يرصد العام الذي حكمت فيه جماعة الإخوان المسلمين مصر من خلال شهادات حصرية من مسؤولين سابقين وفاعلين في المشهد السياسي المصري خلال تلك الفترة.
ومن المقرر أن يذاع الوثائقي، الجمعة، الأول من يوليو على شاشة "العربية" في تمام التاسعة مساء بتوقيت السعودية (الثامنة مساء بتوقيت القاهرة – 18:00 بتوقيت غرينتش).
"نتدرب على الذبح"
كان تهديد جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم لخصومهم مع تنامي الدعوات للخروج إلى مظاهرات الـ30 من يونيو 2013، لا لبس فيه بعبارة موجزة بالصوت والصورة للقيادي في التيار السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل: "لم نكن نذبح لنأكل.. بل لنتدرب على الذبح"، وذلك تعليقا على أحداث العنف المصاحبة لحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث أطلق ذلك التهديد خلال لقاء سابق مع قناة "العربية" في السابع من أبريل عام 2013 والذي تضمنه وثائقي "الصدام الأخير".
يتناول وثائقي "الصدام الأخير"، قصة صعود الإخوان إلى السلطة في مصر من خلال التحالفات السياسية التي أجرتها الجماعة في تلك الفترة مع القوى السياسية وصولا إلى إقصاء جماعة الإخوان لحلفائها وفوز محمد مرسي بانتخابات الرئاسة بفارق ضئيل عن منافسه الفريق أحمد شفيق.
الصدام مع الجيش
تأتي شهادة اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني، لتلخص حالة الصدام التي اختار الإخوان خوضها مع المؤسسة العسكرية في مصر بإقالة وزير الدفاع آنذاك المشير حسين طنطاوي وقادة من الصف الأول في القوات المسلحة، بأنها كانت ثأرا قديما للإخوان منذ عام 1952، خاصة أن قيادات الجماعة لديها شعورٌ متوارث بأن الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر لم يشركهم في حكم مصر عقب 23 يوليو 1952.
الصدام مع القضاء
كما يلفت الوثائقي إلى الصدامات المتتالية التي دخلتها جماعة الإخوان مع مؤسسة القضاء في مصر بدءا من عزل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود في نوفمبر 2012، وصولا إلى إصدار الإعلان الدستوري الذي حصن قرارات رئيس الجمهورية وجعلها نافذة وغير قابلة للطعن، كما تتطرق أحداث الفيلم إلى مخطط الإطاحة بالقضاة وتعيين قضاة ومستشارين محسوبين على جماعة الإخوان.
وتشير أحداث الوثائقي إلى محاولة محمد مرسي الضغط على وزير الدفاع الأسبق المشير طنطاوي لمصادرة قرار المحكمة بإبطال انتخابات مجلس الشعب والدعوة لانعقاده، كما يتطرق إلى حصار المحكمة الدستورية العليا وترويع القضاة.
الصدام مع الفن
لم يكن الفن والثقافة في معزل عن صدامات الجماعة، حيث شهدت الحركة الفنية تضييقات غير مسبوقة بعزل رئيسة دار الأوبرا المصرية السابقة إيناس عبدالدايم، فضلا عن تحريك دعاوى قضائية ضد عدد من الفنانين على رأسهم عادل إمام.
الصدام مع الأمن
أشارت مجريات "الصدام الأخير" إلى العداء الذي كان يكنه قادة جماعة الإخوان إلى أجهزة الأمن في مصر، وكيف حاولوا في فترة حكمهم لمصر القضاء على جهاز الأمن الوطني وتفريغ الشرطة المصرية عبر اقتحام وحرق مقرات جهاز الأمن الوطني.
الصدام مع القوى المدنية
تحريك الدعاوى القضائية والمنع من السفر وحرق مقرات الأحزاب كانت من بين الأدوات التي استغلتها جماعة الإخوان في مواجهة خصومها السياسيين بعد أن فشلوا في ضمهم إلى معسكرهم وتولي المناصب التي عرضوها عليهم.
ومن بينهم كان رئيس حزب الوفد السابق السيد البدوي الذي عرض عليه محمد مرسي أن يتولى منصب مساعد رئيس جمهورية، ليفاجأ البدوي أنَّ اسمه قد رصد على قوائم الاعتقال والمنع من السفر بعد أن رفض تولي المنصب الذي عُرِضَ عليه.
الموقف الغربي
مارس الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضغوطا هائلة على القوى المدنية من أجل التعاون مع جماعة الإخوان خلال الشهر الأخير من حكمِ مصر، فوفقا للقيادي في جبهة الإنقاذ الوطني ووزير السياحة السابق منير فخري عبدالنور لم تتوقف قنوات الاتصال من قبل العواصم الأوروبية لحثهم على ضرورة مساعدة الإخوان في إنجاح تجربتهم.