كشفت الدكتورة رولا حمّود طبيبة التخدير في مركز طبي بدبي، عن بشرى سارة للمرضى الذين يرفضون فكرة إجراء عملية جراحية نتيجة تخوفهم من الآلام المبرحة والمضاعفات الخطيرة والأعراض السلبية التي تترافق مع أساليب التخدير العام الذي كان يطبقه الأطباء قبل ظهور تقنية "الألترا ساوند" التي تم توفيرها في الإمارات والخليج والشرق الأوسط منذ العام 2020، مشيرة في حديثها لـ"العربية.نت" أنه حان الوقت لتوديع الألم المصاحب للجراحة قبل وبعد العملية، وتفادي حدوث أي انتكاسات تهدد صحة المرضى.
ولفتت د.رولا خلال ورشة تعليمية أقيمت في مركز كليمنصو الطبي بدبي، بالتعاون مع هيئة دبي للصحة، إلى أن كثيرا من أطباء التخدير في بعض المجتمعات، لا يملكون أي خبرات فنية في استخدام تقنية "الألترا ساوند"، وهي تقنية حديثة في مجال طب التخدير، تعتمد استعمال الأشعة فوق الصوتية لتحديد مكان العصب، لإعطائه جرعة المخدر الموضعي بنسبة قليلة، للتخفيف من الألم خلال العمليات الجراحية، مشيرة إلى أن هذه التقنية لها العديد من الاستخدامات التي يصعب حصرها، لكن أبرزها العمليات الجراحية المعقدة في ترميم العظام مثل الكسور ومنظار المفاصل، كذلك تخفيف الألم بعد عمليات جراحية دقيقة في منطقة البطن أو الصدر، إضافة إلى جراحات أخرى في أجزاء الجسم التي يوجد فيها أعصاب.
إلى ذلك، أشارت د.رولا إلى أن أبرز مضاعفات حقن الجسم بكميات زائدة تكمن في حدوث الحساسية جراء الأدوية، كما أن هناك حالات تعاني أمراضاً مزمنة، ممن هم عرضة للسكتة القلبية خلال عملية التخدير، لكنها بحسبها حالات نادرة لا تؤدي إلى مضاعفات خطيرة خاصة مع وجود تقنيات تكنولوجية حديثة في مجال التخدير الموضعي.
طريقة البنج القديمة لا تخلو من نسبة الخطر ووجود مضاعفات
أوضحت د.رولا إن آلية عمل التقنية الجديدة، تركز في علاج الألم بطريقة مذهلة، إلى جانب دقة التشخيص، مفيدة أن علاج الألم قبل العملية وبعدها يعد أمراً مهماً للغاية، كما أن تخدير العصب يجعل طبيب التخدير يتفادى أي تأثيرات سلبية ناتجة لدى المرضى، ويعطي الدواء اللازم على العصب، ويجري عملية جراحية من دون أي ألم على مدار مدة قد تصل إلى 12 ساعة، من ثم يستفيق المريض بشعور إيجابي مفعم بالراحة.
ولفتت إلى أنه لا يوجد إجراء في الطب عموماً لا يحتمل وجود نسبة خطر أو مضاعفات، إلا إن التقنية الجديدة "الألترا ساوند" ساهمت في التقليل من الكميات الكبيرة من "البنج" الذي كان يستخدم سابقاً بطريقة تقليدية، واستطاعت تحقيق نتائج مذهلة انعكست على راحة المرضى وسرعة تعافيهم.
للمختصين: هذه خطوات إجراء عملية تخدير مثالية بتقنية "الألترا ساوند"
هذا، وأكدت الدكتورة رولا أهمية الورش التدريبية على التكنولوجيا ليكون الطبيب مطلعاً وملماً بكافة المستجدات التي توفر راحة تامة للمريض بدءا من لحظة الفحص مروراً بتشخيص حالته وانتهاء بمراحل علاجه، لافتة إلى أن هذه الورشة تستهدف أطباء التخدير لكل العمليات الجراحية، كونها تركز على تدريبهم نظرياً وعملياً على مجموعة من النقاط أبرزها إحاطة الأطباء بأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية فائقة التطور لضمان سلامة المرضى.
وتابعت: "كما نحرص على تعريفهم على آلية فحص العصب خطوة بخطوة وكيفية استعمال كمية قليلة من التخدير الموضعي بدلاً من الحقن بجرعات زائدة، كما نحرص على تعليمهم أدوات فحص المريض قبل العملية للتأكد من أنه لا يعاني أي أمراض مصاحبة تؤثر على جودة التخدير، وكذلك نقدم لهم أساليب اختيار الإبرة الضرورية وآليات تحديد الكميات المثالية من التخدير".
وأضافت: "نحن فخورون بتقديم هذه الورشة السنوية العالمية التي تستمر نحو يومين لنشر العلم وآخر أبحاث الطب التخديري"، مشددة في ذات الوقت على أن الطبيب اليوم مسؤول عن تطوير أدائه وأدواته من خلال متابعة أحدث الأبحاث العلمية في مجال تخصصه وإضافة نقاط تعليمية ودورات تأهيلية إلى ترخيص مزاولته للمهنة، إضافة إلى مواكبة أنظمة التكنولوجيا الطبية والإلمام بتعلم برامجها وآليات عملها وطريقة استخدامها الأمثل في أساليب التشخيص والفحص والعلاج.