يوم 11 يوليو 1789، عمد الملك الفرنسي لويس السادس عشر لإقالة وزير الدولة ووزير الخزينة جاك نيكر (Jacques Necker) عقب اتهامه بتقديم تنازلات كبيرة لصالح ممثلي الطبقة الثالثة بمجلس الطبقات الفرنسي. إلى ذلك، عُرف الوزير نيكر، ذو الأصول السويسرية، بمواقفه المؤيدة للشعب والداعية للتهدئة بين الملك وممثلي الطبقة الثالثة الذين اتجهوا، دون موافقة لويس السادس عشر، لتشكيل مجلس وطني بهدف وضع دستور للبلاد. فمنذ البداية، عارض هذا الوزير إرسال الجيش والمرتزقة الأجانب نحو العاصمة لفرض الأمنK ودعا الملك للتفاوض مع ممثلي الطبقة الثالثة لإيجاد مخرج للأزمة.
وزادت إقالة الوزير نيكر من حالة الاحتقان بالعاصمة. ويوم 14 يوليو 1789، اتجه الباريسيون نحو مبنى ليزانفاليد (Les Invalides) حيث حصلوا على البنادق قبل أن يسارعوا بالتجمهر أمام سجن الباستيل لمطالبة مسؤول السجن الماركيز دي لوناي (marquis de Launay) بتسليمهم براميل البارود.
وعقب إقالة جاك نيكر، عيّن الملك الفرنسي لويس السادس عشر المسؤول المالي صاحب الخبرة جوزيف فرانسوا فولون (Joseph-François Foullon) بدلاً منه. وقد قيل عن فولون إنه انحدر من عائلة نبلاء عاشت بمنطقة أنجو (Anjou). وأثناء مسيرته الحافلة، شغل الأخير مناصب مرموقة بوزارة الحرب وبالبحرية كما عمل كمراقب مالي لصالح التاج الفرنسي وقدّم في وقت سابق برامج إصلاح وتعديلات ضريبية لإنقاذ الاقتصاد الفرنسي الذي شهد أزمات عديدة بسبب التكلفة الباهظة للمشاركة الفرنسية بحرب استقلال الولايات المتحدة الأميركية.
ويوم 12 يوليو 1789، استلم جوزيف فرانسوا فولون مهامه بشكل رسمي مثيراً بذلك مزيداً من الغضب بباريس. فبسبب شعبية نيكر بينهم، رفض الباريسيون قرار تعيين فولون واعتبروه إهانة لهم. وتزامناً مع ذلك، ظهرت بالعاصمة الفرنسية إشاعات عديدة حمّلت، بشكل خاطئ، فولون مسؤولية استدعاء القوات الأجنبية والمرتزقة، التي عملت لصالح الملك، لقمع الاحتجاجات بباريس.
وخلال الأيام القليلة التي شغل خلالها منصب وزير المالية، راجت بباريس مزيد من الأكاذيب التي سرعان ما جعلت من فولون أكثر شخصية مكروهة لدى الباريسيين. وبناء على الإشاعات التي انتشرت حينها، استعد فولون لاجتياح العاصمة لإنهاء وجود المجلس الوطني، كما نسبت إليه بشكل خاطئ مقولة لم ينطق بها قط طالب من خلالها الباريسيين بـ"أكل التبن في حال عدم عثورهم على الخبز" بسبب ارتفاع الأسعار.
مع سقوط الباستيل وتسلّح الباريسيين، تخوّف فولون من إمكانية ملاحقته وقتله من طرف الأهالي فاتجه للاختباء بقصر صديقه مسؤول البحرية السابق أنطوان سارتين (Antoine de Sartine).
بقصر سارتين، قبض الخدم على فولون وسلّموه للباريسيين الذين لم يترددوا في إعدامه على الرغم من تقدّمه في السن وبلوغه عتبة 75 سنة.
على الرغم من محاولة عمدة باريس جان سيلفيان بايي (Jean Sylvain Bailly) وبطل حرب الاستقلال الأميركية الماركيز دي لافييت التدخل لإنقاذه، سحل أهالي باريس الوزير فولون بالشوارع حافياً بعد أن أجبروه على شرب كميات كبيرة من الخل والفلفل وملأوا فمه بالتبن.
لاحقاً، حاول الباريسيون شنق فولون بأحد أعمدة الإضاءة. وبسبب انقطاع الحبل وسقوطه أرضاً، عمد الأهالي لقطع رأس الوزير وطافوا بها بشوارع العاصمة.