توفيت 3 فنانات عربيات بظروف مختلفة في الأيام الثلاثة الماضية، أولهن عثرت عليها الشرطة بعد ظهر الاثنين الماضي تصارع الموت وهي مطعونة بالسكين داخل شقتها في مجمّع سكني بمدينة Zwolle البعيدة في الوسط الهولندي 80 كيلومترا عن العاصمة أمستردام.
القتيلة بعمر 53 سنة، في اليوم الذي مرت فيه 10 أعوام على الثورة المستهدفة النظام بسوريا، هي الممثلة والفنانة التشكيلية السورية رائفة الرز، المعروفة فنيا باسم رائفة أحمد، والتي نشرت "العربية.نت" خبرها خاليا أمس من معظم تفاصيل الجريمة ومرتكبها، حتى ظهرت معلومات جديدة صباح اليوم في الإعلام الهولندي، أهمها أن شابا وجدته الشرطة في شقتها لحظة عثورها عليها غائبة عن الوعي وتنزف دما، فاعتقلوه كمشتبه رئيسي بقتلها، وسيمثل اليوم الخميس أمام قاض يحدد مصيره، استنادا لما ورد بشأنه في تحقيق أولى.
"يا وجع قلبي رحتي لآخر الدنيا"
ولم تفرج الشرطة أي معلومات عن المعتقل، سوى أن عمره 33 عاما. أما الذي حدث للفنانة المقيمة منذ سنوات في هولندا التي طلبت فيها اللجوء، وكانت تنتظر حصولها على الجنسية الهولندية، فهو أن أحد جيرانها أبلغ الشرطة عبر الهاتف عن سماعه صراخا في شقتها، وبدقائق أقبلت دورية ووجدتها مغميا عليها، مع بقائها على قيد الحياة، فاستدعوا سيارة إسعاف، قام من وصل فيها بإسعافها ما أمكن في الشقة نفسها، لأن حالتها كانت حرجة جدا ويصعب نقلها إلى المستشفى، والدليل أنها لم تقو على الطعنات ففارقت الحياة.
رجال التحقيق بالجريمة تسلموا مفتاح الشقة من الشرطة، وراحوا يجمعون المعلومات طوال يوم كامل فيها عما تركه الطاعن من آثار، بحسب ما ألمت به "العربية.نت" مترجما من الوارد بموقع صحيفة Tubanita المحلية، كما مما ورد في موقع صحيفة Weblog Zwolle المحلية أيضا، وهي الأكثر نشرا للصور في موقعها، لكن ليس بينها أي واحدة للفنانة التي يبدو أنها كانت تقيم في هولندا مع ابنها، ولسبب أمني يتعلق به، وفقا لما يمكن استنتاجه من تغريدة "تويترية" كتبتها عنها إحدى صديقاتها الممثلة والمغنية السورية أمل عرفة، وفيها قالت أمس: "يا وجع قلبي رحتي لآخر الدنيا مشان أمان إبنك.. السنة الماضية اجيت ع هولندا وشفتك وشفت بيتك ومرسمك ما كنت عرفانة اننا عم نتودّع. بيتك الدافي صار مسرح جريمة! الله ياخدلك حقك من اللي قتلك. كان بقيان شهرين لتجي لعندي عالشام يا أغلى البشر يا نقية يا فنانة يا أشرف الأصدقاء الله معك".
ولا نجد في حساب بموقع Instagram للفنانة الراحلة، أي صورة عائلية لها، خصوصا مع ابنها، أو مع زوجها الذي يقال إنه الكاتب والصحافي الكردي العراقي، هوشنك وزيري، الحاصل أيضا على الجنسية الأميركية، والذي لم يكتب عنها أي كلمة في حسابه "التويتري" الوارد فيه تغريدات كتبها الثلاثاء، أي يوم علمت عائلتها في دمشق بخبر مقتلها، بحسب ما ذكر شقيقها سليمان لوسائل إعلام اتصلت به.
كما لم تذكر الشرطة الهولندية في بيانها شيئا عن ابنها، كم عمره مثلا، وماذا يعمل، وهل يقيم معها أم بمفرده، ولماذا لم تسع وسائل الإعلام المحلية للاتصال به والتحدث إليه، باعتبار أن طلب والدته للجوء كان بسبب حمايته من أمر ما، بحسب ما قالت صديقتها أمل عرفة في التغريدة، لذلك يحيط الغموض بهذه الجريمة وبمرتكبها ودوافعه وهويته إلى حد كبير، وهو غموض لن يتضح إلا بعد أن ينتهي التحقيق المستمر.
وفي اليوم التالي من مقتل الفنانة السورية، أي صباح الثلاثاء، توفيت المطربة الجزائرية ريم غزالي في باريس، بعد معاناة مع مرض لم تذكره شقيقتها سلمى حين أعلنت عن وفاة شقيقتها المعتبرة "إحدى نجمات الفن الجديد" والتي قرأت "العربية.نت" بسيرتها أنها فازت في 2004 بلقب ملكة جمال الجزائر عن ذلك العام، واشتهرت فوق شهرتها بجمالها بأدائها المتميز في الدراما الجزائرية، وفق الوارد أيضا بسيرتها الفنية، مع أنها قصيرة.
أطلت سلمى عبر حسابها في "إنستغرام" دامعة العينين، لتعلن عن الخبر الحزين، بفيديو مؤثر، قالت فيه: "ما فارقتني الابتسامة لأني بعرف إنو الله أرحم، واختار لك الأحسن" وطلبت من متابعيها الدعاء بالرحمة لشقيقتها المعروفة بلقب "غزالة الجزائر" أيضا. إلا أن وكالة "د ب ا" بثت أمس أن الراحلة بعمر 39 عاما، كانت تعاني منذ 2019 من السرطان على مستوى الرأس وخضعت لعملية جراحية في العاصمة الفرنسية قبل وفاتها.
بالسرطان أيضا، توفيت أمس الأربعاء المطربة السورية ميادة بسيليس، بعمر 54 سنة، وفقا لما أعلنته وزارة إعلام النظام السوري في بيان تضمن نبذة عنها، وفيها أن زوجها الموسيقار سمير كويفاتي، هو من أعلن منذ 3 أسابيع عن إصابتها بالمرض الأخبث، ودعا جمهورها الدعاء لزوجته التي أبصرت النور في مدينة حلب، وبدأت مشوارها الغنائي منذ كان عمرها 9 أعوام عبر إذاعة المدينة، ومن بعدها قدمت 14 ألبوما بدءا 1986 أشهر أغانيها في أحدها هي "كذبك حلو" التي يرددها الآلاف للآن.
أحد الذين نعوها أمس كان الممثل والمخرج السوري أيمن زيدان، فمضى إلى منصته في "فيسبوك" ووصف رحيلها المبكر بأنه زاد محبيها ألما وحرقة "في هذه الأيام السيئة، أيقونة الفن السوري النجمة ميادة بسيليس في ذمة الله". كما نعاها عدد من الفنانين السوريين والعرب عبر وسائل التواصل، منهم المغنية نانسي زعبلاوي والممثل عباس النوري والمخرجة واحة الراهب والإذاعي جورج غرام.