تكشفت معلومات جديدة في قضية مقتل طفل بعد أشهر قليلة من "فترة تجريبية" قبل تبنيه من قبل زوجين.
الحادثة وقعت مساء اليوم الذي سبق قرار هيئة التبني بزيارة العائلة لإعادته بعدما انتهى تقرير بأنه من الأفضل تبنيه من قبل عائلة أخرى.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أظهرت لقطات جديدة الزوجة المتهمة لورا كاسل ، 38 عاما وهي تصنع تعابير وجه غريبة في المستشفى حيث كان يرقد الطفل الضحية.
وأدينت كاسل بقتل الطفل ليلاند جيمس كوركيل البالغ من العمر 13 شهرًا الأسبوع الماضي بعد أن اكتشفت المحكمة رسائل متبادلة بينها وبين زوجها تقل فيها إنها قامت "بجلد" الطفل لإسكاته وإنها تحاول منع نفسها من ضربه وعبارات كثيرة تدل على تعنيفها للطفل.
وفي مقاطع فيديو أخرى ، يُسمع صوت الطفل وهو يبكي بينما تحاول "إسكاته". في لقطة أخرى، تمسح دموعه وهو يجلس في كرسي هزاز للأطفال.
توفي الطفل في اليوم التالي بعد أن اكتشف الأطباء أن قلبه لم يكن ينبض وأنه مصاب في رأسه، والتي قالت لورا كاسل إنه أصيب بها بالسقوط من على أريكة.
لكن المحكمة اكتشفت قيام المتهمة بالبحث عبر الإنترنت عما قد يتسبب في حدوث نزيف في المخ أثناء وجود طفلها في المستشفى، حيث بدأت الحقيقة في الظهور.
واستمعت المحكمة أيضًا إلى عاملة اجتماعية أبلغت عن مخاوفها بشأن الأم بالتبني بعد أن وصفت الطفل بأنه "كسول" و "كبير".
فلم تكن بداية ليلاند في الحياة سعيدة منذ ولادته، حيث نُقل إلى رعاية مجلس مقاطعة كمبريا بعد يومين فقط من ولادته في 21 ديسمبر/كانون الأول 2019، ووضع لدى عائلة أخرى بشكل مؤقت إلى حين العثور على على أسرة تتبناه في نهاية المطاف.
وقالت شارلوت داي، السيدة التي أوكلت إليها رعاية الطفل في الأشهر الثمانية الأولى من حياته القصيرة، إن ليلاند جيمس كان حقاً "طفلاً سعيداً ومرحاً". كان يستمتع بالقفز داخل كرسي اللعب، ويحب العناق والحمل."لكنه كان يبكي عندما كان يوضع في مقعده عند حلول موعد الغداء لأنه كان على دراية تامة بروتينه اليومي".
بدأ بالبكاء ورويداً رويداً، بفقدان وزنه أيضاً، مما أدى في نهاية المطاف إلى تشخيص مرضه، وهو تضيق في الأمعاء الدقيقة يمنع وصول الحليب والأطعمة إلى المعدة.
وبعد أن خضع لعملية جراحية، استعاد صحته مجدداً وبدأ بالنمو بشكل طبيعي وأصبح طفلاً كبيراً وبصحة جيدة.
كانت هناك أخبار سارة على ما يبدو في مايو/ أيار 2020 حينما عثر على عائلة مناسبة تتبناه، وكانت أسرة كاسل من بارو، وهي مدينة صناعية على ساحل كمبريا.
أراد سكوت ولورا كاسل إنجاب طفل بعد وقت قصير من لقائهما في ليلة عيد الميلاد في عام 2005. لكن ذلك لم يكن يسيراً، وأدت مشاكل الخصوبة لدى لورا إلى اكتئابها وتركها لوظيفتها في دار رعاية.
كان الزوجان يفكران منذ فترة طويلة في التبني وبدأ بالإجراءات رسمياً في عام 2019، مع تلقيهما أخيراً للمكالمة التي أخبرا فيها عن العثور على ابن محتمل لهما اسمه ليلاند جيمس.
خضع جميع أفراد أسرة كاسل لمقابلات وزيارات وتدريبات، ونجحوا في الاختبارات من قبل الاخصائيين الاجتماعيين.
وقالت داي إنها كانت سعيدة بهم عندما أتوا لزيارتها وطفلها ليلاند في يوليو/تموز.
في الشهر التالي، انتقل الطفل للعيش مع الزوجين كاسل، وكانت ثمة آمال كبيرة في أن الطفل البالغ من العمر آنذاك ثمانية أشهر، قد وجد أسرته الدائمة. لكن لم تدم تلك الآمال طويلاً.
وقال الزوجان إنهما عانيا كثيراً لأن ليلاند جيمس، كان يبكي كثيراً وخاصة في الليل، وإنهما لم يستطيعا بناء علاقة مع الطفل.
وبحسب ما أدلى به الزوج في محكمة بريستون كراون: "لم أكن أعتقد أنه كان يحبنا".
كانت لورا كاسل تقوم بالجزء الأكبر من دور الوالدين لأن زوجها كان يعمل ليلاً في أحد المصانع.
وفي الأسابيع التي تلت وصول ليلاند جيمس، كانت ترسل رسائل متعددة تشكو من ابنهما وتقول إنها تحاول جاهدة منع نفسها من ضربه لكنها قد لا تتوانى عن فعل ذلك يوماً ما.
وفي المحكمة، وصف الزوجان، الطفل بعبارات قوية، حيث ادعت لورا أن جلد مؤخرة الطفل يعادل ضربة واحدة على رجله أو يده، وأن ذلك كان بهدف تخويفه وليس إلحاق الضرر به.
واستخدمت كاسل مصطلحات مثل "بذرة الشيطان" في محاولة لإضفاء بعض الفكاهة على ما تقول.
قالا إنهما كانا ينويان تربية الطفل على طريقة آبائهما، واستخدما العقاب الجسدي على الرغم من موافقتهما على اتباع قواعد مجلس مقاطعة كمبريا الذي لا يتسامح مع العقاب البدني للأطفال.
وقالت الزوجة إنها جربت الأسلوب التربوي الذي فرضه المجلس لكنه لم يكن ناجحاً دائماً.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أثيرت مخاوف عندما قالت كاسل إنها لا تشعر بأنها تحب ليلاند جيمس، وفي ديسمبر/ كانون الأول، لاحظوا أن الزوجين "لا يسعدان بكل ما يفعله الطفل"، ولكن لم تكن هناك مخاوف بشأن سلامة الطفل، حيث لم تظهر على جسده آثار كدمات أو علامات مشبوهة.
على الرغم من أن الأمر لم يكن سيئاً كلياً، فقد قالت العائلة إنهم استمتعوا بأيام جيدة أيضاً، ولكن مع كل خطوة إلى الأمام، كان الزوجان يشعران بأنهما يعودان خطوتين إلى الوراء كما أخبرا المحلفين.
ناقشوا مسألة إنهاء عملية التبني، لكن الزوجين قالا إنهما بصراحة لا يستطيعان تسليم الطفل وإن أفراد أسرتيهما وقعوا في حب الطفل حقاً.
تم الاحتفال بعيد ميلاد ليلاند الأول بسرور، وجاء الاحتفال بعيد الميلاد (كريسماس) بعد أربعة أيام، والتقطت الأسرة صوراً ظهروا فيها سعداء ومسرورين.
كانت لا تزال ترد بعض الرسائل من لورا كاسل إلى زوجها تشكو فيها عن عدم قدرتها على التأقلم وتنتقد الحالة المزاجية للطفل، وكان يرد هو الآخر بعبارات مماثلة قائلاً إن زوجته لم تكن سيئة وأن الصبي هو من كان يخرب الأشياء.
في السادس من يناير/كانون الثاني، عاد كاسل إلى المنزل بعد الساعة 6 وخلد إلى النوم بعد أن وضع قناعاً لحجب النور على عينيه وسدادات في أذنيه.
ولم تمض ساعتان على نومه ، حتى أيقظته زوجته وبين راحتيها جثة الطفل.
قالت إنه سقط من الأريكة، ففقد وعيه وتباطأ تنفسه وبدأت أطرافه ترتجف.
كررت نفس القصة للمسعفين الذين هرعوا إلى منزلهما والأطباء في مستشفى فورنس العام ثم مستشفى ألدر هاي للأطفال حيث تم نقل ليلاند جيمس للعناية المستعجلة.
وأظهرت الصور الشعاعية إصابات شديدة في دماغه، وتورماً ونزيفاً، وتم إعلان وفاة الطفل البالغ من العمر 13 شهراً في حوالي الساعة الثالثة في السابع من يناير.
كررت لورا كاسل ادعاء سقوط الطفل من الأريكة للشرطة، ولكن بحلول ذلك الوقت، كُشفت أكاذيبها على ضوء ما توصل إليه خبراء علم الأمراض الذين فحصوا جثة ليلاند جيمس.
أظهر جسده الصغير علامات عديدة لما يسمى بمتلازمة "الطفل المهزوز" (وهي أن يقوم أحد الوالدين عند بكاء الطفل دون توقف بهزه بشدة لمعاقبته وتهدئته، الأمر الذي يسبب ارتجاج الدماغ، أو حينما يُضرب الطفل على رأسه حتى لو كان ذلك باستخدام أداة غير مؤذية، كالوسادة مثلاً).
ويطلق عليه الآن اسم "صدمة الرأس المؤذية".
كان هناك نزيف كبير في دماغه وعينيه، وضرر في عموده الفقري وأثر جلد على رقبته.
ونظراً لعمره وحجمه، فمن غير المحتمل أن يتسبب الهزّ وحده في حدوث تلك الإصابات، فمن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة اصطدام الرأس بقطعة أثاث على سبيل المثال.
في اليوم المقرر لبدء محاكمتها، اعترفت لورا كاسل بالقتل دون قصد، قائلة إنها تريد "العدالة" لابنها الصغير. وقالت إنها هزت ليلاند لمنعه من البكاء، وإنها تعبت من صراخه وضوضائه، وضرب رأسه بذراع الأريكة.
وقال الإدعاء إن ما حدث كان أكثر فظاعة، فقد سمع الجيران صوت ارتطام قوي دون سماع صراخ رضيع.
وأضاف إن لورا كاسل فقدت أعصابها عندما بصق الطفل قطعة البسكويت من فمه، فحملته وضربت رأسه بقوة بقطعة أثاث.
اعترفت لورا كاسل بقتله لكنها أنكرت أنها كانت تنوي التسبب بإلحاق أي ضرر جسيم به أو قتله.
جادل محاموها بأنها فقدت صوابها في تلك اللحظة وهزت طفلها لتخويفه وتهدئته، لكنها لم تكن تنوي ما حدث إطلاقاً.
وقالوا إنها ستُعرف إلى الأبد بأنها قاتلة طفل دون قصد ولكن لا ينبغي تصنيفها على أنها مرتكبة جريمة قتل .
اختلفت هيئة المحلفين ووجدتها مذنبة بارتكاب جريمة قتل وتهمة تعنيف واحدة بحق ليلاند، لكنها وجدت أنها غير مذنبة بتهمتين أخريين متعلقتين بمعاملة الأطفال بقسوة ووحشية.
ووجدت المحكمة أن زوجها بريء من تهمة التسبب في موته أو السماح بذلك وبريء من تهمتين متعلقتين بالمعاملة القاسية للأطفال.
انهمرت دموع الزوج وهو يقول للمحكمة إنه "حزين ومحطم" لسماع اعتراف زوجته بالقتل، بعد أن ظل الأمر خافياً عليه حتى لحظة إدانتها بالقتل غير العمد.
قال وهو يمسح الدموع عن عينيه، بينما كانت زوجته تبكي بصوت عالٍ في قفص الاتهام على مسافة قصيرة منه: "إنها حب حياتي ولم أظن قط أنها ستكذب علي".
كان لدى الأخصائيين الاجتماعيين بعض المخاوف بشأن استمرار تبني الطفل من قبل أسرة كاسل، وكان من المقرر إجراء مراجعة في أوائل يناير، لكن ليلاند جيمس قُتل قبل حلول ذلك اليوم.