في عام 2012 قدمت "شربات لوز".. تلك الشخصية الكوميدية التي تجمع حولها الجمهور من المحيط للخليج لمتابعتها لما تقوم به من حيل وأفعال. وبعد تلك السنوات، تعود النجمة الكبيرة يسرا لتدخل البهجة والسعادة علي قلوب جمهورها من خلال "فريدة هانم" أو "ديدي"، إحدي هوانم حي الزمالك من خلال مسلسلها الجديد "أحلام سعيدة"، والذي يعرض علي شاشات التليفزيون خلال شهر رمضان.
وفي حوارها مع "العربية.نت" كشفت يسرا العديد من كواليس العمل، والذي يجمعها مرة أخرى بالمخرج عمرو عرفة ولأول مرة مع المخرجة هالة خليل أيضا.
*شبّه الكثيرون شخصية "فريدة هانم" بالدور الذي قدمته الراحلة سهير البابلي "بكيزة الدرمللي" في المسلسل الكوميدي "بكيزة وزغلول".. فما تعليقك؟
**ليس هناك تشابه بين الشخصيتين نهائيا، ولكني كنت صرّحت بالفعل أن "فريدة" تشبه سهير البابلي في الحياة الحقيقية كثيرا، ولكن ليس في شخصية "بكيزة هانم" كما يتردد، وكان ذلك فى الحلقة الأولى من المسلسل فقط. لكن بداية من الحلقة الثانية بدأت الشخصية تتخذ مسارا آخر، فـ"فريدة" سيدة ارستقراطية، لديها تقاليد وعادات مختلفة، وكأنها تعيش في عالمها الخاص بها، فى زمن غير الذي نعيشه، ولكنها لا تعيش أبدا معنا فى الألفينيات.
فلديها نظام تعيش به، ولا تتساهل فى مظهرها، ولا تخرج من البيت إلا وهى مستعدة بنسبة 100%، فترتدى "قبعة" وملابس تناسب فترة زمنية سابقة، وترتدى "غوانتي" لأنها تعاني من الوسواس، وتشترط أن تنادى بـ"ديدي هانم"، كما تتناول طعاما مختلفا، وتتحدث بمفردات مختلفة، لدرجة أنها لا تفهم كثيرا من المصطلحات التى يتحدث بها الناس رغم أنها سيدة مثقفة. وتواجه خلال الحلقات العديد من الأحداث المتلاحقة، لذلك فأنا أري إنها مختلفة كليا عن "بكيزة الدرمللي".
*بعد 10 سنوات تعودين إلي الكوميديا مرة أخري؟
**خلال السنوات الماضية قدمت العديد من الأعمال الدرامية، ومع إنهاء تصوير مسلسل "حرب أهلية"، أفصحت للمنتج جمال العدل عن رغبتي في الحصول علي راحة من الأعمال الدرامية، وتقديم عمل كوميدي خفيف به موضوع مهم.
فقد تعبت نفسيا من الأعمال التي تضم مشاهد قاسية وكئيبة، ومحورها الإثارة والغموض، وأعترف إن هذه الأعمال حققت نجاحا كبيرا، ولكني كنت بحاجة إلي التنوع والتغيير.
*وما السبب في إبتعادك عن الكوميديا كل تلك الفترة؟ وكيف وجدتي مسلسل "أحلام سعيدة"؟
**الكوميديا بالنسبة لي حالة من العشق، فأنا أحب تقديم الأدوار الكوميدية، ولكن يتوقف ذلك علي النص والكاتب الذي يمكنه أن يقدم نص كوميدي قوي.
ففي مسلسل "شربات لوز" كل كلمة مكتوبة كانت مهمة ولم تتغير منه كلمة واحدة، كما أن الدور أضاف لي الكثير. فالمصطلحات كانت مناسبة للشخصية، وكان كل ممثل يقدم شخصيته من منطقة خاصة به، عكس كثير من السيناريوهات تجد أن كل الشخصيات تتكلم بنفس الطريقة.
أما عن كيفية وصولي له، فقد كان هذا العمل فيلما عندما عُرض علي المنتج جمال العدل، من إخراج هالة خليل، وهو الذي اقترح عليها تحويله لمسلسل، فوافقت وبدأت في الكتابة. والحقيقة إني تفاجئت بطريقة معالجتها للموضوعات التى يناقشها المسلسل بشكل كوميدي. فالمشاهد سيرى أنواعا مختلفة من الضحك، كوميديا موقف، وكوميديا كلام أيضا، وساعد فى خروج العمل بشكل مميز، وجود المخرج عمرو عرفة، كونه له رصيد كبير فى الكوميديا.
*وهل أضفتي تعديلات علي العمل بعد تحويله لمسلسل؟ وكيف وجدتي التعاون مع هالة خليل كمؤلفة؟
**أفعل ذلك في بعض الأحيان، وأرى أن تدخلي في ذلك أمر طبيعي، فأنا لدي من الخبرة ما يسمح لي بذلك، ما دام هذا التدخل لا يتسبب في حدوث خلل بالسياق الدرامي أو يغير في مجرى الأحداث، ولكن التعديلات هنا كانت طفيفة جدا.
أما هالة فأنا سعيدة جدا بالتعاون معها لأول مرة، كمؤلفة لنص كوميدي، فمن الأمور التى جذبتنى للعمل هو النص، ويجب أن نتعاون معا كثيرا، كما إنني سعيدة جدا بهذه التجربة، خاصة لوجود عدد كبير من نجوم الكوميديا معي، فأنا أعتبرهم جميعاً مجموعة قوية فى عالم الكوميديا.
*وإن تحدثنا عن المؤلف فلابد أن يأتي الحديث عن المخرج عمرو عرفة، خاصة وأنه التعاون الثاني الذي يجمعكما؟
**بالفعل هو التعاون الثاني علي التوالي مع عمرو عرفة، بعد أن قدمنا معا "سراي عابدين" عام 2014، ولكن علي المستوي الفني بشكل عام تربطنا علاقة قوية وذكريات لا تنسى، فقد تعاونت معه سينمائيا عندما أشرف على إنتاج أول أفلامي "ضحك ولعب وجد وحب"، خاصة في وجود النجم العالمي عمر الشريف والمطرب عمرو دياب.
عمرو عرفة صديق عُمر، وأعتقد أن هذا العمل سيكون عودة لأعمال كثيرة معا، فقد كان يشجعني أثناء التحضيرات لشكل الشخصية وتفاصيلها، حيث كانت مختلفة تماما ولم أقدمها من قبل، حتي في أسلوب الكلام والصوت والأداء والملابس. ولكن ما جعلني مطمئنة هو تشجيع عمرو عرفة وامتلاكه أدوات النجاح، وهو ما جعلني أوافق على أداء الدور وأنا مطمئنة بالرغم من أنه "منطقة خطر" بالنسبة لي.
فهو يمتلك موهبة أن يشرح للفنان تصوره للمشهد بشكل بسيط وسهل، كما أنه يحترم مجهود ووقت الفنان.
ورغم أن ساعات العمل معه تصل إلى 12 ساعة فى بعض الأحيان، وما يمثله ذلك من إجهاد كبير، أجد نفسي راضية وأكمل مشاهدي بصورة طبيعية، لأنه مع كل هذا المجهود، يوجد مخرج فاهم وواعي لما يريد وطاقة كل فنان أمامه.
*ومع علاقتك القوية بعمرو عرفة، هل كان لك تدخلات في اختيار فريق العمل؟
**المخرج هو صاحب القرار أولا وأخيرا في هذا الأمر، وهو شيء متعارف عليه، ولكن لا يمنع ذلك أن أشارك في المناقشات والترشيحات، وأعرض وجهة نظري إذا تطلب الأمر في حال وجدت ممثلاً مناسباً لدور بعينه ولاقى إعجاب المخرج.
*تم تصنيف العمل بأنه عمل نسائي كوميدي.. فما تعليقك؟
**سعيدة بهذا التصنيف، فالأدوار الرئيسية بالفعل تعتمد على النساء، وأراهن المشاهد على الاندماج مع أصحاب الحكايات الحقيقيين ويرجع ذلك لوجود عدد كبير من الفنانين ومنهم غادة عادل وهي فنانة كبيرة وعظيمة، كما أنها متألقة في دورها، ومي كساب وهي تتقمص الدور بشكل غير عادي كما تقدم الكوميديا من منطقة مختلفة بشكل رائع فهي فنانة تعرف ما تقدم، أما شيماء سيف فوجودها يؤثر على المشهد بشكل فكاهي طاغي لا يستطيع أحد مقاومته.
فكل واحدة منهن تقدم شخصية مختلفة أعتقد إنها لم تقدمها من قبل، والحقيقة في الكواليس كان الضحك سيد الموقف دائما، لدرجة إننا كنا نعيد التصوير لأكثر من مرة بسبب الضحك.