اذا أراد حاصل على ميدالية "ذهبية" بأولمبياد طوكيو، أو قبلها في أي ألعاب أولمبية أخرى، بيعها لجوهرجي، فقد يعود بأسوأ ما عاد به من خطط مرة ليحصل على حذاء "حنين" احتيالا، أي بالخيبة، لأنهم بالكاد سيدفعون له 860 دولارا ثمنا لها. كما لن ينجح ببيع "الفضية" بأكثر من نصف ثمن الذهبية. أما اذا كانت برونزية، فسيعود وبجيبه ما يشتري به سندويتش شاورما اذا أراد، أي تقريبا 5 دولارات.
من مواصفات الميداليات الأولمبية، أن قطر الواحدة منها 85 ملليمترا، وأقل سمك لاحداها هو 7.7 ملليمترات، فيما الأكثر سمكا 12.1 ملليمترا، وفقا لما طالعته "العربية.نت" عنها في 4 مواقع عالمية الانتشار، للتأكد من الوارد بشأنها من معلومات، خصوصا قيمة ما فيها من معادن، يظن حتى الذين يحصلون عليها في الأولمبياد أن أهمها الذهب، لذلك نرى بعضهم يعض عليها بأسنانه حين يعلقها على صدره، ليتأكد، لعلمه أن "الأصفر الرنان" أكثر نعومة من المعادن الأخرى، وبقضمه يمكن التحقق من أصالته.
والقيمة الحقيقية للميداليات الأولمبية على أنواعها، معنوية فقط، لأن مواد التي يسمونها "ذهبية" مجازا، جاءت من نفايات ومخلفات أجهزة ألكترونية أعادوا تدويرها وتبرع بها يابانيون، على حد ما يذكره الفيديو المعروض أعلاه، وفيه نجد أنهم صهروها واستخرجوا منها فضة تمثل 92.5 % من وزن الميدالية "الذهبية" البالغ 556 غراما، اضافة الى 6 غرامات فقط من ذهب مذاب يتم طليها به، فيما تحتوي "الفضية" على 550 غراما من الفضة.
أما البرونزية، البالغ وزنها 450 غراما، فليس فيها من البرونز الرخيص الا لونه، لأن 95 % منها نحاس و5 % زنك، وفقا لما نقل موقع All About Coins عن الخبير البريطاني بالنقود القديمة والميداليات Richard Gladdle المعتمدة على تقييماته دور تنظم مزادات عالمية شهيرة.
الأسود الفقير يهزم هتلر
وذكر "غلادل" أنهم كانوا يصنعون الميداليات حتى 1912 من الذهب الخالص "لكن الأمور تغيرت بعد الحرب العالمية الأولى، فأصبحت من فضة مع تغطيتها بطبقة من ذهب" ثم استمرت التغييرات حتى وصلت حاليا الى صنعها من فضة وزنك ونحاس. مع ذلك، يتم بيع بعضها في المزاد بمبالغ كبيرة "لا لأن ما فيها ثمين، بل لأن الشعوب تهتم بوضع اليد على شيء مهم للغاية لبطلها الأولمبي بمجرد امتلاك ميداليته الذهبية" مضيفا أن تصميم الميداليات يتغير وفقا لرغبة كل دولة تنظم الدورة.
ومن يبحث عن أغلى ميدالية أولمبية تم بيعها في مزاد علني بالتاريخ، فسيعثر على أحدهم دفع في 2013 أكثر من مليون و460 ألفا من الدولارات، ليشتريها في مزاد علني نظموه ذلك العام بنيويورك، وهي واحدة من 4 ذهبيات فاز بها الأميركي Jesse Owens في أولمبياد 1936 ببرلين، وحطم ايمان هتلر بتفوق العرق الآري.
كتبوا وقالوا، إن زعيم النازية كان يأمل بخروج الألمان من الدورة بأكبر عدد من الميداليات، فاذا بالأسود الفقير، جيسي أوينز، يهزم كل من نافسه بسباق 100 و200 جري، كما بالوثب الطويل، اضافة الى "سباق 100 متر تتابع" المشارك فيها 4 عدائين، فاغتاظ "الفوهرر" ورفض مصافحته، بحسب ما يرويه الفيديو المعروض أعلاه.
ألفوا عن "أوينز" الراحل في 1980 ضحية بعمر 66 لسرطان الرئة، لكثرة تدخينه السيجارة بعد تقاعده، كتابا ضخما، وعنه أنتجوا 3 أفلام سينمائية، ووصفوه بأنه "صاحب أعظم 45 دقيقة على الإطلاق في الرياضة" فيما قال عنه الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، في احدى المناسبات: "إن عالم الرياضة لا يجد رمزا للكفاح الانساني ضد الطغيان والفقر والتعصب العرقي مثل جيسي أوينز".