أثارت رسامة يمنية جدلاً في الشارع الأميركي بعدما تم اختيار لوحتها "حجابي يجعلني قوية" المكتوبة باللغة العربية، لعرضها عاما كاملا في مبنى الكونغرس. وأصبحت ابنة اليمن السعيد أول طالبة عربية مسلمة تفوز في مسابقة الكونغرس الفنية لعام 2022، ويتم تعليق لوحتها بمبنى الحكومة المركزية بواشنطن.
رسالة إلى الفتيات العربيات المحجبات
إلى ذلك، تداولت وسائل الإعلام الأميركية قصة الفتاة سالي المكلاني، التي تدرس في مدرسة "رينيسانس" الثانوية للفنون بنيويورك، بعد حصولها على المركز الأول من بين جميع المتسابقين وفوز لوحتها كأفضل رسمة لتمثل ولاية نيويورك في اللوحات. وتنحدر أصول سالي من قرية لودية في محافظة الضالع جنوب اليمن.
جدير بالذكر أن لوحة سالي التي اختارت لها عنوان "حجابي يجعلني قوية" تظهر فيها امرأة مسلمة ترتدي الحجاب، وتشير دلالة الاحتفاء إلى الرفع من قيمة ومكانة المرأة المسلمة في أميركا خاصة والبلدان الغربية عامة، كما تؤكد على مدى التزام سالي بثقافتها المحافظة وتمسكها بقيمها النابعة من حسن تربيتها والاعتزاز بها أمام الثقافات الأخرى في بلاد العم سام.
وتعليقاً على فوزها بهذه المسابقة المرموقة، أعربت سالي في تصريح رصدته "العربية.نت" عن سعادتها لهذا الاحتفاء الكبير بفنها ورسالتها، مشيرة إلى أنها تهدف من خلال هذه اللوحة إلى إيصال رسالة لكل فتاة محجبة بأن تفخر بقيمها وتعتز بثقتها أثناء ارتدائها حجابها، فهو يمثل مصدر إلهام وقوة وحماية لها في المجتمع، كما أنها ستواصل تقديم أعمال فنية تعبر عن الثقافة العربية".
أداة تعبير تجابه موجة الكراهية ضد الحجاب
وبدورها، نشرت عضو الكونغرس ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، إعلان فوز سالي على حسابها الرسمي على إنستغرام، وكتبت أنها اختارت لوحة سالي لما تمثله من رواية مضادة للكراهية ضد الحجاب، معتبرة أن اللوحة "أداة للتعبير عن الذات وتمكين الشابات". وأضافت النائبة في الكونغرس: "إن "تصوير الفنانة لشابة مسلمة متألقة يتعارض بقوة مع الصور النمطية المعادية للإسلام والحجاب، فضلاً عن لون حجابها الأصفر والخلفية الداكنة، اللذين يبهران الناظر للوحة. الفن الجميل المقترن بالرسالة القوية يمثل منطقتي بالتأكيد".. لتنهال تعليقات الشارع في أميركا ما بين تهنئات تحتفي بإبداع الفتاة اليمنية، وبين موجة انتقادات للكونغرس لاختياره لوحة لفتاة عربية عن موضوع "الحجاب" الذي يتعارض بحسبهم مع القيم الأميركية، كونه يقيد حرية المرأة وفق بعض الآراء.
فيما قالت الطالبة سالي لوسائل إعلامية، إنها من خلال عملها الفني تأمل أن تشعر كل فتاة محجبة بالراحة والثقة أثناء ارتدائها حجابها، فهو يمثل الحماية والقوة لها في المجتمع.
من جانبه، وجَّه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) شكره إلى النائبة ألكساندريا كورتيز لاختيارها تلك اللوحة، وكتب على حسابه في تويتر "شكراً على اختيار هذا العمل الفني ليتم عرضه في قاعات الكونغرس، وألف مبارك لسالي المكلاني على هذا الإنجاز الرائع! نحن فخورون جدا ومتحمسون بالنجاح العظيم".
#شكراً بنت القزعة الحمراء بمديرية الشعيب #سالي #المكلاني
ووصف أحدهم هذا التقييم والاختيار بأنه ينحاز للفن، فضلاً عن كونه مجرداً تماماً من المعايير الأيديولوحية والخلفيات الثقافية للفائزة، فيما أضاف آخر: "أميركا بلد حضاري يريد إيصال رسالة ثقافية لكل الطوائف بأهمية التعايش والتسامح الديني وتقبل الآخر واحترام الأديان والمعتقدات وقيم الشعوب".
بينما اعتبرت منال مصطفى: "أن الفن يمكن توظيفه للتخلص من التوترات العرقية والاختلافات الثقافية بطريقة صحية وإيصال رسالة إنسانية ملهمة"، مضيفة: "دعونا فقط نأمل أن تساهم رسالة الفتاة اليمنية في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع ولفت أنظار العالم إلى معاناة شعبها الذي طحنته الحرب منذ 8 سنوات".
مصدر فخر وإلهام للمرأة اليمنية
وقال والد الفتاة محمد الشحطري: "إنه تلقى دعوة رسمية من الكونغرس الأميركي لحضور حفل تكريم ابنته الطالبة سالي المكلاني". وأضاف: "نحن فخورون أن يتم اختيار لوحتك وإبراز رسالتها الثقافية أمام العالم في مراكز صناعة القرار العالمي، ونشعر بسعادة كبيرة بما أنجزته اليوم وهو مصدر فخر وإلهام للمرأة اليمنية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة".