يهود أميركيون من أصل سوري، هم 6 نساء و6 رجال، ممن غادر معظمهم سوريا وهم أطفال ومراهقون قبل عقود، وأقاموا بحي بروكلين في نيويورك بشكل خاص، عادوا إليها في زيارة تمت "بتشجيع من النظام" قبل مدة، وتجولوا في أحياء دمشق ومحلاتها، وهم من نرى 11 منهم في صورة التقطها أحدهم بعدسة هاتفه المحمول، حين كانوا في أحد المطاعم المحلية، وفقا لما ألمت به "العربية.نت" مما ورد عبر بعض الوكالات، ومن مطالعتها لتفاصيل زيارتهم، مترجمة من موقع صحيفة Makor Rishon الإسرائيلية الدينية.
أحد المشاركين في الزيارة، تحدث إلى قناة Kan News التلفزيونية الإسرائيلية، وذكر بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الهدف من زيارتهم هو إجراء فحوصات وعلاجات للأسنان "لأن تكاليفها أرخص في سوريا منها بالولايات المتحدة"، وأخبر أنهم التقوا بآخر 3 يهود لا زالوا يقيمون في دمشق، وأكد أن الزيارة كانت خاصة، بلا صلات وتوابع سياسية، مع أنهم تلقوا طلبا للقاء مسؤولين حكوميين كبار في دمشق "إلا أنه لم يتحقق" كما قال.
"أهلاً وسهلاً، هذا بلدكم"
ذكر أيضا أن السكان رحبوا بهم "بعد أن أدركوا من لغتنا أننا يهود سوريون، فتذكرنا الجميع (..) وقمنا بجولات في المتاجر بكل منطقة تقريبا. لقد عرفونا وقالوا لنا أهلا وسهلا، هذا بلدكم، لماذا لا تعودون؟ انظروا ماذا حدث للبلد" فيما علم مراسل الصحيفة الإسرائيلية "أن النظام وجه قبل 3 سنوات دعوة إلى يهود سوريا لزيارتها.. كانت دعوة من الاستخبارات السورية، إلا أن الزيارة لم تتم ذلك الوقت لأسباب شخصية".
لكن الدعوة كانت إشارة إلى أن نظام الأسد "مهتم بالتقرب من اليهود السوريين المقيمين في الولايات المتحدة بهدف تحسين صورته السيئة في العالم" وفقا لرأي المراسل الذي ذكر أن بعض الأماكن التي كان يعيش فيها أفراد من الجالية اليهودية في دمشق سقط بأيدي معارضي الأسد، بينها معبد "إيليا النبي" اليهودي في حي جوبر بالعاصمة، حيث تم بناء كنيس فوق كهف اختبأ فيه إيليا النبي. كما ذكر أن وفداً آخر من اليهود الأميركيين سافر إلى حلب قبل نحو شهر وزار الكنيس الذي تم ترميمه بعد الحرب من قبل معارضي النظام السوري، ثم تمت الزيارة بعد ذلك بتصاريح صادرة عن الروس.
أما الإعلامي Roi Keys، محرر الشؤون العربية بقناة Kan News الإسرائيلية، فذكر أن "أكثر ما يثير الاهتمام هو موافقة النظام (السوري) على هذه الزيارة، وحتى تشجيعه لها (..) فقد شجع اليهود الأميركيين في العام الماضي على زيارة سوريا، وتعهد بحمايتهم، في محاولة لتحسين صورته والخروج من عزلته"، كما وعد بترميم المعبد اليهودي في حي "جوبر" بدمشق، وكان في الخمسينات حي اليهود البالغين ذلك الوقت أكثر من 30 ألفا، إلا أن معظمهم غادر بعد "حرب الأيام الستة" في 1967 بين إسرائيل في خندق ومصر وسوريا والأردن في خندق آخر.