يعد التغيير أحد أكثر الثوابت في الحياة، أدت جائحة كورونا وما صاحبها من تداعيات مثل التضخم الجامح إلى تغيير الطريقة التي يعيش بها الملايين البشر كل يوم.
وبحسب ما ورد في تقرير نشره موقع entrepreneur، يصادف الكثيرون صعوبات في تحقيق الأهداف أو المحافظة على ما تم تحقيقه من إنجازات، لأن معظمهم يحاول غالبًا شق طريقه بقوة الإرادة.
ولكن توجد طريقة أبسط وأسهل وتعد بمثابة مفتاح التغيير الشخصي والمهني وهي القدرة على اكتساب عادات جديدة مُنتجة.
وتكمن قوة العادات الجيدة في أن الشخص لا يكون مضطرًا إلى التخطيط لخياراته كثيرًا، إذ يمكن أن تساعده العادات الجديدة في تحقيق أهدافه دون أن يصارع نفسه في كل خطوة صغيرة على طول الطريق.
3 نصائح أساسية
ينصح الخبراء بأن تؤخذ النصائح الثلاث التالية في الاعتبار للاستمرار في بناء الحياة والمستقبل الذي يطمح له الشخص من خلال عادات صحية أفضل:
1. العادات الجديدة
تظهر الأبحاث الحالية أن عملية اكتساب عادات جديدة لا تقتضي بالضرورة التخلص من أنماط التفكير والمعتقدات، التي دعمت اختيارات سابقة. إن الاستمرار في الشعور بالحاجة إلى التصرف بالطريقة القديمة – أي الطريقة التي تحاول تغييرها – أمر طبيعي تمامًا.
لا يكمن السر في القوة وإجبار النفس على الاستمرار في اتخاذ الخيار الأفضل الجديد لأي فترة زمنية محددة، وإنما تتمثل الطريقة الأفضل في تغيير نظام التفكير والمعتقدات بوعي بحيث يقدر الشخص السلوك الجديد والاهتمامات أكثر مما يشعر بالتشبث بالعادات القديمة. إن تحديد معنى وقيمة في العادة الجديدة المرغوبة سيأخذ الشخص إلى ما هو أبعد من مجرد قوة الإرادة.
لاكتساب عادة جديدة، ينبغي الإجابة عن الأسئلة التالية:
1. ما الذي حصل عليه الشخص من القيام بالأشياء بالطريقة القديمة؟ كأن يتعهد الشخص مؤخرًا بأن يقوم بمزيد من التدريبات الرياضية، باعتبار أن عدم ممارسة التمرين يعني أنه غالبًا ما كان لديه المزيد من الوقت للأنشطة الممتعة التي استمتع بها أكثر.
2. ما الألم الذي تجنبه مع تلك العادات القديمة؟ باستخدام نفس المثال، فإن عدم ممارسة الرياضة أنقذ الشخص من بذل الجهد المرتبط بممارسة الرياضة.
3. ماذا سيكسب من هذه العادة الجديدة؟ على سبيل المثال، يمكن أن تمنح عادة ممارسة الرياضة اليومية الجديدة مزيدًا من الطاقة وانطباعا أفضل عن النفس.
4. كيف سيساعد اكتساب العادة الجديدة على تجنب التجارب السلبية أو المؤلمة؟ ويمكن أن تكون الإجابة هي أن الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية سيساعد على تجنب الإصابة والمرض.
إن الخروج بأسباب قوية ومقنعة تجعل الشخص يرغب في اكتساب عادة جديدة والتوقف عن فعل الأشياء بالطريقة القديمة يعد مفتاح الوصول إلى تحقيق الأهداف بنجاح.
2. الشعور بعدم الارتياح
إن الخبر غير السار هو أنه لا يوجد هناك حل سحري لتكوين عادات جديدة، بل إنه من الصعب التغيير. يجد معظم الأشخاص صعوبة في الابتعاد عن طريقتهم الخاصة وإحداث تغيير إيجابي. كما أن هناك خلطا شائعا بين المواقف والأفعال، على الرغم من أن الأمر ببساطة هو أن ترجمة تبني الموقف الصحيح تلقائيًا إلى تغيير دائم وهادف، أي أن الفعل يجب أن يسبق الموقف في كثير من الأحيان. وبحسب ما ذكره تشارلز دوهيغ في كتابه The Power of Habit، فإن أي عادة ترغب في تكوينها أو التخلص منها تحتوي على ثلاثة أجزاء محددة:
1. إشارة: هي الدافع الذي يحفز الشخص على بدء السلوك.
2. روتين: يشير إلى تكرار السلوك.
3. مكافأة: هي الطريقة التي يدرب بها الشخص عقله على تذكر التسلسل بأكمله في المستقبل.
يكون هناك شعور بعدم الارتياح غالبًا، على الأقل في البداية، عند القيام بالأجزاء الثلاثة للتغيير، تحديدًا الإشارة والروتين والمكافأة. لكن الشعور بعدم الارتياح هو حالة مؤقتة تتحول في النهاية إلى أن يكون الشخص مرتاحًا للطريقة الجديدة التي يفعل بها الأشياء. وينبغي قبول تلك الخطوات قبل البدء في اتخاذ خطوات لاكتساب أو الالتزام بعادات جديدة، ومن المرجح أن يلتزم بها الشخص لفترة كافية للحصول على المكافآت.
3. التعاطف مع النفس
إن أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البعض هو إهدار طاقة عقلية وعاطفية ثمينة مركزة على إهمال الذات من أجل "الفشل" المتصور في النجاح في الالتزام بعادة جديدة. ربما يشعر الشخص كما لو كان قد ارتكب أخطاء على طول الطريق، أو أنه لم يفعل ما يكفي للوصول إلى هدفه.
إن النقد الذاتي أو صوت الناقد الداخلي لا يعد أمرًا سيئًا بالضرورة. يمكن أن تساعد القدرة على تقييم الجهود بشكل موضوعي وتحسينها على اكتساب والالتزام بالعادات الجديدة بسهولة وسرعة أكبر. ولكن لا يوجد شخص مثالي، وربما يكون الطريق إلى النجاح في القيام بهذه الجهود وتحسينها صعبًا في بعض الأحيان.
لا يجب أن يضغط الشخص على نفسه عندما يرتكب أخطاء أو لا يتمكن من تحقيق الهدف. وينصح الخبراء بأن يحاول بكل الوسائل أن يكون لطيفًا مع نفسه على طول الطريق. إن منح بعض التعاطف مع النفس خلال تلك الأوقات سيجعل التطور والتغيير أكثر استدامة.