مع إعادة فتح العديد من المدارس في ظل الوباء، ربما يعود الكثير من الأطفال إلى القلق المدرسي. ومن أجل تلافي المعاناة النفسانية للتلاميذ نشر موقع Only My Health تقريرًا يتضمن نصائح الخبراء للآباء للتعامل معها.
يمكن أن يتسبب القلق في شعور الشخص بالخوف خلال المواقف المختلفة. يشعر الجميع، بشكل أو بآخر، بالقلق حيال أي شيء يمكن أن يزعجهم. ولكن يزداد الأمر، في بعض الأحيان، إلى مستوى يصعب فيه أداء المهام الأساسية. وما يحدث أحيانًا هو أن بعض الآباء ينسون أن أطفالهم ربما يواجهون أيضًا بعض المشكلات في حياتهم اليومية، مثل الامتحانات والمدرسة وصحة وسلامة الأسرة والبيئة العامة للمنزل. ويمكن أن يكون لانعدام الرعاية والراحة خلال هذه الأوقات تأثير كبير على صحة الطفل النفسانية.
اعتاد الأطفال في العامين الأخيرين على البقاء في المنزل بسبب الوباء المنتشر في جميع أنحاء العالم. تم إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى منذ أكثر من عام. وبعد أن تحسنت الأمور نسبيًا مؤخرًا، من المرجح أنه سيتم إعادة فتح المدارس مع تطبيق بعض القواعد واللوائح الجديدة. يجب أن يكون الآباء حذرين عند تهيئة أطفالهم للتعامل مع هذه الضغوط. وإذا كانت أي أسرة تعتقد أن طفلها يواجه صعوبة في التركيز، أو خائفًا جدًا من موقف اجتماعي أو يشعر بقلق شديد، فإنه يجب على أعضاء الأسرة البالغين إيلاء المزيد من الاهتمام تجاهه. وينصح الخبراء الآباء والأمهات لمساعدة أطفالهم على التعامل مع قلق العودة إلى المدرسة، فيما يلي:
1. الاهتمام بالإنصات للطفل
إذا كان طفلك يعبر عن خوف أو موقف يخاف منه، فينبغي الاستماع إليه بعناية، والتحقق من مشاعره. وإذا بدأ الأبوان بتوبيخ الطفل وجعله يشعر بالغباء بشأن مشاركة مخاوفه معهما، فلن يتمكن من مشاركة مشاعره في المستقبل. ويمكن أن يشعر أنه غير عقلاني ولهذا يجب على الآباء معالجة المشكلة والتحدث عنها مع الطفل. وعندما يأخذ الطفل زمام المبادرة للذهاب إلى المدرسة، يجب على الأسرة أن تقدر قراره.
2. ضبط النغمة
إن الكلمات والنبرة كلاهما جزء مهم بنفس القدر من خطاب الآباء لأطفالهم. إنها توصل رسائلهم إلى الطفل وتؤثر عليه بعمق. لذلك، فإنه عندما يأتي إليهما طفل بمشاكله، يجب ألا يصرخ أيا منهما في وجهه مرة أخرى. يمكن أن يكون لمثل هذه الاستجابة الخاطئة تأثير نفساني عميق على الطفل. وسيبني عائقًا في ذهنه لمشاركة أفكاره، ويصبح هؤلاء الأطفال أكثر عرضة لمشاكل الصحة النفسانية مستقبلًا.
3. التفاصيل اليومية
يعد الروتين اليومي المحدد ضروريًا جدًا للطفل. يساعده على تبني عادات جيدة وأن يكون أكثر انضباطًا. فهو لا يساعد الطفل فقط على تبني أسلوب حياة أكثر صحة، ولكن وجود روتين يمكن التنبؤ به يخفف أيضًا من القلق. يمكن أن يتمثل الروتين اليومي في توصيل أحد الأبوين له صباحًا إلى المدرسة بنفسه، أو يمكن الترتيب لأن يذهب في صحبة بعض أصدقائه في الحي، حتى يشعر أنه في بيئة آمنة. يجب أن يخبر الوالدان الطفل دائمًا أنهما سيكونان متاحين وموجودين من أجله متى احتاج إليهما. يجب أن يحاول الآباء أيضًا معرفة ما هو الأفضل لأطفالهم، لأن كل طفل مختلف ويجب أن تحاول كل أسرة فهم كل طفل من أطفالها على حدة بقدر ما تستطيع.
4. غرس العادات
يجب أن يتم الاستماع للطفل والعمل على راحته، ولكن في نفس الوقت يجب ألا يتحول إلى طفل مدلل يعتمد على والديه في كل كبيرة وصغيرة. يجب أن يتعلم قضاء بعض الوقت بمفرده، لكن في حيز أو مساحة يمكن لأحد الوالدين الإشراف عليه عن بُعد. على سبيل المثال: يمكن السماح له باللعب في غرفته بمفرده لبعض الوقت ويمكن مشاهدته من نافذة أو عبر باب الغرفة المفتوح من قاعة المعيشة. إن اتخاذ الطفل قراراته الصغيرة سيجعله يشعر بثقة أكبر في نفسه. يجب أيضًا تعليمه الالتزام بإجراءات النظافة والسلامة والتأكد من أنه يتبعها. تساعد حالة الاطمئنان الطفل على الشعور بالثقة والأمان.
5. تعليم القدرة على التكيف
يجب أن تستمع الأسرة جيدًا وتخبر الطفل ببعض الحقائق فيما يتعلق بأن عليه التكيف مع أشياء جديدة معينة مثل ارتداء الكمامات الواقية، أو أنه ربما يضطر إلى الانتقال إلى الفصول الدراسية عبر الإنترنت، بسبب انتشار الفيروس. لكن يجب التأكد من أن يكون التعليم والتوجيه بمقدار لا يتسبب لهم في حالة من الخوف المرعب. يمكن للآباء محاولة شرح الإجراءات أو الأشياء الجديدة باستخدام الأمثلة ولكن في نفس الوقت لا يجب أن تكون في شكل مقارنات.
6. طلب المساعدة المهنية
من الطبيعي أن ينزعج الطفل من مغادرة المنزل والذهاب إلى المدرسة فجأة لساعات طويلة. ولكن، إذا وجد الآباء أن تأثر أطفالهم امتد لأكثر من أسبوع أو أسبوعين، فيجب عليهم بالتأكيد محاولة معرفة السبب الحقيقي وراء القلق. يمكن أن يكون الأمر بسبب تصرفات طفل آخر أو ما شابه ذلك من مواقف. وفي بعض الأحيان، لا يعرف الطفل حتى ما الذي يخاف منه أو يسبب له القلق والتوتر. يجب أن يحاول الآباء التحدث إلى أطفالهم وإذا لم يحدث تحسن أو تغيير فينبغي عندئذ طلب الإرشاد من طبيب متخصص، إذ يمكن للمعالج أن يوجه كلا الوالدين وكذلك معلمي الطفل بحيث يكون كل منهم في نفس الصفحة.