في إطار جهود الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة لملاحقة ثروة الأوليغارشية والمسؤولين في الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا على العملية العسكرية في أوكرانيا، تلاحق الشرطة الإيطالية هذه الأيام، يختاً فاخراً قيمته 700 مليون دولار.
فقد جندّت السلطات الإيطالية مسؤوليها للتأكد من ملكية اليخت "شهرزاد" بعدما أعلن مسؤولون أميركيون أنه مرتبط بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يتجه للبحر متجنّباً بذلك عقوبات محتملة، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وكشفت المعلومات أن اليخت الذي يبلغ ارتفاعه 459 قدما، ظل راسيا في ميناء توسكان في مارينا دي كارارا الإيطالية لعدة أشهر، إلا أن الطاقم بدأ يوم الثلاثاء بعمليات التحضير للإبحار.
كما أوضح طاقم اليخت أنه قد يكون جاهزا للإبحار على الفور، بعيد تجارب بحرية للتحقق من معداته، خاصة وأنه مكث في مكانه أشهراً.
هل بوتين مالك "شهرزاد"؟
ووفق التحرّيات، فإن مالك السفينة المجهول لم يكن معاقبا حتى مارس/آذار الماضي، في حين كشفت وسائل إعلام إيطالية أنه يدعى إدوارد خدياناتوف، وهو قطب نفط وشريك قديم لإيغور سيتشين الحليف المقرب من بوتين ورئيس شركة النفط الروسية روسنفت المملوكة للدولة.
إلا أن عضو طاقم شهرزاد السابق تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أكد أنه لم يسمع أبدا أن اليخت مملوك لخدياناتوف، قائلاً إنه عادة ما كانت تتم الإشارة على متن اليخت إلى أن المالك الحقيقي لشهرزاد هو بوتين.
كما حصل فريق من الصحافيين يعملون مع المعارضة الروسية على قائمة بأفراد الطاقم تفيد بأن العديد منهم كانوا موظفين في الوكالة الروسية التي تحرس بوتين.
مخاوف من الهروب
إلى ذلك رأت متحدثة باسم الشرطة المالية الإيطالية، التي تقود التحقيق الوطني والدولي في ملكية شهرزاد، أنه إذا غادرت السفينة قبل انتهاء التحقيق، فلن يكون هناك ما يمكن للسلطات فعله لوقف ذلك.
بيد أن السلطات الإيطالية تراقب اليخت، فيما تقوم مروحية تابعة للشرطة بطلعات جوية يومية.
يشار إلى أن وجه "شهرزاد" لم تتضح حتى الآن، إلا أن تحركات اليخوت العملاقة المملوكة لروسيا والتي نجحت في تفادي العقوبات الأميركية أو الأوروبية أو البريطانية ذهبت معظمها إلى تركيا أو جزر المالديف وأحيانا تمكنت من الوصول لروسيا.
ورغم ذلك، نجحت دول أوربية في الحجز على عشرات اليخوت التابعة لأثرياء مقربين من دوائر السلطة الروسية بموجب العقوبات الدولية بينها اسبانيا وهولندا وألمانيا.