بهذا العام.. الصين تسببت في فيضان قتل 800 ألف من سكانها

عقب حادثة جسر ماركو بولو (Marco Polo) خلال يوليو 1937، شهد العالم اندلاع الحرب الصينية اليابانية الثانية التي اتخذت طابعاً أكثر دموية مقارنة بنظيرتها الأولى.

وخلال هذه الحرب التي استمرت لأكثر من 8 سنوات وانتهت بنهاية الحرب العالمية الثانية، تابع العالم عن كثب الفظائع التي عانى منها الصينيون على يد كل من الجيوش اليابانية وقوات الجبهة الوطنية الصينية التي تضمنت القوميين والشيوعيين.

ومرورا بالمذابح وعمليات الاغتصاب الجماعي التي شهدتها نانجنغ (Nanking) وأهوال التجارب التي قامت بها الوحدة 731، عاش الصينيون سنة 1938 على وقع فيضان مدمر تسبب فيه جنود الجبهة الوطنية وأوقع عددا كبيرا من الضحايا.

فيضان لطرد الجيش الياباني

فقد حقق الجيش الإمبراطوري الياباني، مع بداية الحرب الصينية اليابانية الثانية، تقدماً سريعاً تمكن على إثره من انتزاع مناطق عديدة من قبضة القوميين والشيوعيين الصينيين.

وبحلول منتصف العام 1938، أحكمت القوات اليابانية قبضتها على شمال الصين وانتزعوا في 6 يونيو 1938 مدينة كايفنغ (Kaifeng) بإقليم هنان (Henan) مهددين بذلك مناطق أخرى كتشنغتشو (Zhengzhou) ويوهان (Wuhan).

وبتأثير من زميله القومي بالكومينتانغ (Kuomintang) شين غوافو (Chen Guofu)، اتجه الزعيم القومي الصيني شيانغ كاي شيك (Chiang Kai-shek) للقبول بحل غريب أملا في وقف التقدم الياباني.

فعلى حسب شين غوافو، مثلت السدود الترابية عند النهر الأصفر (Yellow River) والقريبة من تشنغتشو (Zhengzhou) الأمل الأخير لإنقاذ البلاد حيث اقترح هذا المسؤول القومي تدمير هذه السدود لإغراق المنطقة وشل حركة الجيش الياباني.

وتنفيذاً لهذه الخطة، عمدت قوات شيانغ كاي شيك ما بين يومي 5 و7 حزيران/يونيو 1938 لنسف السد الترابي القريب من هوایوانكو (Huayuankou) بإقليم هنان متسببة بذلك في إغراق مناطق واسعة من أقاليم آنهوي (Anhui) وجيانغسو (Jiangsu) وهنان.

900 ألف قتيل

في الأثناء، غطت مياه الفيضانات مناطق واسعة من وسط الصين وامتدت نحو جنوب البلاد مدمرة آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي الفلاحية.

كذلك، أسفرت هذه الفيضانات عن تدمير قرى بأكملها وأجبرت ملايين الصينيين على الفرار والتشرد داخل بلادهم.

وخلال السنوات التالية، قدمت المصادر الرسمية الصينية والباحثون التاريخيون أرقاما متضاربة لعدد القتلى تراوحت بين 400 ألف و800 ألف ضحية.

فعلى حسب ما أعلنه القوميون الذين أشادوا بتضحية الشعب الصيني، أسفر فيضان النهر الأصفر عن مقتل 800 ألف شخص، كان من بينهم عدد كبير من اليابانيين، وتشريد 8 ملايين آخرين.

في المقابل، رفض الباحثون والمؤرخون المعاصرون هذا الرقم وتحدثوا عن وفاة نحو 400 ألف شخص فقط وتشريد 5 ملايين آخرين وتفشي المجاعة والفقر بكامل المناطق التي عانت من الفيضان.

إلى ذلك، شكك كثير من المحللين والخبراء المعاصرين في مدى فاعلية فيضان عام 1938 لصد اليابانيين. فعلى حسب تقارير تلك الفترة، كان الجيش الياباني بعيدا عن تلك المناطق عند بداية فيضان النهر الأصفر كما تمكن بحلول أكتوبر من نفس السنة من إخضاع يوهان بعد مهاجمتها من محاور عديدة.

من ناحية ثانية، واجه اليابانيون خلال السنوات التالية بعض الصعوبات في الحفاظ على إقليمي آنهوي وجيانغسو اللذين ظهرت بهما حركة مقاومة صينية شرسة تزامنا مع معاناة الجيش الياباني من مصاعب جمة لنقل الإمدادات إليهما بسبب خراب الطرقات.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: