بهذه الطريقة المرعبة.. عاقبت إنجلترا القراصنة

ما بين منتصف القرن السابع عشر وثلاثينيات القرن الثامن عشر، عاش العالم على وقع العصر الذهبي للقرصنة، حيث نشط القراصنة بشكل كبير ببحر الكاريبي.

فقد عمد الفرنسيون والإنجليز لمهاجمة الممتلكات والسفن الإسبانية بالمنطقة لنهبها وخطف، أو قتل، من عليها، إضافة للقرصنة العثمانية بالبحر الأبيض المتوسط.

كذلك، شهدت نفس الحقبة نموا لحركة القرصنة بالمحيط الهندي والبحر الأحمر. فبحثا عن الثروة، قطع القراصنة الأوروبيون مسافات طويلة لمهاجمة أهداف تابعة للمسلمين وشركة الهند الشرقية.

وبينما عمل البعض ضمن نظام القرصنة التفويضية التي كانت مدعومة بوثائق تفويض تقدمها دولة ما لسفن مسلحة لمهاجمة سفن دول أخرى معادية، لجأ آخرون للعمل بشكل منفرد فهاجموا جميع السفن التي مرت من أمامهم مثيرين بذلك الرعب بالبحار.

ومع تزايد حركة القرصنة، لجأت إنجلترا لطريقة غريبة لمعاقبة القراصنة كان الهدف منها جعل كل من يعاقب بها عبرة لغيره.

منصة الإعدام

فبمنطقة وابينغ (Wapping) بلندن، ثبتت السلطات على ضفاف نهر التيمز (Thames) منصة إعدام خصصت أساسا لشنق القراصنة والمهرّبين والبحارة المتمردين. وقد ظلّت هذه المنصة قيد الاستخدام لمئات السنين حيث سجّل ظهورها لأول مرة مطلع القرن السابع واستخدمت آخر مرة عام 1830.

وبناء على التقاليد المعمول بها والتي وافقت عليها البحرية الإنجليزية حينها، يترك المشنوق معلقا نحو العمود ليشهد 3 حركات مد وجزر لنهر التيمز قبل أن يعلن رسميا عن وفاته وتنزل جثته. وقبل وضع حبل المشنقة حول رقبته، يساق المذنب في جولة يمر خلالها ببرج وجسر لندن.

كما يسمح له أيضا بالمرور بإحدى الحانات لشرب ربع غالون من المواد الكحولية. في الأثناء، يتجمهر اللندنيون بالقرب من موقع الإعدام كما يعمد بعضهم لركوب القوارب للحصول على موقع ملائم يسمح لهم بمشاهدة عملية الشنق بشكل واضح.

ولزيادة معاناة المذنب، يستخدم الجلادون الحبل القصير أثناء الشنق. وبدلا من أن تكسر عنقه حال سقوطه، يختنق المشنوق بسبب الحبل الملفوف حول رقبته في مشهد مرعب يتابعه سكان لندن بشغف.

وليام كيد

ويصنف القرصان الإسكتلندي وليام كيد (William Kidd) كأشهر من أعدم على هذه المنصة أمام سكان لندن. فبعد أن عمل لسنوات لصالح الإنجليز كقرصان مفوّض هاجم خلالها السفن الفرنسية بشمال القارة الأميركية، انتقل وليام كيد أواخر القرن السابع عشر نحو المحيط الهندي حيث تمرّد وعمد، رفقة طاقمه، لمهاجمة سفن إنجليزية مثيرا بذلك غضب المسؤولين بلندن الذين طالبوا باعتقاله حال عودته نحو القارة الأميركية.

مع وصوله لنيويورك، اعتقل وليام كيد وأرسل نحو لندن للمحاكمة. وفي انتظار مثوله أمام القضاء وحصوله على حكم بالإعدام خلال شهر أيار/مايو 1701، مكث هذا القرصان المتمرد بسجن نيوغيت (Newgate) حيث عومل بقسوة.

يوم تنفيذ الحكم الموافق لـ23 أيار/مايو 1701، شنق وليام كيد مرتين. ففي المرة الأولى انقطع الحبل ووقع الأخير على الأرض. وأمام هذا الوضع، رفعه الجلادون مجددا نحو المنصة وشنقوه مرة ثانية.

لاحقا، ظلّ وليام كيد معلقا بمنصة إعدام وابينغ ليشهد 3 حركات مد وجزر جاءت لتغمر خلالها مياه التيمز جثته المعلقة. وفي الأثناء، طليت جثة الأخير بالقطران وثبتت حولها حلقات حديدية لتزيد من هول المشهد. ومن خلال ذلك، أرادت السلطات الإنجليزية بث الرعب في نفوس الأهالي عن طريق تهديدهم بمصير مماثل في حال تحوّلهم لقراصنة أو ممارستهم لأنشطة أخرى غير مرغوب فيها.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: