حاتم علي.. سر الصدمة التي خلفها نبأ وفاته المفاجئة

حل خبر وفاة المخرج السوري الكبير، حاتم علي، كالصاعقة، على الوسط الفني في العالم العربي كافة، ولدى المشاهدين العرب الذين تعلّقوا، منذ سنوات بأعماله التي غطت المنطقة العربية.

وأعلنت وفاة علي، المفاجئة في مصر، اليوم الثلاثاء، بأزمة قلبية، وأحدث خبر وفاته صدمة واسعة، بحسب المنشورات التي لا تزال تتوالى على وسائل التواصل الاجتماعي، من أكبر الفنانين العرب، والتي عبّرت عن أن رحيله كان فاجعة للفن والثقافة العربيين.

ولد علي، عام 1962، وبدأ حياته كاتباً شغوفاً بتقنيات القصة القصيرة التي عمل عليها، منذ ثمانينات القرن الماضي، وهي الفترة التي تخرّج فيها من المعهد العالي للفنون المسرحية، بدمشق، عام 1986، والفترة الزمنية ذاتها التي بدأ فيها نشاطه الدرامي، ممثلاً لفت أنظار النقاد إليه.

أعمال لا تنسى

وعرف المخرج الراحل، بعشرات المسلسلات التي شارك فيها، ممثلا، ليتجه، لاحقا إلى الإخراج الذي ترك فيه أعمالا "لا تنسى" وصفها فنانون ونقاد ومشاهدون، بأنها من الروائع، وأطلقوا عليه لقب "مخرج الروائع" وحصل على أهم الجوائز الفنية.

في المقابل، لم تكن شهرة وانتشار مخرج الروائع، كفيلة له، بالبقاء عضوا في نقابة الفنانين التي فصل منها، لحجج شتى، عام 2015، هو وعشرات الفنانين السوريين، وفي قلب الأزمة السورية وحربها الطاحنة التي كان من ضحاياها فنانون فصلوا من نقابتهم، وآخرون اعتقلوا، ولا يزالون في سجون النظام، كزكي كورديللو، وآخرين.

جسّد علي، في شخصيته الفنية، مزيجاً من المعاناة والتطلعات والمآسي، فهو ينحدر أصلا من الجولان السوري الذي تحتله "إسرائيل" منذ عام 1967، وعاش، نازحاً، في ضواحي العاصمة السورية دمشق، في ظروف معيشية قاسية.

علي، جاء أصلا، إلى الفن، من زاوية الأدب، كان كاتبا في المقام الأول، وفي ثمانينات القرن الماضي، كثيرا ما كان يشاهد في حلقات مختبر القصة القصيرة التي كان يكتبها، بوعي بصري، قاده لاحقاً، لفن السيناريو الذي برع فيه هو الآخر، لما يتطلبه من تدوين، بلغة الصورة.

خبر وفاته، يجتاح مواقع التواصل، والصحف ومواقع وسائل الإعلام، كافة. شيء خفي، في تلك الهزة التي ضربت الوسط الفني العربي، إثر رحيله بتلك السن الصغيرة، يظهر في مزيج شخصيته: قليل الكلام، دائم العمل، مخرج روائع جاء من خسارة مسقط رأس، عاش في نزوح، فصلته نقابة فناني النظام السوري، لكنه في الوقت نفسه، صوّر تاريخ ملوك الأندلس وصلاح الدين الأيوبي. شيء ما، يمكن له أن يخفي، بؤس الحاضر.

ميزة تسببت بإحساس عنيف بفاجعة رحيله

انتصر علي، لتاريخ العرب، في أعماله، المعاصر منه، كالتغريبة الفلسطينية، والسابق، كمجمل أعماله التاريخية، وأصبح "الأكثر اهتماما" بقضايا الساحة العربية "ومن أشدهم إتقاناً لفنه واحتراما لجمهوره" شهادة من أحد كبار الفنانين العرب، نبيل الحلفاوي، والذي نعاه متقدما بالعزاء للجميع، أهله ومحبّيه، وجمهوره، وللفنانين السوريين.

شيء غامض لا يزال مستمرا، في تلك الموجة العالية التي تجتاح وسائل التواصل، حزناً على الرجل. هل لأنه فقط من مخرجي الروائع؟ بحسب ما يكتبه كبار الفنانين العرب، فإن في الرجل، ميزة كامنة يعرفه بها كل من اجتمع به، من صغره إلى الآن، فحاتم علي، قبل كل شيء، شخصية على مستوى رفيع من التهذيب والإنسانية: "مخرج كبير، حاتم علي، عرفتك كبيراً، وخلوقاً، وإنسانياً إلى أبعد الحدود" هكذا نعاه، المطرب اللبناني الكبير، عاصي حلاني.

الممثل الذي يضحك الأمة العربية، من المحيط إلى الخليج، بفنّه وموهبته، الممثل السعودي ناصر القصبي، فجِع بخبر رحيله، يقول: "فجعت صباح اليوم، بخبر وفاة المخرج حاتم علي" ثم شيئا فشيئا، تتبلور أجزاء من شخصية الراحل التي هزّت الوسط الفني والجماهيري، يتابع القصبي عن علي: "كان يردد دائماً، وبصوت مسموع، ياربي، سامحني" لقد كان المخرج الراحل، على درجة عميقة من الحس الإنساني.

الفنانة اللبنانية، نادين نجيم، أضاءت على جزء من سرّ الراحل الذي أدمى قلوب عارفيه برحيله، وتحدثت وهي تنعاه، بألم بالغ، عن "قلبه الطيب" وقالت له: "نحبّك".

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: