زوجة رئيس أميركي معروف ساعدت نساء بلادها فافتعلت أزمة!

أثناء فترة الكساد الكبير، حمل آلاف الرجال الفؤوس والتحقوا ببرنامج سلك الخدمة المدنية الذي جاء به الرئيس الأميركي، فرانكلن روزفلت، لإنقاذ ملايين الشباب من براثن البطالة عن طريق توفير جانب من الوظائف لهم بمجال تهيئة وحماية الغابات مقابل أجور ساعدتهم، برفقة عائلاتهم، على تحمّل مشقات الحياة أثناء فترة ثلاثينيات القرن الماضي.

فيما لم تقتصر حياة الطبيعة على الذكور فقط زمن الكساد الكبير، فتزامناً مع ذلك، أقبلت النساء ما بين عامي 1934 و1937 على ما عرف ببرنامج معسكرات ومخيمات شي شي شي (She-She-She camps) الذي جاءت به سيدة الولايات المتحدة الأميركية الأولى إلينور روزفلت (Eleanor Roosevelt) أملا في مساعدة حوالي مليوني امرأة أميركية فقدن وظائفهن عقب انهيار بورصة وول ستريت عام 1929 حيث أجبرت هذه العاملات على العودة لأحضان عائلاتهن أو البحث عن المساعدات الحكومية بينما لجأ قسم هام منهن للتسول والعيش بالشوارع.

وقد اتجهت إلينور روزفلت لتطبيق هذا البرنامج على الرغم من المعارضة الشديدة التي لاقتها من قبل وزراء زوجها، فرانكلن روزفلت، الذين تساءلوا عن جدوى إرسال النساء للعمل بالغابات.

إنقاذ النساء

اتجهت السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية نحو المختصة في الشؤون الاجتماعية، هيلدا سميث (Hilda Smith) لإنجاح البرنامج البديل لمساعدة النساء العاطلات عن العمل.

وبدلاً من التركيز على وظائف بالغابات شبيهة بتلك التي حصل عليها الرجال، فضّل الجميع إنشاء معسكر تعليمي وتدريبي للنساء، حيث حاول المسؤولون مساعدة هذه الشريحة الهامة من المجتمع الأميركي للحفاظ على علاقاتهم الاجتماعية وإنقاذهم من حياة العزلة والكآبة التي تلت فقدانهم وظائفهم.

وأمام مواجهتها لمعارضة شديدة لبرنامجها النسائي، لجأت إلينور روزفلت لشخصيات نسائية نافذة ببرنامج الصفقة الجديدة (New Deal) الذي جاء لإنقاذ البلاد من تبعات الكساد الكبير فتمكنت بذلك من إنشاء أول هذه المخيمات والمعسكرات النسائية بجبل بير بنيويورك خلال شهر حزيران/يونيو 1933.

وبدل منحهم رواتب، حصلت النساء داخل هذه المعسكرات على فرص للتعلم والاستماع لنصائح الإرشاد المهني، كما حصلن على دعم من قبل عدد من المختصين لاستعادة الثقة بأنفسهن عقب خسارتهن وظائفهن.

كما توفرت لنزيلات هذه المعسكرات فرصاً للتلاقي وتبادل أطراف الحديث والخروج من العزلة الاجتماعية وسط أحضان الطبيعة فكان الأمر أشبه بالمخيمات الصيفية.

أيضا، مارست النساء بهذه المعسكرات التي أنشأتها إلينور روزفلت رياضات عديدة ككرة المضرب والسباحة والتنزه كما وفّرت لهن رعاية صحيّة جيدة.

بداية الأمر، حققت هذه المعسكرات نجاحاً مذهلاً دفع بالكثيرات نحو الإقبال عليه للإفلات من ضغوطات الحياة إلا أنه واجه لاحقا انتقادا لاذعا من قبل قسم كبير من الأميركيين الذين سخروا من دوره بالمجتمع.

فشل البرنامج

وعلى الرغم من الثناء والإقبال الذي لقيه، انتقد مسؤولون أميركيون هذه المعسكرات وشبّهوها بالمعسكرات الشيوعية واتهمومها بنشر الرذيلة وقيم أخلاقية دخيلة على المجتمع الأميركي.

من جهة أخرى، قدّمت السلطات الأميركية دعما ماليا محدودا لفكرة إلينور روزفلت واتجهت في ما بعد لتجفيف مصادر تمويل هذه المعسكرات.

فيما ظهر بالولايات المتحدة الأميركية حوالي 28 معسكرا نسائيا من هذا النوع في 26 ولاية واستقبلت في أوجها 8500 امرأة.

وعلى الرغم من تقديمها لإحاطة نفسية واجتماعية هامة للنساء خلال فترة صعبة من تاريخ البلاد، عرفت هذه المعسكرات نهايتها بحلول عام 1937 تزامنا مع نفاد الدعم المالي المقدم لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: