يواصل الإعصار "أيساياس"، السبت، اجتياحه أرخبيل الباهاماس، حيث يُتوقع أن يشتدّ قبل أن يضرب ولاية فلوريدا الأميركية التي تُعدّ من بين الأكثر تضرراً جراء طفرة في حصيلة وباء كوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة.
وتغيّر تصنيف "أيساياس" ليل الخميس من عاصفة استوائية إلى إعصار من الدرجة الأولى (في مقياس من 5 درجات) ترافقه رياح تبلغ سرعتها القصوى 130 كيلومترا في الساعة، وفق المركز الوطني الأميركي للأعاصير.
وفي أحدث نشرة للمركز، صدرت السبت عند الساعة 06,00 بتوقيت غرينتش، وصف المركز الظاهرة بأنها عاصفة توسعية تنتقل نحو الجهة الشمالية الغربية بسرعة 22,5 كلم في الساعة وتضرب في الوقت الحالي باهاماس وأرخبيل تركس وكايكوس.
وقال المركز: "يُنتظر حدوث إعصار وأمواج خطيرة جراء العاصفة في بعض أجزاء الباهاماس، السبت، والإنذارات بالإعصار سارية".
وبدأ الإعصار، الجمعة، ضرب جنوب شرقي الباهاماس التي تضررت بشدة في أيلول/سبتمبر 2019 من الإعصار "دوريان" من الدرجة الخامسة الذي أودى بحياة 70 شخصاً على الأقل وخلّف مئات المفقودين وتسبب بخسائر مادية بمليارات الدولارات.
وحذّر قسم إدارة الطوارئ في فلوريدا، الذي توقع أولاً وصول الإعصار منذ الجمعة إلى الولايات المتحدة، من أن "أيساياس يمكن أن يؤدي إلى أمطار قوية في جنوب وشرق فلوريدا، اعتباراً من الجمعة. ويمكن أن يسبب ذلك فيضانات معزولة مفاجئة وسيولا في المدن".
وخلال مروره بجمهورية الدومينيكان، حيث وضعت 14 من بين 32 مقاطعة في حالة استعداد قصوى، أدى "أيساياس" إلى مقتل شخص وفيضان أنهر.
وغرقت طرقات بالوحول وانقطعت خطوط توتر عالٍ واقتُلعت أشجار ونباتات وغمرت المياه منازل كثيرة. وتسبب الإعصار، الجمعة، في أضرار كبيرة في بورتوريكو المنطقة التابعة للولايات المتحدة.
سيناريو كارثي
واستعدادا للأسوأ، دعا حاكم ولاية فلوريدا، رون دوسانتيس، السكان إلى تخزين المواد الغذائية "لما لا يقلّ عن سبعة أيام".
وأعلن الحاكم الجمهوري، الجمعة، حال الطوارئ في المقاطعات الواقعة على الساحل الشرقي للولاية، من ميامي-ديد إلى ناساو.
وحذّر في مؤتمر صحافي من أن "الوضع يتطوّر بشكل دائم ويمكن أن يتغيّر بسرعة".
من جهتها، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنها تتابع عن كثب تطور الإعصار الذي قد يؤخر عودة كبسولة "سبايس اكس" إلى كوكب الأرض، بعد شهرين من انطلاقها في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية والتي كان يُفترض أن تعود بعد ظهر الأحد إلى ساحل فلوريدا.
ويُعتبر وصول الإعصار في وقت أصبحت فلوريدا إحدى بؤر وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، سيناريو كارثياً لهذه الولاية، حيث تكتظ المستشفيات بالمرضى.
وفي نيسان/أبريل، قال الرئيس السابق لقسم إدارة الطوارئ في فلوريدا، براين كون، إن "كوفيد 19 خطير. الإعصار خطير. إذا جمعنا الاثنين، فالنتيجة ستكون أسوأ من مجموع الأزمتين كل واحدة على حدة (…) سيكون لذلك تأثير مضاعف، وليس تراكميا".
وزار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الجمعة، ولاية فلوريدا التي سجّلت عدد وفيات قياسياً جراء الفيروس خلال 24 ساعة لليوم الرابع على التوالي.
وسجّلت فلوريدا، الجمعة، 257 وفاة خلال يوم واحد، متجاوزةً بذلك أرقام الأيام السابقة (253 الخميس و216 الأربعاء و186 الثلاثاء). وبدأت فلوريدا رغم كل شيء إغلاق مراكز إجراء فحوص كوفيد 19 التي غالباً ما تُقام تحت الخيم، تحسّباً لوصول الإعصار.
وأوضح قسم إدارة الطوارئ في فلوريدا قبل أن يصبح تصنيف "أيساياس" إعصاراً أن مراكز إجراء فحوص كوفيد 19 هي "هياكل موقتة لا يمكنها مقاومة رياح عاصفة استوائية".
وستبقى مراكز اجراء فحوص الكشف عن الوباء في المقاطعات مفتوحة، وعددها أقلّ من المراكز التي تديرها الولاية.