محمد ثروت لـ”العربية نت”: غيرت جلدي الكوميدي.. و”ديدو” من أمتع تجاربي السينمائية

ارتبط اسمه منذ ظهوره بالأدوار الكوميدية، ولكنه قرر أن يغير من "جلده" في موسم رمضان الماضي من خلال مسلسل "بين السما والأرض"، حيث جسد شخصية "جلال أبو الوفا" أو "مجنون الأسانسير" والذي جعل الجمهور والنقاد يضعونه في خانة أخرى ليكون حديث السوشيال ميديا.

ولكن محمد ثروت لم يتمكن من الابتعاد عن الكوميديا التي قدمها مع الفنان مصطفي قمر في "فارس بلا جواز"، كما يعرض حاليا في دور العرض السينمائي عملان له، الأول "ديدو" الذي يشارك في بطولته، ويعتبره تجربة سينمائية جديدة بالنسبة له، كما يظهر كضيف شرف مع رامز جلال في "أحمد نوتردام"، ويستعد للعديد من الأعمال الأخرى خلال الفترة القادمة، وهو ما سيكشفه لموقع "العربية.نت" من خلال لقائها به.

كيف ترى تجربة مشاركتك في فيلم "ديدو"؟

من أمتع التجارب السينمائية التي قدمتها خلال الفترة الماضية، فالجمهور الذي نتوجه له هو جمهور عام أو بمعنى أصح نتوجه إلى كل أفراد الأسرة من الأطفال حتى الكبار، وهو أمر ليس سهلا أن تجذب كل تلك الشرائح لمشاهدة فيلم بدور العرض. كنا نعمل بجدية شديدة، لأننا أردنا أن نقدم شيئا مختلفا للأطفال يتعلقون به، خاصة أننا واجهنا صعوبات بالتعامل مع أشياء غير موجودة والتفاعل مع أشياء ليس لها وجود، فقد كان التصوير مرهقا أحياناً في منطقة الحزام الأخضر بحارة السبكي بمدينة الإنتاج الإعلامي، ولكن تغلبنا على ذلك بالمرح في الكواليس.

وما الذي حمسك للمشاركة فيه؟

أحاول دائما تقديم أعمال مختلفة وغير نمطية بعض الشيء، وهذا ما وجدته بمجرد قراءة الفيلم، حيث ينتمي لنوعية أعمال المغامرة الممزوجة بالكوميديا، وأرى أنه تجربة غير مسبوقة في السينما المصرية، مع وجود ابتكار في تنفيذ الفيلم والاعتماد على عنصر التشويق والمؤثرات البصرية المحببة للجمهور، إضافة إلى إعجابي بمجهود المخرج في تحضيرات ما قبل التصوير.

هل تمكن الفيلم بالفعل من تقديم الكوميديا من منظور مختلف؟!

لقد قدم الفيلم حالة من الخيال أو الفنتازيا بشكل مختلف كان الهدف منه تقديم البسمة للمشاهد في إطار جو من الإثارة والخيال، وهذا بطبيعة الحال الهدف من أي عمل كوميدي يقدم أبعادًا جديدة من الضحك، فالفكرة والسيناريو كتبها الفنان كريم فهمي، وتلك ليست المرة الأولى من نوعها، وأرى أن ظهور هذه التجربة الكوميدية جاءت في وقتها في محاولة لإسعاد الجمهور الذى عانى من جائحة كورونا التي أثرت على السينما بشكل كبير. وقد شاركت الجمهور هذا النجاح بتواجدي بينهم في السينما، واستشعرت ردود الفعل الإيجابية حوله ومدى حب الناس للسينما وللكوميديا التي يقدمها العمل.

انبهر الكثيرون بشخصية جلال أبو الوفا في مسلسل "بين السما والأرض"؟

الفضل يعود في كل هذا الانبهار والنجاح إلى المخرج ماندو العدل الذي وثق بي وراهن علي رغم رفض الجميع ترشيحي لأنني ممثل كوميدي، وبحجة أنني لا أجيد الأدوار المعقدة والمركبة والتراجيدية. ولكن بفضل الله ورؤية ماندو استطعنا كسب الرهان، ولا أنكر أنني شعرت بالقلق بعد الترشيح، لأنني كنت أخشى المقارنة مع الفنان الكبير عبدالمنعم إبراهيم، كما أن فيلم "بين السما والأرض" من أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، وكل الناس أحبته، والمخرج صلاح أبو سيف أبدع بشكل مذهل، ومازلنا نتعلم منه حتى الآن. وعندما نشاهده نكتشف رؤية جديدة لم نكن على علم بها من قبل، لأننا لم نكن نملك الخبرة الكافية وقتها، ولكن بعد قراءة السيناريو وجدت أن المؤلف إسلام حافظ أخذ من رواية الأديب نجيب محفوظ، "الأسانسير" الذي يجمع بداخله 11 شخصاً، بمختلف الطباع والتعليم والطبقات الاجتماعية، ومع قلة الهواء تظهر ما بينهم من مواقف إنسانية، كما أنني وجدت أن الدور لشخصية مركبة وغير سوي نفسياً، وهو الأمر الذي أخافني في البداية، لكنه استفز الممثل بداخلي، واعتبرته نوعاً من التحدي، ليخرج الدور بهذا الشكل الذي نال إعجاب الجمهور والحمدلله.

وكيف وجدت فكرة التصوير في مكان واحد ضيق؟

إنه أمر صعب جدا خاصة مع شعور الممثل بالضغط نظراً لضيق المكان، ما يجعل التصوير صعباً جداً، وأيضاً كان يقوم ماندو العدل المخرج في بعض الأحيان بفصل التكييف عن اللوكيشن ليزيد شعور الممثلين بالضغط، ما أسهم في خروج الشخصية بشكل واقعي، ولكن في الحقيقة أنا أدين للجميع في هذا العمل بالفضل لتشجيعهم لي ومساعدتهم بإحساسهم وتهيئة الجو المناسب لتظهر الشخصية بهذا الشكل، فلأول مرة أقف وأشارك 11 نجما في أول تعاون معهم، ومدين لهم بكل الإشادات التي حصلت عليها سواء من الجمهور أو النقاد أو من الزملاء من الممثلين أو المخرجين.

وكيف وصلت لتفاصيل الشخصية؟

بعد جلسات عدة مع المخرج والمؤلف، اتفقنا على الشكل الذي أظهر به، بما يلائم ما هو مكتوب، وكذلك ما بين السطور من شخصية جلال أبو الوفا، وتاريخها السيكولوجي أو الأحداث التي مرَّ بها في حياته، لتحوله إلى شخص مهزوز نفسيًا، يمتلك قلبًا طيبًا وحسًا كوميديًا، ولكن يظل ماضيه يسبب له مشكلات تؤثر عليه. ثم بدأت أتعايش مع الشخصية، فطوال الوقت في البيت أعيش دور جلال أبو الوفا، وأشكر زوجتي على أنها تحملتني هذه الفترة، فقد كنت في حالة من النكد المستمر طوال الوقت، وحتى شعري المنكوش الذي ظهر في الحلقات كنت أجلس به بنفس الشكل في البيت، وكنت أجلس وحيداً وصامتاً.

وماذا عن مشاركتك في مسلسل "فارس بلا جواز"؟

كنت أتمنى العمل مع مصطفى قمر منذ زمن، فكلما تقابلنا كنا نقول متى سيجمعنا عمل معا حتى تم التعاون، وأنا أراه كوميديا دمه "خفيف" وشاطر جداً.

وأيهما تفضل السينما أم التلفزيون؟

السينما هي رصيد لأي فنان بالطبع، فأعماله فيها هي شاهد على تاريخه، بحيث يمكن استرجاعها ومشاهدتها أكثر من مرة، فهناك أفلام من الممكن أن نشاهدها، ولا نمل منها، وبمثابة ذاكرة النجوم والجمهور، لكن الدراما تدخل كل بيت، ولكل الفئات العمرية، والطبقات الاجتماعية، ويمكن القول إن لكل منهما ميزاته الخاصة، ولا غنى لأي فنان عن الاثنين، بالإضافة للمسرح "أبو الفنون".

وماذا عن الجديد ؟

فيلم "دماغ عالية" بدأت تصويره قبل رمضان وسنستأنف تصويره قريبا، تأليف إيهاب بليبل وأحمد فهمي وأحمد الجندي الذي يخرج الفيلم أيضاً، ويشارك في بطولته روبي، خالد أنور، مايان السيد، كما أظهر كضيف شرف في فيلم "البعض لا يذهب للمأذون مرتين" مع الفنان كريم عبد العزيز. وأوشكت على الانتهاء من فيلم "تماسيح النيل" من تأليف لؤي السيد، وإخراج سامح عبدالعزيز، وبطولة كل من حمدي الميرغني، خالد الصاوي، مصطفى خاطر، بيومي فؤاد، سامية الطرابلسي، كريم عفيفي، هنادي مهنا، سليمان عيد، محمد جمعة وبدرية طلبة، وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي مشوق.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: