قبل مدة بثت الوكالات خبرا انتشر بمعظم العالم ولغاته، عن أميركية خرجت متعافية من "كورونا" المستجد، مع أن عمرها 102 عام، هي Gerri Schappals الوارد بالخبر عنها في 16 يوليو الماضي، أنها سبق وقهرت سرطانا تبرعم في ثديها، وآخر ظهر فيما بعد بمصرانها، وقبل السرطانين والمستجد الذي أصاب أكثر من 18 مليونا في أقل من 8 أشهر، وقتل ما يزيد عن 680 ألف إنسان، نجت من الإنفلونزا الإسبانية التي قتلت 25 مليون إنسان على الأقل، منهم 675 ألفا بالولايات المتحدة، لذلك فنصيحة منها تساوي كنزا في زمن المحن والأوبئة.
الإنفلونزا التي اعتل بها أكثر من 500 مليون في العالم، بدأت حين كان عمر جيري شابلز في فبراير 1918 أقل من شهرين تقريبا. لكن الوباء استمر 4 أعوام، ونال منها ومن والدتها، واحتدم إلى درجة أن طبيبا قال للزوج الأب: "جهزوا أنفسكم، فكلتاهما ستموتان، وهذا رأيي الطبي"، بحسب ما تعيد "العربية.نت" ما ذكرته ابنتها جوليا، البالغة 68 سنة، للوكالات منذ 3 أسابيع، ونراها ونسمعها تتحدث بالوكالة ذلك الوقت عن والدتها في الفيديو المعروض أدناه.
وأخطأ الطبيب بما توقع، لأن جيري الصغيرة قهرت الإنفلونزا، وبالكاد كان عمرها 11 شهرا، ثم ترعرعت ونشأت وأصبحت مديرة مدرسة، وبعد تقاعدها في أواخر ثمانينات القرن الماضي، ظهر الأكثر خبثا وخطرا بين الأمراض في ثديها، فاسـتأصلته وقهرته بعملية جراحية، وبعد 8 سنوات تقريبا، ظهر عليها سرطان آخر في المصران الغليظ، خطيرا ومحتدما في الدرجة الثالثة، فاستأصلته بالجراحة وقهرته أيضا، وفي مايو الماضي شعرت بأعراض غريبة، فنقلوها إلى مستشفى أكد إصابتها بالمستجد، فراحوا يعالجون فيها يائسين من شفائها، إلا أنها فاجأتهم بحالها تتحسن يوما بعد يوم، حتى اختفى الفيروس كأنه كان ولم يكن.
وأمس الاثنين تحدثت إلى صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في مقابلة نقلتها Stamford Advocate الصادرة بولاية كونيتيكيت، وطالعتها "العربية.نت" في موقعها، وفيها أسدت عبر ابنتها المحامية جوليا، نصيحة بأن يواجه الناس الوباء "بشخصيات إيجابية، وأن يكونوا صادقين مع أنفسهم (..) معظمهم طيبون ومتعاونون. يريدون القيام بما هو صحيح، لكن الانحراف سهل بالأنانية والانفعال" ثم أنهت جيرّي شابالز بعبارة غريبة: "كلما تغيرت الأشياء، كلما بقيت على حالها".