أميركا قد تفرج اليوم عن فلسطيني غيّرها بأربع رصاصات

أفضل احتمال لإفراج القضاء الأميركي عن أشهر وأقدم سجين فلسطيني بالعالم، قد يحدث أثناء جلسة استماع تعقدها محكمة، اليوم الجمعة، بعد أن رفض الادعاء العام الأميركي، ولأول مرة منذ 53 سنة، معارضة الإفراج عن سرحان بشارة سرحان، المولود في القدس المحتلة قبل 77 سنة، والمهاجر منها بعمر 12 مع والديه وإخوته الأربعة إلى الولايات المتحدة.

سرحان، أقدم في 5 يونيو 1968 على "الإدلاء بصوته مسبقا" في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكانت مقررة بنوفمبر ذلك العام، لكنه فعلها على طريقته الخاصة: أطلق 4 رصاصات، غيّرت الدولة الأكبر بالعالم، وقتلت مرشحا كانت الاستطلاعات تشير إلى أنه الفائز الأكيد، وهو الديمقراطي روبرت كينيدي، شقيق الرئيس القتيل قبله بخمسة أعوام، جون كينيدي، فأرداه بعمر 42 سنة، بعد دقائق قليلة من إلقائه كلمة في مهرجان انتخابي، اكتظت قاعة فندق "امباسادور" بمحتشديه في مدينة لوس أنجلوس.

اعتقلوا سرحان في القاعة التي اغتال فيها المرشح الأبرز، وحاكموه وأدانوه بالاعدام، ثم خففوا العقوبة إلى السجن مدى الحياة، مصرين في 15 استئنافا تقدم بها على رفض إطلاق سراحه من سجنه المستمر فيه منذ 53 سنة في مدينة سنتياغو، إلى أن راجعوا هذه المرة استئنافا تقدم به محام يدافع عن السجناء المسنين، وتلخصه "العربية.نت" بأن سرحان البالغ 77 سنة، كان دائما حسن السلوك في السجن، بدلا من الزعم في الاستئنافات السابقة بأنه بريء، كما أنه سجين منذ أكثر من 50 عاما، ولم يعد يمثل تهديدا لأحد، لذلك قد تقرر جلسة اليوم إطلاق سراحه، وترحيله فيما بعد.

ظل يؤكد براءته بلا طائل

سرحان، العازب وغير الحاصل على الجنسية الأميركية، أطلق الرصاص عيار 22 من مسدس طرازIver-Johnson Cadet على المرشح، منها 3 أصابته وكانت حاسمات، وعاجله بها من الخلف من مسافة سنتيمترات قليلة، فاعتقلوه يوم الاغتيال وحاكموه وسجنوه برسم الإعدام الذي استبدلوه بعد 3 أعوام بالمؤبد، وظل ينفي دائما ارتكابه ما اهتزت له أميركا وبعض العالم يوم الذكرى السنوية الأولى لهزيمة مصر وسوريا والأردن في "حرب الأيام الستة" عام 1967 أمام إسرائيل.

ومنذ اعتقاله وسجنه، كان سرحان يحضر كل 5 أعوام جلسات للبت بالعفو عنه وإطلاق سراحه المشروط، وآخرها كانت حين رفضت الهيئة المكلفة في 2016 طلبه، ونراه في فيديو معروض عنها أدناه، وفيها قال إنه لا يتذكر شيئا من الاغتيال، أو ما حدث بعده، مع أنه اعترف في 1989 بمقابلة أجراها معه الإعلامي البريطاني ديفيد فروست، الراحل في 2013 بنوبة قلبية، أنه قتل السيناتور "بسبب دعمه اللامحدود لإسرائيل، وسعيه لإرسال 50 طائرة مقاتلة إليها لقتل الفلسطينيين" وفق تعبيره.

الكثيرون تابعوا قضية سرحان، فإنه هو من اغتال Robert Francis Kennedy بحسب ما أكدت معلومات مستندة إلى تحقيقات مكثفة، وظهرت في جلسات محاكمته طوال 8 أشهر، كما بوسائل إعلام أميركية، راجعت "العربية.نت" أرشيفاتها حديثاً. كما أن عدداً كبيراً من الحاضرين للمهرجان الانتخابي، رأوه يطلق الرصاص على السيناتور الذي ترك أرملة، هي Ethel Skakel البالغة الآن 93 عاما، والتي لم تكن تتوقف عن الحمل والوضع، إلى درجة أنها أنجبت لكينيدي 11 ابنا في 18 سنة زواج، توفي منهم اثنان.

سرق مسدس شقيقه ليغتال المرشح

وملخص قضية سرحان، أنه كان أسير القلق من فوز مرشح وعد بتأييد أميركي مطلق لإسرائيل، وتزويد سلاحها الجوي بمزيد من طائرات "فانتوم" الشهيرة ذلك الوقت، فقد وجدوا أنه كتب في يومياته قبل أسبوعين من الاغتيال: "السيناتور RFK يجب أن يموت. يجب قتله"، فقام في 5 يونيو 1968 وسرق مسدساً يملكه شقيقه منير، وبه نفذ عملية اغتيال استغرقت ثواني معدودات، وسريعا اعتقلوا شقيقيه منير وعادل، ثم أفرجوا عنهما بعد ثبوت براءة الاثنين.

لكن كثيرين ألمحوا عبر الزمن، في كتب وأفلام وثائقية بالعشرات إلى أن سرحان ضحية مخطط معقد وغامض، وأنه ليس القاتل الحقيقي، وفقاً للوارد بفيديوهات إعلامية وجدت "العربية.نت" بعضها في "يوتيوب" وغيره، بل تم إقحامه في ما حدث بطريقة لا تزال لغزاً، ويستندون في ذلك إلى شهود عيان وسماع، ممن يؤكد بعضهم أنه سمع صوت أكثر من 8 رصاصات، وآخرون قالوا 13 رصاصة، وهناك من يؤكد أنه سمع صوت رصاص ينطلق من مسدسين لا مسدس واحد.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: