الدرون.. سلاح رخيص يهدد أقوى جيوش العالم

تتسابق الولايات المتحدة لمحاربة عدو متواضع ظاهرياً لكن قوي فعلياً، وهو الطائرات بدون طيار التي تكلف بضع مئات من الدولارات ويمكن تزويدها بالمتفجرات.

وتعتبر الطائرات الصغيرة بدون طيار الرخيصة، التهديد التكتيكي الجديد الأكثر إثارة للقلق الذي يواجه الجيش الأميركي منذ ظهور الأجهزة المتفجرة في العراق قبل حوالي 15 عاما، وفقا لرئيس القيادة المركزية الأميركية، الجنرال في مشاة البحرية كينيث ماكنزي.

فقد مكّن التطور السريع للطائرات المسيرة، القوات غير النظامية والجماعات الإرهابية والجيوش الوطنية من مهاجمة أهداف عالية القيمة بتكلفة منخفضة، وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

متوفرة على الإنترنت

وتستخدم الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش وميليشيات الحوثي في اليمن بتزويد طائرات بدون طيار تجارية بالمتفجرات لمهاجمة المركبات المدرعة والمنشآت العسكرية وكذلك مصافي النفط والموانئ والمطارات المدنية.

في حين غالبا ما تشترى هذه الطائرات عبر الإنترنت أو تجمع من الأجزاء المشتراة عبر الإنترنت، وفق التقرير.

وصعدت أيضاَ الميليشيات المدعومة من إيران في العراق من هجمات الطائرات بدون طيار في عام 2021.

فقد شملت تلك الهجمات غارات على السفارة الأميركية في بغداد ومقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

استهداف قواعد عراقية

وأسقطت طائرات مسيرة مسلحة في مطار بغداد بالقرب من قاعدة جوية في العراق تستضيف القوات الأميركية يوم الثلاثاء، كما أسقطت طائرة أخرى في ساعة مبكرة من صباح الخميس بالتوقيت المحلي بالقرب من قاعدة عين الأسد في الأنبار.

كذلك، اصطدمت طائرات بدون طيار بسفينة تجارية في بحر العرب في يوليو/تموز 2021، ما أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها.

ويمثل سلاح الطائرات المسيرة (الدرون) تحديا خاصا للولايات المتحدة، التي تركز على خطر الحرب المحتملة مع الجيوش المتطورة في الصين أو روسيا، وتضخ المليارات في أنظمة متطورة، من الصواريخ المتطورة إلى حاملات الطائرات العملاقة، ما يعني أن الدفاعات التقليدية مثل الصواريخ البالغ ثمنها ملايين الدولارات، لا معنى لها في مواجهة خطر المسيرات.

مواصفات مميزة

إلى ذلك، تتميز الطائرات الصغيرة بدون طيار بالتحليق على ارتفاع منخفض وببطء ويمكن أن تغير مسارها بشكل حاد، مما يربك الرادار الذي يبحث عن طائرات أو صواريخ كبيرة وسريعة وعالية التحليق.

وإذا كانت الطائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، فإن إجبارها على الخروج من الأجواء يمكن أن يعرض الأشخاص والمنشآت الموجودة على الأرض للخطر.

كذلك، عند نشرها في مجموعات كبيرة، يمكن للطائرات بدون طيار أن تطغى حتى على الدفاعات المتطورة.

ولتحديد وتعقب الطائرات بدون طيار بشكل أفضل، تسعى الجيوش إلى دمج البيانات من أجهزة استشعار مختلفة بما في ذلك الرادار والكاميرات وأجهزة مسح التردد اللاسلكي.

اعتراضها

يذكر أن القوات الأميركية واجهت لأول مرة هجوما صغيرا بطائرات بدون طيار بأعداد كبيرة، كان في العراق عام 2016، حيث أرسلها مقاتلو داعش. وسرعان ما زود البنتاغون قواته بعشرات الأسلحة اليدوية المضادة للطائرات التي تشوش الإشارة بين المركبات الجوية ومحطاتها الأساسية.

كذلك، كان إسقاط طائرة إيرانية بدون طيار في عام 2019 في مضيق هرمز بواسطة جهاز تشويش على ترددات لاسلكية مثبتة على مركبة تابعة للبحرية على متن السفينة "يو إس إس بوكسر" نقطة تحول.

إذ كان السلاح المستخدم لإسقاطها يعمل بالطاقة الكهربائية، وهو الأول من نوعه في الميدان، ويعتبر خيارا أرخص من إطلاق أحد صواريخ السفينة.

وقال القادة العسكريون والمتعاقدون الدفاعيون إن أكثر الأنظمة الواعدة لاعتراض الطائرات بدون طيار هو إطلاق موجات ميكروويف لاستهداف أجهزتها الإلكترونية أو أشعة الليزر لحرق ثقوب في محركاتها أو أجزاء مهمة أخرى.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: