بالحرب العالمية.. قتل البريطانيون مئات الأميركيين بنيران صديقة

يوم السادس من شهر يونيو 1944، قاد الحلفاء عملية إنزال على شواطئ نورماندي (Normandy) بفرنسا لتحريرها من قبضة الجيوش الألمان بعد حوالي 4 سنوات من الاحتلال. وقد جاء هذا الإنزال بعد مطالب متكررة قام بها الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين لفتح جبهة ثانية ضد الجيش الألماني بهدف تخفيف العبء على قواته بالجبهة الشرقية. فضلا عن ذلك، حصل الحلفاء، الأميركيون والبريطانيون أساسا، على موطئ قدم بالشمال الغربي الفرنسي لتسهيل عملية تحرير فرنسا والتقدم بالداخل الألماني.

لكن قبل إنزال نورماندي، قاد الحلفاء على مدار أشهر عمليات تدريبية ومناورات لمحاكاة مثل هذا الإنزال. ومن ضمن هذه التدريبات يذكر التاريخ تدريب تايغر (Tiger) الذي شهد كارثة أسفرت عن مقتل حوالي ألف جندي أميركي.

تدريب تايغر

خلال العام 1943، أجلى البريطانيون نحو 3 آلاف متساكن من مدن سلابتون (Slapton) وستريتي (Strete) وتوركروس (Torcross) وشرق ألينغتون (East Allington) بجنوب مقاطعة ديفون (Devon) لتوفير مكان ملائم لحلفائهم الأميركيين للتدرب على عملية عسكرية تحاكي إنزال نورماندي.

وقد وقع اختيار البريطانيين حينها على هذه المناطق بسبب تشابه تضاريسها بشكل كبير مع تضاريس شواطئ نورماندي.

إلى ذلك، باشر الحلفاء بإنجاز تدريب تايغر يوم 22 أبريل 1944، أي قبل نحو أسبوعين من إنزال نورماندي، واتجهوا خلاله لإستخدام مركبات إنزال مليئة بالجنود والدبابات إضافة للذخيرة الحية حيث طلب من السفن الحربية حينها استخدام مدافعها لمحاكاة عملية قصف الشواطئ.

مئات القتلى بنيران صديقة

يوم 28 أبريل 1944، حدث ما لم يكن في الحسبان. فمستغلة عتمة الليل، اقتربت تسع غواصات ألمانية من خليج ليم (Lyme Bay)، ببحر المانش بالجنوب الغربي لإنجلترا، لتعترض ثمانية مركبات إنزال أميركية بالمنطقة وتستهدفها بعدد من الطربيدات.

وقد أسفر الهجوم الألماني حينها عن غرق مركبتي إنزال وأودى بحياة نحو 700 جندي أميركي فارقوا الحياة إما غرقا أو بسبب المياه الباردة التي أدت لانخفاض درجة حرارة أجسامهم تزامنا مع تأخر وصول فرق الإنقاذ.

وعلى الرغم من هذه الكارثة البحرية، تواصلت العملية التدريبية، التي تأخرت بسبب الهجوم الألماني، مع الناجين الذين اقتيدوا مبدئيا نحو شاطئ سلابتون، بشكل خاطئ، أثناء اجلائهم من منطقة الهجوم الألماني. وخلال هذه المناورات، أقدمت البوارج البريطانية على قصف الشاطئ باستخدام الذخيرة الحية ليتفاجأ الجنود الأميركيون الناجون بتهاطل القذائف عليهم.

وإضافة لـ700 جندي الذي قتلوا بسبب الهجوم الألماني، أسفر القصف البريطاني على شاطئ سلابتون عن مقتل أكثر من 300 أميركي بنيران صديقة.

خلال ما تبقى من الحرب العالمية الثانية، أخفى الحلفاء حقيقة هذا القصف والنيران الصديقة التي أودت بحياة الأميركيين للحفاظ على معنويات الجنود قبل أيام من إنزال نورماندي. وقد انتظر الجميع حينها سنوات عديدة للحصول على معلومات حول ما حصل يوم 28 أبريل 1944 بشاطئ سلابتون.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: