بسبب قطار قتل المئات.. تحول “الكريسماس” لمأساة بفرنسا

أواخر العام 1933، اهتزت فرنسا على وقع حادث قطار أسفر عن مقتل وإصابة المئات. فعقب كارثة قطار سانت ميشال دي موريان (Saint-Michel-de-Maurienne) منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر 1917 التي أودت بحياة أكثر من 400 جندي فرنسي، كانت فرنسا على موعد بعد 16 عام فقط مع كارثة مشابهة أخرى بمنطقة بومبون (Pomponne) قلبت احتفال الكريسماس لمأساة وطنية تناقلت أطوارها العديد من الصحف العالمية وصنفت كأسوأ حادث قطار بفرنسا أثناء فترة السلم.

اصطدام قطارين

عقب تأخره ساعة وأربعين دقيقة، غادر القطار 55 باريس نانسي (Paris-Nancy) محطة الشرق بباريس (la gare de l'Est) في حدود الساعة السابعة وإثنين وعشرين دقيقة مساء يوم 23 كانون الأول/ديسمبر 1933 حاملا على متنه عددا كبيرا من سكان منطقة لورين (Lorraine) الذين قرروا العودة لديارهم للإحتفال بالكريسماس وبداية العام الجديد.

ما بين منطقتي لاغني سور مارن (Lagny-sur-Marne) وبومبون، توّقف القطار، الذي تجاوز طاقة استيعابه، احتراما لإحدى الإشارات الضوئية التي طلبت منه ذلك. وفي حدود الساعة الثامنة وثلاثة عشر دقيقة، تعرض القطار 55 نانسي باريس لحادث أليم حيث ارتطم قطار آخر، إكسبرس باريس نانسي سترازبورغ (express Paris-Nancy-Strasbourg)، بعرباته الخلفية متسببا في كارثة اهتز على وقعها الفرنسيون بسبب العدد المرتفع للضحايا.

وعلى حسب تقارير تلك الفترة، غادر قطار إكسبرس باريس نانسي سترازبورغ المحطة بعد 9 دقائق فقط عن رحيل القطار 55 باريس نانسي ليصطدم به من الخلف ويحطم عرباته الخلفية بعد أقل من ساعة أثناء سيره بسرعة فاقت 110 كلم في الساعة.

إلى ذلك، أدى هذا الحادث لتدمير العربات الخمسة الأخيرة من القطار 55 باريس نانسي وألحق أضرارا مختلفة ببقية العربات. فضلا عن ذلك، عقّد الطقس البارد وتهاطل الثلوج عمليات الإنقاذ خلال الليلة الفاصلة بين يومي 23 و24 كانون الأول/ديسمبر 1933. وعلى مدار ساعات، ذهل أعضاء فرق الإنقاذ والمسؤولون من عدد الجثث التي استخرجوها من تحت أنقاض العربات واتجهوا فورا للحديث عن كارثة شبيهة بتلك التي شهدتها البلاد قبل نحو 16 عام.

مئات القتلى والجرحى واعتقالات

أسفر حادث القطار الذي جدّ مساء يوم 23 كانون الأول/ديسمبر 1933 عن وفاة 214 فرنسي وإصابة أكثر من 300 آخرين ليصنف بذلك كثاني أسوأ حادث قطار وأكبر حادث قطار دموي أثناء فترة السلم بتاريخ فرنسا.

في الأثناء، ضمت قائمة الضحايا عددا من الشخصيات الفرنسية الهامة حيث توفي كل النائب ومساعد عمدة منطقة فردان (Verdun) فكتور شلايتر (Victor Schleiter) والنائب هنري رولان (Henri Rollin) والمسؤول السابق بالدولة بول موريل (Paul Morel) بهذا الحادث.

عقب الحادث، اعتقلت السلطات الفرنسية سائق القطار 55 باريس نانسي وميكانيكيا عمل بالسكك الحديدية قرب مكان الحادث. وبينما أطلق سراح الأول بشكل سريع، أخلى المحققون الفرنسيون سبيل المتهم الثاني عام 1935 بعد شكوك حول عطب بنظام الإشارات الضوئية بمكان الحادث.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: