بفضل إعصار.. اكتشف الأوروبيون كوريا

ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر، اتجهت كوريا، أثناء فترة مملكة جوسون (Joseon) للانغلاق على نفسها والقطيعة مع العالم بسبب غزوات المانشو المتتالية على البلاد. وخلال تلك الفترة، وصف الكوريون العالم الخارجي، أي الدول الأجنبية، بالعدائي الذي ما فتئ يرسل الغزاة نحو شبه الجزيرة الكورية.

وفي البداية، لم تتواصل القطيعة الكورية مع العالم الخارجي طويلا. فخلال شهر آب/أغسطس 1653، أرسل البحر عددا من المغامرين الأوروبيين حيث حلّ بحارة أوروبيون تابعون لشركة الهند الشرقية بالمنطقة وذهلوا عند دخولهم لأول مرة مملكة جوسون.

إعصار قادهم لكوريا

في طريقها نحو ناغازاكي اليابانية قادمة من بورنيو عام 1653 محملة بالعديد من البضائع كالسكر والكافور، واجهت سفينة سبيروير (Sperweer) إعصارا أدى لغرقها بعرض البحر. ومن ضمن طاقم السفينة المتكون من 64 فردا تمكن 36 فردا فقط من النجاة بأعجوبة ليجدوا أنفسهم بكوريا التي احتارت في طريقة التعامل معهم.

وعلى الرغم من تصنيفه كشخص متفتح، واجه الملك هيوجونغ (Hyojong) صعوبة في إطلاق سراح الناجين والسماح لهم بالعودة لوطنهم حيث تخوّف الأخير من إمكانية قيام هؤلاء التجار بنقل معلومات سرية وحساسة لدول أخرى حول مملكة جوسون. فعلى مقربة من وطنه كوريا، تابع هيوجونغ عن كثب الثورات التي هزت اليابان عقب اعتناق كثير من سكانها للمسيحية تزامنا مع قدوم الهولنديين والبرتغاليين إليها.

ولحسم الجدل حول مصير الناجين، أمر الملك هيوجونغ بانتداب هؤلاء البحارة الهولنديين، الذين قادهم البحار والكاتب هينريك هامل (Hendrick Hamel)، بالحرس الملكي وأجبرهم على تكريس خبرتهم في مجال المدفعية لصالح قوات مملكة جونسون.

وعلى الرغم من معاملتهم بشكل جيد وحصولهم على كل ما رغبوا فيه، قاد البحارة الهولنديون محاولة فاشلة للفرار من شبه الجزيرة الكورية. وتزامنا مع القبض عليهم، أمر الملك هيوجونغ بنفيهم داخل قصر وشدد الحراسة عليهم. وبسبب ذلك، اضطر الهولنديون للبقاء 13 سنة إضافية بشبه الجزيرة قبل أن يتمكنوا في النهاية من الفرار.

أول أوروبي وصف كوريا

وبعد قضائهم لسنوات عديدة بمملكة جوسون، تمكن هينريك هامل رفقة 7 من زملائه البحارة الهولنديين من الفرار من شبه الجزيرة الكورية ليحل باليابان. إلى ذلك، ذهل مسؤولو شركة الهند الشرقية عند مشاهدتهم لهؤلاء لبحّاريهم السابقين حيث آمن الجميع حينها بوفاة هينريك هامل ورفاقه منذ سنوات بعرض البحر وصنّفوهم في عداد الموتى.

بفضل هذا المرور غير المقصود بالمنطقة عام 1653 والسنوات التي قضاها هنالك، أصبح هينريك هامل أول أوروبي يقدم وصفا لمملكة جوسون. فمن خلال كتاباته التي نشرت بروتردام وأمستردام عام 1668، تحدّث هامل عن الفترة التي قضاها بكوريا وتحدّث عن حيوانات كالتماسيح التي لم تكن معروفة بشكل جيد لدى الأوروبيين حينها. من ناحية أخرى، اعتمد الأوروبيون على كتابات هامل لأكثر من قرنين كمصادر ومراجع أساسية عند الحديث عن كوريا.

في الأثناء، دوّن الكوريون بالقرن السابع عشر وصفا لحادثة حلول الهولنديين ببلادهم حيث وصف سكان مملكة جوسون حينها أناسا ذوي شوارب ولحى حمراء وأعين زرقاء مستديرة ببلادهم كما وصفوا طريقة أكلهم وتحدثوا على تناولهم للحم والنبيذ واعتمادهم على طريقة كتابة غريبة تميّزت بكتابة على شكل خطوط أفقية من اليسار لليمين.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: