تجويع وعبودية وإعدامات.. مدن عانت من طالبان قبل 20 عاما

على حسب تقارير الأمم المتحدة تسببت طالبان في العديد من المذابح بين عامي 1996 و2001

تزامنا مع سقوط كابل يوم 15 آب/أغسطس 2021 ودخول قوات طالبان إليها وهيمنتهم بشكل رسمي على أغلب مناطق أفغانستان، عادت ذكريات الجرائم التي ارتكبتها الحركة ما بين عامي 1996 و2001 للظهور مجددا للعلن. فمنذ هيمنتها على أفغانستان للمرة الأولى ولحين سقوط نظامها عقب تدخل قوات التحالف على إثر أحداث 11 أيلول/سبتمبر، اتجهت حركة طالبان لفرض نظام متشدد لجأ للقتل والترهيب لإجبار الأفغان على القبول بسلطته.

تجويع المدنيين

وعلى حسب تقارير الأمم المتحدة، تسببت طالبان في العشرات من المذابح بأفغانستان خلال الفترة الممتدة بين عامي 1996 و2001. فبدعم من اللواء 55 التابع لتنظيم القاعدة، قاد عناصر طالبان مجازر ضد المدنيين الأفغان ترتقي لجرائم حرب كتلك التي شهدتها البوسنة خلال التسعينيات.

وخلال العام 1998، اتهمت الأمم المتحدة حركة طالبان بتجويع المدنيين وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لمساعدة الأفغان. فعلى حسب ما أشار إليه مسؤولو الأمم المتحدة عمد أتباع الملا عمر لمنع دخول المساعدات الغذائية التي قدمها برنامج الأغذية العالمي لنحو 160 ألف أفغاني بالعديد من القرى. وقد تحدّث تقرير الأمم المتحدة حينها عن قيام حركة طالبان بهذه الخطوة لأغراض سياسية وعسكرية.

محو مدن بأكملها ومذابح

وإضافة لمذابح مزار شريف خلال شهر آب/أغسطس 1998، ارتكبت حركة طالبان فظائع أخرى بالمناطق الواقعة شمالي كابول. فمع نجاحهم في السيطرة على هذه المناطق، عمد مسلحو الحركة لقتل العديد من المدنيين وهجّروا آخرين نحو مناطق نائية.

وبمدينة استالف التي قدر عدد سكانها بحوالي 45 ألف نسمة واشتهرت بصناعة الفخار، منحت حركة طالبان مهلة بنحو 24 ساعة للمدنيين لمغادرتها قبل أن تتجه لمحوها من الخارطة حيث عمد مسلحو الحركة لقطع الأشجار وحرق المحاصيل والمؤن وإعدام جميع من ظلّ بداخلها.

وبمدينة باميان التي مثلت عاصمة الإقليم الذي حمل نفس الاسم، دخل مقاتلو حركة طالبان المدينة عام 1999 واتجهوا لتخريب جانب هام منها. وخلال بضعة أشهر، أعدم مسلحو الحركة المئات من المدنيين الذين كان من ضمنهم العديد من النساء والأطفال. أيضا، لجأ أتباع الملا عمر لتدمير منازل الأشخاص الذين شككوا في ولائهم للحركة وجعلوا كثيرا منهم عبيدا استخدموهم للقيام بالأعمال الشاقة.

وخلال نفس الفترة، دخل عناصر طالبان مدينة يكاولنك، المقدر تعداد سكانها بحوالي 65 ألف نسمة، بولاية باميان وارتكبوا بها مذبحة أودت بحياة 300 شخص.

أواخر العام 2000، فقدت طالبان السيطرة على يكاولنك قبل أن تنجح في اخضاعها مجددا بعد أيام. ومع عودتهم إليها، عمد مسلحو الحركة ما بين يومي 5 و8 يناير 2001 إلى ارتكاب مذابح جديدة أودت بحياة المئات.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: