خلال قرن واحد.. غيّر الروس 3 مرات اسم عاصمتهم

منذ تأسيسها قبل نحو ثلاثة قرون، لعبت مدينة سانت بطرسبرغ الروسية دوراً هاماً على الساحة السياسية الروسية حيث انتزعت لأكثر من قرنين لقب عاصمة الإمبراطورية الروسية من نظيرتها موسكو التي يعود تاريخ ظهورها للعام 1147 أثناء فترة أمير روستوف يوري دولغوروكي.

وعلى مدار تاريخها الحافل، تغيّر اسم مدينة سانت بطرسبرغ مرات عدة بسبب عوامل سياسية كانت أهمها ثورة أكتوبر 1917 وصعود البلشفيين وقيام الاتحاد السوفيتي.

أصل التسمية وتحريفها

وعقب جولته في أوروبا الغربية ما بين عامي 1697 و1698، اتجه القيصر الروسي بطرس الأكبر (Peter I) خلال مايو 1703 لإنشاء عاصمة جديدة لبلاده محبذاً بذلك التخلي عن العاصمة موسكو ذات الطابع القديم.

إلى ذلك، انتقى بطرس الأكبر مكانا مميزا لعاصمته الجديدة حيث فضّل الاقتراب من جيرانه السويديين والأوروبيين عن طريق إنشاء مدينته بموقع مطل على بحر البلطيق لتسهيل تواصله مع بقية أرجاء أوروبا الغربية.

وأملا في منح عاصمته الجديدة طابعاً يميل لأوروبا الغربية، اختار بطرس الأكبر اسم سانت بطرسبرغ لهذه المدينة نسبة للقديس بطرس.

واتجه العديد من المؤرخين بشكل خاطئ لتحريف طبيعة هذه التسمية ونسبوها لبطرس الأكبر بدلاً من القديس بطرس.

كذلك، لعبت قصائد الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين (Alexander Pushkin)، خلال القرن التاسع عشر، دوراً هاماً في الترويج لهذه الفكرة الخاطئة حيث لقّب الأخير العاصمة الروسية الجديدة بالعديد من الألقاب كانت أبرزها "مدينة بطرس".

غيرت اسمها 3 مرات بقرن واحد

وبعد نحو قرنين، غيّرت سانت بطرسبرغ اسمها لأول مرة، فمع اندلاع الحرب العالمية الأولى ودخول الروس النزاع العالمي ضد الألمان والنمساويين، فضّل القيصر الروسي نيقولا الثاني (Nicholas II) التخلص من تسمية سانت بطرسبرغ التي وصفها بالألمانية.

وبدلاً من ذلك، حملت العاصمة الروسية اسم بيتروغراد (Petrograd) محافظة بذلك على معنى تسميتها التاريخي الذي يقصد به مدينة بيتر. فبالنسبة للروس، حملت كلمة غراد نفس معنى كلمة غورود التي يقصد بها "المدينة".

كما استخدم هذا المصطلح لتسمية العديد من المدن الأخرى كانت أبرزها نوفوغورود (Novgorod).

ومع نجاح الثورة البلشفية عام 1917 وقيام الاتحاد السوفيتي ونقل العاصمة مجدداً لموسكو، عارض الزعيم البلشفي فلاديمير لينين بشدة فكرة إعادة تسمية المدن.

لكن بعد مضي 5 أيام فقط على وفاة الأخير سنة 1924، اتجه رفاقه لتغيير اسم مدينة بيتروغراد، أو سانت بطرسبرغ، وأطلقوا عليها اسم لينينغراد (Leningrad) لتخليد ذكرى مؤسس الاتحاد السوفيتي.

لينينغراد

وعلى مدار السبعة عقود التالية، حظيت لينينغراد بمكانة هامة بالتاريخ الروسي. ففي خضم الحرب العالمية الثانية، شهدت الأخيرة حصاراً قاده النازيون ضدها استمر لأكثر من عامين وأسفر عن مقتل وإصابة نحو 3 ملايين سوفيتي.

ولتستعيد اسمها الأول، انتظرت المدينة التي أسسها بطرس الأكبر عام 1703 العقد الأخير من القرن العشرين.

فعقب انهيار الاتحاد السوفيتي سنة 1991، أجرت السلطات المحلية استفتاء وافقت من خلاله الأغلبية على إلغاء تسمية لينينغراد واستعادة الاسم التاريخي سانت بطرسبرغ.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: