خلال 30 دقيقة.. 500 ألف قذيفة أطلقها السوفيت على برلين

ما بين منتصف شهر نيسان/أبريل ومطلع أيار/مايو 1945، عاشت أوروبا على وقع الفصل الأخير من أحداث الحرب العالمية الثانية. فخلال تلك الفترة، اندلعت أحداث معركة برلين التي اجتاح خلالها الجيش الأحمر السوفيتي العاصمة الألمانية لتطور الأحداث بشكل سريع وتنتهي بانتحار القائد النازي أدولف هتلر بملجأ الفوهرر (Führerbunker)، الذي مثّل المقر المحصن للمستشارية وقيادة الجيش أواخر فترة الرايخ الثالث (Third Reich)، يوم 30 نيسان/أبريل 1945 واستسلام القوات الألمانية ببرلين بعد ذلك بيومين.

ومع اندلاع المعارك ببرلين يوم 16 نيسان/أبريل 1945، عاشت العاصمة الألمانية على وقع أحد أسوأ أيامها حيث شن الجيش السوفيتي عليها قصفا مدفعيا صنّف ضمن أكبر عمليات القصف المدفعي بالتاريخ.

القصف الألماني لستالينغراد وموسكو

وبداية من شهر حزيران/يونيو 1941، تقدّم الجيش الألماني بشكل سريع داخل الأراضي السوفيتية عقب بداية عملية بربروسا (Barbarossa)، المصنفة كأكبر عملية غزو بالتاريخ، ليبلغ مشارف العاصمة بعد أسابيع تزامنا مع انهيار الجيش الأحمر الذي افتقد للخبرة العسكرية بسبب قيام ستالين بإعدام كبار الجنرالات أواخر الثلاثينيات.

وأثناء تقدمهم، خاض الألمان معارك هامة كانت أبرزها عند مدينة ستالينغراد (Stalingrad) حيث تحوّلت الأخيرة بسبب القصف الألماني والمعارك الدائرة بها لكومة من الخراب. فضلا عن ذلك، أصدر أدولف هتلر في وقت سابق أوامر صارمة بتدمير هذه المدينة التي حملت اسم القائد السوفيتي جوزيف ستالين أملا في جعلها رمزا لنهاية الإتحاد السوفيتي.

ومع نهاية المعارك بستالينغراد واستسلام المارشال الألماني فريدريش باولوس (Friedrich Paulus) مطلع شهر شباط/فبراير 1943، تجاوزت خسائر السوفيت بالمدينة المدمرة مليون قتيل. من ناحية ثانية، عاشت العاصمة السوفيتية موسكو ما بين شهر تشرين الأول/أكتوبر 1941 ومطلع العام 1942 على وقع عمليات قصف جوي شنتها طائرات سلاح الجو الألماني المعروف باللوفتفافه (Luftwaffe). وبسبب ذلك، عاش أهالي موسكو على وقع حالة من الرعب أجبرت عددا كبير منهم على الاختباء داخل محطة قطار الأنفاق أملا في النجاة من القنابل الألمانية.

7 ملايين قذيفة سقطت ببرلين

إلى ذلك، لم ينس جوزيف ستالين ما حصل بكل من ستالينغراد وموسكو. ومع بلوغ قواته لمشارف برلين، أمر القائد السوفيتي بشن عمليات قصف مكثفة على العاصمة الألمانية وتحويلها لركام انتقاما لستالينغراد وموسكو. وقبيل بداية العمليات العسكرية، جهّز السوفيت عشرات الآلاف من المدافع والآلاف من قاذفات صواريخ الكاتيوشا.

ويوم 16 نيسان/أبريل 1945، فتح 8983 مدفعا سوفيتيا نيرانهم بإتجاه العاصمة برلين. وقد رصفت هذه المدافع بشكل متقارب حيث احتوى كل كيلومتر على 270 مدفعا سوفيتيا.

وخلال النصف ساعة الأولى، أطلقت هذه المدافع 500 ألف قذيفة بإتجاه برلين محققة بذلك رقما خياليا مقارنة بعمليات القصف الشهيرة السابقة. فعام 1944، أطلق ألفا مدفع نحو 174 ألف قذيفة عند خط غوستاف بإيطاليا. وبمعركة السوم بالحرب العالمية الأولى، أطلق نحو 1537 مدفعا بريطانيا 1.5 مليون قذيفة خلال فترة قدرت بأربعة أيام.

إلى ذلك، قصفت برلين أثناء العمليات العسكرية السوفيتية بنحو 7 ملايين قذيفة مدفعية أطلق منها 1.2 مليون قذيفة خلال اليوم الأول من العمليات. ومع استسلام القوات الألمانية مطلع أيار/مايو 1945، التقطت عدسات الكاميرا صورا لحجم الخراب ببرلين التي تحولت بدورها لكومة من الركام.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: