مطلع سبعينيات القرن الماضي، عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع العديد من التغيرات الهامة، حيث شهدت البلاد خلال السنوات القليلة الماضية بداية نهاية نظام التمييز العنصري عقب جملة من الإصلاحات كقانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون حق التصويت للعام 1965 الذي ظهر خلال أوج حركة الحقوق المدنية، كما اضطرت الولايات المتحدة الأميركية أيضا لتحمل ويلات تدخلها العسكري بفيتنام وارتفاع أعداد قتلاها، تزامناً مع تزايد وتيرة احتجاجات الحركات الرافضة للحرب والمطالبة بضرورة إنهاء وجود القوات الأميركية بفيتنام.
المرشحان الرئيسيان لانتخابات 1972
وفي خضم هذه الظروف، اتجه الأميركيون مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1972 نحو صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم تزامناً مع قرب انتهاء الفترة الرئاسية الأولى للجمهوري، ريتشارد نيكسون (Richard Nixon) الذي تفوق خلال انتخابات العام 1968 على منافسه الديمقراطي هيوبرت همفري (Hubert Humphrey).
واستعدادا للانتخابات الرئاسية لعام 1972، وافق الحزب الجمهوري على ترشيح ريتشارد نيكسون لولاية ثانية، حيث تفوّق الأخير خلال الانتخابات التمهيدية الحزبية على عضو مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا بيت مكلوسكي (Pete McCloskey) وممثل ولاية أوهايو بنفس المجلس جون أشبروك (John M. Ashbrook).
من جهة ثانية، فضّل الديمقراطيون ترشيح السيناتور عن ولاية داكوتا الجنوبية جورج ماكغفرن (George McGovern) لتمثيلهم بالسباق الرئاسي لعام 1972 وقد وقع الاختيار على الأخير بعد منافسة شديدة بين عدة مرشحين، كان أبرزهم السيناتور عن ولاية ماين إدموند موسكي (Edmund Muskie) والمرشح السابق لرئاسيات 1968 هيوبرت همفري وعضوة مجلس النواب عن ولاية نيويورك شيرلي تشيشولم (Shirley Chisholm) المصنفة كأول امرأة أميركية ذات أصول إفريقية حاولت الترشح لتمثيل حزبها بالانتخابات الرئاسية.
الحملة الانتخابية
وأثناء الحملة الانتخابية، دافع ريتشارد نيكسون عن سياسته الاقتصادية والخارجية خلال السنوات الماضية، بينما روّج منافسه ماكغفرن لضرورة إنهاء حرب فيتنام على جناح السرعة وتحديد الحد الأدنى للأجور للمواطنين الأميركيين.
من جهة ثانية، شهدت هذه الفترة عدداً من الأحداث والتقلبات التي أثرت بشكل مباشر على الانتخابات. فإضافة لعملية تنصت هيئة إعادة انتخاب نيكسون على محادثات اللجنة الوطنية الديمقراطية عقب اختراق مجمع ووترغيت، كشفت بعض المصادر عن خضوع توماس إيغلتون (Thomas Eagleton)، مرشح الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس، لعلاج بالتخليج الكهربائي عقب إصابته بالاكتئاب. وقد أضر ذلك كثيرا بحملة ماكغفرن الذي لم يتردد في العثور على مرشح آخر لمنصب نائب الرئيس.
نتائج الانتخابات
وقد جاءت نتائج انتخابات العام 1972 لتجسد نصرا تاريخيا للجمهوريين لم تشهد الولايات المتحدة الأميركية مثله منذ انتخابات عام 1936. وبالتصويت المباشر، نال نيكسون أكثر من 46.5 مليون صوت بينما حصل منافسه الديمقراطي ماكغفرن على حوالي 28.9 مليون صوت. وتزامنا مع ذلك، اكتسح نيكسون المجمع الانتخابي فحصد أصوات 520 من الناخبين بينما لم ينل ماكغفرن سوى 8 أصوات فقط ليفوز بذلك بولاية رئاسية ثانية انتهت بشكل مبكر بعد أن فضّل الاستقالة يوم 9 آب/أغسطس 1974 على إثر قضية فضيحة ووترغيت.