علماء يحذرون من مصيبة.. فأصل كورونا قد لا يعرف أبداً!

منذ بداية جائحة كوفيد 19، كافح العلماء في جميع أنحاء العالم لتحديد أصل الفيروس الذي تسبب في حدوثه، وسط تعدد الاجتهادات وتضارب التقارير الصادرة بشأن الموضوع.

وكل تلك الجهود لم تسفر عن جواب واضح وصريح ينهي كل الجدل، أمام الجديد اليوم أن حذر علماء من أن معرفة أصل الفيروس قد يبقى سراً إلى الأبد، وذلك في وقت تعرضت فيه الحكومة الصينية في الداخل والخارج إلى انتقادات لعدم مشاركتها المعلومات بالسرعة الكافية مع العامة ومع مسؤولي منظمة الصحة العالمية الذين يحاولون التعامل مع المرض.

أمام هذا الواقع يطرح العلماء مجموعة من الأسباب التي قد تبقي أصل الفيروس مجهولاً دون التوصيل إلى جواب حول أصله أو منشئه، لعدة أسباب، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

عراقيل سياسية

ومنذ البداية، تعرقل البحث عن أصل فيروس كورونا بسبب العقبات السياسية، أجّلت الصين دخول فريق بقيادة منظمة الصحة العالمية إلى ووهان في يناير الماضي للتحقيق في تفشي المرض.

كما، تعرض التقرير الذي أصدره الفريق الذي تقوده منظمة الصحة العالمية بعد زيارته لانتقادات صينية لأنه طرح احتمال تسرب الفيروس من مختبر في ووهان.

ودعت الولايات المتحدة ودول أخرى مؤخراً إلى مرحلة ثانية من الدراسات لاستكشاف الفرضيتين الرئيسيتين بأن الفيروس نتج عن تسرب من مخبتر أو انتقل إلى البشر بشكل طبيعي من الحيوانات المصابة.

لكن السياسة ليست الشيء الوحيد الذي يقف في طريق الحصول على الجواب، وفق تقرير الصحيفة، فالعلماء الذين يدرسون مسببات الأمراض التي يبدو أنها تنتقل من الحيوانات إلى البشر لا يتفقون دائماً على كيفية تفسير نتائجهم.

وقد يستغرق الوصول إلى توافق في الآراء سنوات، هذا إذا حصل أصلاً.

"السارس" مثال

وأوضح مجموعة من العلماء في حديث إلى الصحيفة أن البحث عن أصل مرض "السارس" وغيره من الفيروسات القاتلة على سبيل المثال، يعطي تحذيراً واضحاً بشأن التحديات المتعددة التي قد تربك أو تعرقل السعي لمعرفة أصل فيروس كورونا.

وأوضح الدكتور لينفا وانغ، الأستاذ في برنامج الأمراض المعدية الناشئة في كلية الطب Duke-NUS في سنغافورة، وخبير في فيروسات الخفافيش أن "السارس" بدأ في التفشي في الصين، وانتقل بسرعة حول العالم ليصيب ويقتل الناس، ويعطل الاقتصاد العالمي.

وأضاف أن حينها حصل ذات السيناريو كما هو الحال الآن، من ناحية تحول الشكوك إلى الخفافيش كمصدر للسارس.

كذلك بيّن أن احتمال أن تحتوي الثدييات الطائرة على سلالات شبيهة بالسارس والتي تسببت في نهاية المطاف في تفشي المرض أثير في ذلك الوقت.

وتحظى الخفافيش بشعبية كبيرة كغذاء في بعض المناطق والطب التقليدي في الصين، كما تشكل الخفافيش خُمس جميع الثدييات، ما يخلق مجموعة كبيرة ومتحركة من ناشري الأمراض المحتملين.

نظرية الخفافيش ليست جديدة

وفي عام 2017، اقترح العلماء نظرية أصل السارس ووجدوا خفافيش تحمل سلالة فيروسات تاجية لديها القدرة على إصابة البشر.

كذلك، تكهن العلماء بأن الخفافيش التي تعيش في نفس الكهف تصيب بعضها البعض بسلالات فيروسية مختلفة، واختلطت معاً وخلقت في النهاية فيروساً شبيهاً بالسارس انتقل إلى البشر.

لكن بعد كل هذا الجهد المضني والشاق للعلماء في ذلك الوقت، كان هذا هو أقرب ما يمكن أن يصلوا إليه للعثور على أصل المرض، ما يعطي فكرة عن احتمالية التوصل إلى أصل كوفيد 19 قد لا يحصل أبداً رغم الجهود المبذورلة.

يشار إلى أن العديد من النظريات انتشرت حول أصل فيروس كورونا، فمن جهة هناك نظريات تحدذت عن تسربه من معهد ووهان للأبحاث عن طريق الخطأ، ومن جهة أخرى طرحت بعض النظريات التي تقول إنه انتقل من الخفافيش إلى البشر وتحديداً من مدينة ووهان في الصين.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: