فنان يمني للعربية نت: آلة العود خطر على الفنان بشوارع البلاد

أكد عازف العود الشاب حسام علي السقاف، أن الموسيقى اليمنية مشدودة على وتر الأزمات، نتيجة الحروب التي أثرت على الإنتاج الغنائي إلى جانب انعدام الدعم في ظل الأوضاع المتردية وذهابه إلى تمويل الجبهات المشتعلة، مشيراً في حديثه لـ "العربية.نت" إلى أن مجرد حمل أي آلة موسيقية في الشارع، يمثل خطراً على حياة الفنان بسبب نقاط التفتيش والاشتباه به، مما يؤثر على استمراره وشغفه، ويترك لديه إحساساً بعدم التقدير من المجتمع، فضلاً عن عزوف كثير من المواهب عن الاشتغال بالفن، لما أصابهم من إحباطات مادية واستسلامهم بالركض وراء لقمة العيش.

نشر رسالة السلام لنبذ الخلافات والصراعات

حسام الذي بدأ عشقه للموسيقى من خلال مواظبته على الاستماع لعزف بعض الأصدقاء، قرر اقتحام عالم العود، فتدرب على يوتيوب، ثم تتلمذ على يد الموسيقار الراحل يحيى بن فضل العقربي، يحرص في كل مشاركاته المجتمعية أو في مبادراته الخاصة مع منظمات خيرية وإنسانية على نشر رسالة السلام والوئام ونبذ الخلافات والصراعات والعودة إلى روح التقارب والتآلف بين الشعب الواحد.

طفلان في فيديو كليب يوحدان قلوب اليمنيين

واعتبر حسام أن آلة الفنان هي سلاح مواجهة لمحاربة العنف بالغناء، وتلطيف جروح الناس بالألحان، وأن صوت الموسيقى قادر على إيقاظ الضمائر المتحجرة، مستشهداً بما حققه التفاعل الكبير الذي حصده فيديو كليب إنساني قبل أسابيع في مخيم للنازحين بمدينة تعز اليمنية، بأغنية "نكابر" للطفلين كريم ومحمد عبدالله، التي تمثل بارقة أمل لعودة الحياة الموسيقية، لما لها من تأثير وجداني عابر للقلوب والمدن في اليمن من شماله لجنوبه، ولما تحمله كلماتها من رسائل محبة، حركت مشاعر اليمنيين وحملت رسالة سلام وتهدئة لتخفيف وجع الحصار.

فنانون برتبة مقاتلين

يصف حسام حال الموسيقى والفن في مدينة عدن التي يقطنها، بأنه لا يزال مأزوماً ومجهولاً، إلا أن الثابت والمؤكد بحسبه أن المدينة يولد فيها كل يوم مبدعون جدد ومواهب واعدة، ليسوا مجرد فنانين وحسب بل "مقاتلين" رغم الأوضاع والظروف وفق تعبيره.

ويضيف:"أحرص دائماً على زيارة أطفال جمعية "أنا وليس إعاقتي" التي تحتضن أطفالا مصابين بالتوحد وآخرين ممن لديهم إعاقات بصرية أو حركية، لإضفاء جو من البهجة والسرور على قلوبهم، وتشجيعهم على تذوق وعزف الموسيقى. كما أواظب على زيارة دار رعاية "الأحداث" لإدخال البهجة والسرور على قلوب الأطفال الموقوفين على ذمة قضايا مختلفة، وشاركت في فعاليات خاصة بيوم عيد الأم، قصد تذكير الناس بأهمية الأم عبر الموسيقى، ومبادرات لدعم وتشجيع الطلاب الرسامين بالجلوس كموديل مع آلة العود لساعات طويلة وخلق جو فني بالعزف على الأوتار، وحضور معارض شبابية عديدة ودعمهم بفقرات موسيقية.

فيديوهات غنائية تناهض العنف

لا يستبعد حسام فكرة استعادة التلاحم بين أبناء اليمن الواحد من خلال الموسيقى عبر تجسيد نفس المشاعر ونفس الرسالة التي تلامس هموم الجميع لإطفاء نيران الصراعات الدائرة، من دون أن يفوته التأكيد على سطوة الغناء والموسيقى في إحداث تأثير وإيصال شحنة رسائل، وإسكات صوت الحرب من خلال إنتاج وتصوير فيديوهات غنائية تناهض العنف وتقارن الوضع في ظل الحرب مع الحال دون حرب بكلمات باعثة للأمل والبناء والتكاتف.

مبادرات موسيقية لاستنهاض المدينة من تحت الركام

يختم حسام حديثه لـ "العربية.نت" فيقول: "أسعى إلى نشر الموسيقى في أجواء دور الأيتام لإسعاد الأطفال هناك بإحياء أمسيات فنية، وأحاول بجهد شخصي متواضع تغيير الواقع الذي نعيشه من خلال الموسيقى بتقديم مبادرات إنسانية لتستعيد مدينة عدن عافيتها ومجدها الإبداعي والثقافي والفكري، لتنهض مجدداً من تحت الركام".

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: