نجد حكايات فيديوية كثيرة تعبّر في عالم الحيوان والإنسان عن معنى "يوم الأم" المطل هذا الأحد مع أول أيام الربيع، منها واحدة عن دبة معروفة باسم Mama Grazer لمحبيها في الإنترنت، لأن المقيمة بولاية ألاسكا الأميركية، نموذج شهير عن سر الحب الحقيقي والمتفاني بين الأم وأبنائها.
قبل 5 سنوات، روت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قصتها بكلام قليل معزز بفيديو شهير، تعرضه "العربية.نت" أدناه، والتقطت مشاهده كاميرات للرصد المباشر وضعتها إحدى منظمات المحافظة على البيئة عند نهر غزير وشديد الجريان، مالت إليه "ماما" مع أبنائها الثلاثة، وقطيع من الدببة لتشرب من مياهه. فجأة تعثر "ديسم" من الثلاثة، وجرفه النهر، فظن الديسمان الآخران أنه مضى ليلعب على ما يبدو، فقزا معا إلى النهر في غفلة من الأم التي ما إن علمت بما حدث، حتى استيقظت فيها عاطفة الأمومة الخالدة، فاستصغرت خطر الهدير الغزير، وأسرعت إلى منحدر في النهر، شبيه بشلال، وانتظرتهم عنده، ولما رأته يلقي الواحد بعد الآخر، واطمأنت إلى وجود الثلاثة في ماء مستقر أكثر، مضت وجمعتهم إليها، بسر حب دفين.
بعدها بأكثر من عامين، رصدت الكاميرات البيئية "ماما" أخرى من الدببة، كانت مع طفلها في منطقة جبلية قرب مدينة Magadan البعيدة في أقصى الشرق الروسي 5900 كيلومتر عن موسكو، وهناك وجدت طفلها وقد تعثر في تلة كثيفة الثلوج المتلبدة، فتدحرج منها منزلقاً إلى مسافة تزيد عن 50 متراً أسفل التلة.
لمسة من أنامل أم
انتظرته في الأعلى ليعرش إليها ويعود، فحاول "الديسم" ما استطاع ولم يفلح، بل كاد ينجح في إحدى المرات في مسعاه، لكن قواه ضعفت بعض الشيء، فانزلق من جديد إلى مسافة في الأسفل تزيد عن ضعف الأولى، بحسب ما نراه في فيديو آخر معروض، وفيه تظهر الأم في حيرة من أمرها لا تدري ما تفعل لإنقاذ المتدحرج الصغير، ولم تجد حلا إلا بانتظار أن يجمع قواه، فجمعها وقام يعرش إليها، مندفعا بقوة الحب والارتباط الوثيق بين الابن لأمه. أما في عالم الإنسان، فحكايات الحب الدفين الكامن في الأم لأبنائها، عددها بالمئات وأكثر، منها واحدة مختلفة جدا، لا ترويها كلمات ولا مشاهد مصورة متنوعة في فيديو واحد، كالذي تعرضه "العربية.نت" أدناه، وسبق أن بثه موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نقلا عن نظيره Jukin Media الذي عرضه قبل 5 أعوام.
الملفت للاهتمام في الفيديو القصير، هي لمسات فقط من أنامل أم على جبين رضيعها الملقي برأسه على صدرها شبه نائم تقريبا، ولا شيء غيرها عن الأم ولا الظروف المحيطة بالتصوير، سوى أن الرضيع هو حديث الولادة، بالكاد عمره شهر واحد. لا نرى الأم تفعل شيئا، سوى تمرير أطراف أناملها على صدغ وجبين رضيعها الذي يفرح ويبتهج ويبتسم مع كل لمسة، لأنه يعلم بأنها لمسة من عاش في رحمها طوال 9 أشهر.. يعرفها لأنه كان يسمع في رحمها الدقات نفسها التي يسمعها الآن وهو ملق برأسه على صدرها، وهي دقات قلبها، ولو فعل معه إنسان آخر الشيء نفسه، فقد لا يشعر بالسعادة نفسها ولا نراه يفرح ويبتسم، والسر هو حب دفين وتضحيات بلا حدود، وعلاقة وثيقة كامن لغزها في كل أم.