على مر التاريخ، لم يسبق لأي امرأة أن فازت بسباق الرئاسة الأميركية، لتستقر بذلك بالبيت الأبيض وتتولى مهام الرئيس. فما بين فيكتوريا وودهل (Victoria Woodhull) التي مثلت أول امرأة تترشح للانتخابات الرئاسية عام 1872 والديمقراطية هيلاري كلينتون التي خسرت أمام الرئيس دونالد ترمب بالسباق الرئاسي عام 2016، فشل العديد من النساء في بلوغ البيت الأبيض.
وإضافة لمنصب الرئيس، لم يسبق لأي امرأة أن حصلت على منصب نائب الرئيس بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وقد جاء اختيار المرشح الديمقراطي، جو بايدن، لكامالا هاريس (Kamala Harris)، التي وصفها الجمهوريون باليسارية المتطرفة ولقبتها صحيفة نيويورك تايمز بالبراغماتية والديمقراطية المتقلبة، لتخوض الانتخابات كنائبة له ليعيد للأذهان قصص فشل كثير من النساء في بلوغ هذا المنصب.
مارييتا ستو
عام 1884، دعمت مارييتا ستو (Marietta Stow)، صاحبة إحدى الصحف المحلية بكاليفورنيا، ترشح المحامية بيلفا لوكوود (Belva Lockwood) لمنصب رئيسة البلاد كممثلة عن الحزب الوطني للحقوق المتساوية وقد جذبت لوكوود اهتمام ستو عقب تصريحها بعدم وجود قوانين تمنع المرأة من الترشح للرئاسة في مقابل حرمانها من حقها بالانتخاب. إلى ذلك، عيّنت مارييتا ستو كنائبة للمرشحة بيلفا لوكوود لتكون بذلك أول امرأة ترشح لهذا المنصب بتاريخ البلاد. وقد جاءت نتائج الانتخابات لاحقا مخيبة للآمال. فعقب حملتهما الانتخابية، حصلت كل من لوكوود وستو على 5 آلاف صوت فقط من إجمالي 10 ملايين صوت.
لينا سبرينغز
عقب تمرير التعديل التاسع عشر عام 1920، أصبحت لينا سبرينغز (Lena Springs) عضوا ناشطا بالحزب الديمقراطي وعام 1924 برز اسم الأخيرة كأحد مرشحي الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس بالسباق الرئاسي لتكون بذلك أول امرأة تحصل على هذا الترشيح بأحد الحزبين الرئيسيين بالبلاد. إلى ذلك، خسرت لينا سبرينغز ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس لصالح حاكم ولاية نبراسكا تشارلز بريان (Charles Bryan).
شارلوتا باس
وخلافا لما يروج له البعض حاليا حول تصنيف كامالا هاريس كأول مرشحة من السود لمنصب نائب الرئيس، يذكر التاريخ اسم شارلوتا باس (Charlotta Bass) ذات الأصول الإفريقية والتي أصبحت عام 1952 أول مرشحة من السود لهذا المنصب حيث ترشحت الأخيرة كنائبة رئيس رفقة فنسنت هالينان (Vincent Hallinan) عن الحزب التقدمي وحصدا 140 ألف صوت فقط بهذه الانتخابات التي حقق خلالها دوايت أيزنهاور وريتشارد نيكسون فوزا سهلا.
فرانسيس فارنثولد
عقب مسيرة سياسية حافلة بولاية تكساس، رشحت الصحافية والناشطة النسائية غلوريا ستاينم (Gloria Steinem) السياسية فرانسيس فارنثولد (Frances Farenthold) للحصول على منصب نائبة المرشح الديمقراطي لانتخابات عام 1972. سوى أن الأخيرة قد خسرت الترشح عن الحزب الديمقراطي لصالح السيناتور عن ولاية ميسوري توماس إيغلتون (Thomas Eagleton).
توني ناثان
بانتخابات عام 1972، مثّلت المرشحة عن الحزب الليبرتاري توني ناثان (Toni Nathan) أول امرأة تترشح لمنصب نائب الرئيس وتحصل على صوت بالمجمع الانتخابي، حيث لجأ ناخب عن الحزب الجمهوري للتصويت لها عقب رفضه منح صوته للمرشح الجمهوري سبيرو أغنيو (Spiro Agnew).
لادونا هاريس
تصنف لادونا هاريس (LaDonna Harris) كأول امرأة من السكان الأصليين للولايات المتحدة الأميركية تتقدم لمنصب نائب الرئيس. فعقب دفاعها عن قضايا الشعوب الأصلية بالسبعينيات، رشّحت الأخيرة كنائبة لباري كومونير (Barry Commoner) عن حزب المواطنين بانتخابات عام 1980 فحصدا أقل من 1% من الأصوات.
وتمتد القائمة النسائية لتشمل مزيدا من الأسماء البارزة. فعام 1984، مثّلت إيما وونغ مارس (Emma Wong mars) عن حزب السلام والحرية أول مرشحة أميركية ذات أصول آسيوية لمنصب نائب الرئيس. وخلال نفس العام، تلقت جيرالدين فيرارو (Géraldine Ferraro) رفقة المرشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي هزيمة قاسية على يد كل من جورج بوش الأب، نائب الرئيس، ورونالد ريغان عن الحزب الجمهوري حيث لم يكسب المرشحان الديمقراطيان سوى أصوات ولاية مينيسوتا (Minnesota) ومقاطعة كولومبيا. وبانتخابات 2008، حقق الحزب الجمهوري إنجازا غير مسبوق حيث قدّم حينها سارة بالين كنائبة للمرشح جون ماكين. وقد حصد الحزب الجمهوري حينها 60 مليون صوت وهي أعلى نسبة أصوات حصل عليها حزب رشّح امرأة لمنصب نائب الرئيس.