هل نسافر أم لا؟.. نعم لكن الفحوصات أهم من الحجر!

منذ ظهورها قبل أشهر حتى اليوم، ألقت أزمة فيروس كورونا المستجد بظلالها على كل تفاصيل الحياة تقريباً، دون إيجاد حل ينهي المأساة.

ومن أهم ما أثّرت عليه الأزمة، موضوع السفر، فقط خرجت دراسات كثيرة بين مؤيدة لفتح المطارات وأخرى مناهضة تماماً، ليطل علينا أخيراً ديدييه حسين رئيس لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، ويؤكد أنه يجب استخدام فحوص كوفيد-19 في السفر الدولي على نطاق أوسع من عمليات الحجر الطبي، وذلك بعد تصريح لمايك ريان كبير خبراء الطوارئ في المنظمة، الذي قال إن السفر الآن بات "آمناً نسبياً" وينطوي على مخاطرة "أقل نسبياً".

في السياق أيضاً، تهافتت الدراسات لتجد حلاً لهذه المشكلة المفصلية، فإذا ما كان كورونا باقياً معنا مدة أطول، علينا التأقلم على وجوده، وبالتالي إيجاد الحلول لذلك.

أقل من المتوقع

فقد طمأن باحثون ألمان إلى أن دراسة أجروها على ركاب إحدى الطائرات في مارس/آذار الفائت أظهرت أن احتمالات انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد خلال السفر جواً أقل مما كان متوقعاً.

وتناولت الدراسة القصيرة التي نشرت في مجلة "غاما نتوورك أوبن" ركاب طائرة حملت 102 راكب إلى مطار فرانكفورت الألماني في 9 مارس الفائت، أي قبل أن يصبح وضع الكمامات هو القاعدة، في رحلة استغرقت 4 ساعات و40 دقيقة.

وعندما علمت السلطات الألمانية أن بين ركاب الطائرة 24 سائحاً ألمانياً خالطوا مسؤولاً فندقياً مصاباً بفيروس كورونا المستجد قبل صعودهم للطائرة، قررت إجراء فحوص لهم فور وصولهم إلى فرانكفورت. وتبين أن 7 منهم مصابون بالفيروس، في حين أن 7 آخرين جاءت نتائج فحوصهم إيجابية لاحقاً.

وبعد 4 إلى 5 أسابيع، بادر علماء الفيروسات من مستشفى فرانكفورت الجامعي إلى الاتصال بالركاب الثمانية والسبعين والآخرين، فأجاب 90% منهم. وطرح الباحثون على الركاب أسئلة تتعلق بمخالطيهم وبأي أعراض قد تكون ظهرت عليهم، وأجروا فحوصاً لعدد منهم. وفوجئ الباحثون بأن العدوى انتقلت إلى 2 فقط من ركاب الطائرة الآخرين، غير السياح المصابين أصلاً، كانا جالسين من الجانب الآخر من الممشى حيث كان المصابون السبعة موجودين.

ويعتبر الخبراء عادةً أن منطقة انتقال عدوى فيروسات الجهاز التنفسي داخل الطائرات تشمل صفي المقاعد أمام المصاب، وصفّي المقاعد وراءه.

إلا أن المفاجأة في الطائرة كانت أن شخصاً جالساً في صف المقاعد الواقع مباشرة أمام مقاعد المصابين، لم يصب بالعدوى.

"فوجئنا"

بدورها، كشفت مديرة معهد علم الوبائيات في فراكفورت ساندرا شيزيك لوكالة "فرانس برس" "هذا الشخص أخبرنا أنه تحادث مطوّلاً مع اثنين" من جيرانه المصابين.

كذلك لم يُصب راكبان كانا جالسَين مباشرة وراء أحد السياح المصابين.

وقال سيباستيان هول من المعهد نفسه: "لقد فوجئنا بأن العدوى انتقلت إلى 2 فحسب من الركاب".

ولأن الفحوص لم تشمل جميع الركاب الآخرين، لا يمكن استبعاد أن يكون آخرون أصيبوا أيضاً.

لم تنتقل العدوى في الطائرة

ومع أن الدراسة أكدت أن انتقال العدوى ممكن داخل الطائرات في حال عدم وضع كمامات، لاحظ هول أن "عدم وجود أي إصابات أخرى أمر مطمئن، إذ يبيّن ذلك أن معدّل انتقال العدوى أقل مما كان متوقعاً، وخصوصاً أن أيّاً من الركاب لم يكن يضع كمامة".

إلى ذلك، ذكّر الباحثون بأن دراسات عدة على رحلات إعادة أشخاص كانوا موجودين في مدينة ووهان الصينية في بداية الجائحة، أظهرت أن العدوى لم تنتقل إلى أي مسافر في الطائرات، إذ كان الركاب يضعون الكمامات.

ليبقى موضوع السفر في زمن كورونا أمراً شائكاً بانتظار حل جذري ونهائي ينهي المأساة من أساسها.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: