حذر الدكتور أنطوني فوتشي كبير مستشاري الإدارة الأمريكية في حملة مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من أن البشرية تعيش الآن في «عصر الجائحة.»
ويبدو هذا واضحًا بعد أن أضعف انتشار فيروس كورونا المستجد النظام الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن فوتشي تحدث عن شيء أكبر من مجرد الوباء الحالي وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، بل يرى أن النشاط البشري أصبح مساهمًا رئيسًا في ظهور أمراض مميتة جديدة.
وقال فوتشي في بحث نشره مع زميله الدكتور ديفيد مورينس في مجلة سيل «إن انتشار فيروس كورونا المستجد هو مثال عن مرض وبائي غير متوقع جديد ومدمّر، ويمكن للمرء أن يستنتج من هذه التجربة الأخيرة أننا دخلنا حقبة الجائحة. وتعد أسباب هذا الوضع الجديد والخطير متعددة الأوجه ومعقدة وتستحق دراسة جادة.»
يشير المؤلفان في البحث إلى أن تفشر العديد من الأمراض الخطيرة التي بدأت مع بداية نمو القطاع الصناعي أو نتيجة تأثير الحضارة البشرية على الطبيعة، فمثلًا انتشر فيروس نيباه في مطلع القرن الحادي والعشرين بسبب إحراق البشر للغابات لإفساح المجال للزراعة، ما أدى إلى نزوح الخفافيش المصابة إلى مناطق قريبة من المناطق المأهولة بالسكان.
وقال المؤلفان «توجد عدة أمثلة تشير إلى أن ظهور الأمراض يعكس عدم قدرتنا على العيش في وئام مع الطبيعة» ودعا إلى إعادة التفكير في العديد من أفعالنا، من إزالة الغابات إلى العيش في المدن المزدحمة إلى تربية غير الصحية للحيوانات.
وأضافا «يحتاج العيش في وئام أكبر مع الطبيعة إلى تغييرات في السلوك البشري بالإضافة إلى تغييرات جذرية أخرى قد تستغرق عقودًا لتحقيقها، مثل إعادة بناء البنى التحتية للوجود البشري كالمدن والمنازل وأماكن العمل، بالإضافة إلى أنظمة المياه والصرف الصحي والأنشطة الترفيهية وأماكن التجمعات.»
The post فوتشي ينذر: الأرض دخلت عصر الجائحة appeared first on مرصد المستقبل.